تعيش أمتنا هذه الأيام محنة أمنية حرجة نادرة الأوصاف بكل المقاييس!
* هي (محليَّة) الهوية والصُّنع والتنفيذ!
* لكنها (مجهولة) الهوى والتحريض والتمويل!
* وهي في الوقت نفسه (غريبة) المرجعية والهدف وأدوات التنفيذ!
***
* فأمّا مرجعيتها فعقل منحرف وفكر مزوَّر ليس فيه من الدين شيء، إنما هو بقايا من عبثية جاهلية تتدثر زوراً بإزار الدين الحنيف، وهو منها بُراء!
***
* وأما هدفها فهو (اغتيال) الحرْث والنسل والنبات والجماد.. وكل ماهو جميل في هذا الكيان من زينة الحياة الدنيا، بدءاً بابتسامة الطفلة (وجدان) ومن سبقها، ومن قد يلحقها، مروراً بجنودنا البواسل، وانتهاءً بمواطنينا الأبرياء والوافدين إلينا من كل أصقاع الأرض بمن فيهم أهل الذمة المقيمون على أرضنا بإرادتنا وفي حمانا!
***
* وأما أدواتها، فهي متنوعة، بدءاً ب(كوع الريحة) الملغم بصواعق الموت، مروراً.. ب(الكلاشينكوف) وانتهاءً ب(الآر.بي.جي)! وهكذا تتعدد وسائل الإرهاب، لكن الغاية واحدة وهي إلحاق الأذى بهذا الوطن: حكومة وشعباً وسمعة وبنية حضارية، وكأني بفاعلي هذا الإثم العظيم يقدمون العون (هدية) إلى العدو الصهيوني ومن سار في ركابه أو ائتمر بأمره أو اقتفى أثره، فهو يمقت هذا البلد، ويتربَّص به الدوائر لأنه يرفض في إباء أن يركع إلا لله وحده.
***
* والأنكى من ذلك والأمرُّ أن أهل هذا الفكر الفاسد يزعمون أنهم (يجاهدون) في سبيل الله، ثم يقتلون ويجرحون أشقاءهم في الدين والوطن.
* يزرعون رعشة الخوف في كل قلب!
* يرسمون شهقة الهلع على كل شفة!
* ويستمطرون زخَّات القَهْر من كل عين!
***
* ويزيدني غيظاً وقهراً أن بيننا (طابوراً خامساً) من (المبررين والمعتذرين) لهذا الفعل الغاشم، لا تدركهم العين المجردة، لكن يعرفهم الإحساس الذي لا يكذب صاحبه!
* نعم.. هناك (المعتذرون) للأفعال الشاذة، (والمبررون) لها.. بل و(المحرّضون) عليها، لأسباب وحيثيات ينكرها الدين.. ويستنكرها كل ذي قلب سليم!!
***
* ويقف مع أولئك وهؤلاء، (الصامتون) و(المتفرجون) على أفعال الإثم، وكأن الأمر لا يعنيهم في شيء، ديناً ووطناً وهوية وقيماً، أو كأنهم (يقطنون) كوكباً آخر (يهبطون) منه إلى هذا الوطن في ليل أو نهار، ابتغاء مصالح معدودة، ثم (ينسحبون) داخل أسوار (ضمائرهم) المصابة ب(فيروس) (ولكن).. وبسببه، لا يرون الحق حقاً ولا الباطل باطلاً، بل يستوي عندهم الأمر: فإذا الحقُّ يُراد به باطلٌ... وإذا الباطل يُزعَم أنّ فيه حقاً!
***
* أختم بالدعاء هذه المداخلة المضرجة بدموع الكآبة والأسى والعتب، فأقول:
* اللهم اجعل هذا الوطن آمناًً قوياً، وانصره بشريعتك، ثم بولاء ووفاء أبنائه وبناته!
* اللهم زد بلادنا عزّاً مع عزها، واجعل أفئدة أبنائها تأوي إليها فلا (تخونها) في ليل أو نهار قولاً أو عملاً، سراً كان ذلك أو علناً!
* اللهم امنحهم الهدى واليقين كي يبصروا ماهم فيه، ويتعلموا أن مشوار الإصلاح.. يبدأ بطهارة القلوب من الفتن، ونقاء الضمائر من الغل، وصلاح العقول من رجس الفكر المشبوه!
* اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وجنِّبهم إيّاه!
* اللهم دلَّهم إلى سبل العقل والرشاد، لأن الإصلاح المنشود لا يمر من فوهة مدفع، ولكنه ينطلق من القلب إلى القلب حرّاً صادقاً مخلصاً ومؤثّراً!
وآخرُ دعْوانا أن الحمدلله رب العالمين.
|