الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، واشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.وبعد.. في هذه الزاوية اخترت لكم بعضا مما جاء في كتاب سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ألفه فضيلة الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وقد وقع اختياري في هذه الزاوية على ذكرى نزول سورة (عبس) قال ابن إسحاق وقف الوليد بن المغيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله يكلمه، وقد طمع في إسلامه، فبينما هو في ذلك إذ مر به ابن أم مكتوم الأعمى فكلم رسول الله وجعل يستقرئه القرآن، فشق ذلك منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أضجره وذلك أنه شغله عما كان فيه من أمر الوليد وما طمع من إسلامه، فلما أكثر عليه انصرف عنه عابساً وتركه فأنزل الله عز وجل {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى} أي إنما بعثتك بشيرا ونذيرا ولم أختص بك أحدا دون أحد فلا تمنعه ممن ابتغاه ولا تصد به لمن لا يريده وابن أم كلثوم أحد بني عامر من لؤي،واسمه عبدالله. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه إذا رآه قال: مرحباً بمن عاتبني فيه ربي. ويقول هل لك حاجة ويستخلفه على المدينة إذا غزا ،قال أنس من مالك فرأيته يوم القادسية عليه درع ومعه راية سوداء.
محمد عبدالعزيز المنيف |