في مثل هذا اليوم التاسع من مايو من عام 1999م، شهدت المدن الكبيرة بالصين تظاهرات كانت الأكبر من نوعها وأكثرها غضبا منذ سنوات، نتيجة لقصف قوات حلف الناتو السفارة الصينية في بلجراد مما أسفر عن وقوع أربع ضحايا. واندفع مئات الطلاب مرددين عبارات ضد أمريكا وضد حلف الناتو في شنغهاي، وتشينجدو، وجوانجزو.وفي بكين اقتحم حوالي مائة ألف شخص منطقة السفارة الامريكية وتجمهروا بالشوارع التي كانت تعج بالأحجار والزجاجات المهشمة منذ أول احتجاجات وقعت. واندفعت الحافلات المحملة بالطلبة خارج الحرم الجامعي في جميع أنحاء المدينة.
وقال المراسلون (يبدو أن السلطات كانت تتعمد التشجيع على القيام بهذه الأعمال). وتم اقتحام مقر القنصل الأمريكي العام جنوب غرب مدينة تشنجدو وإحراق جزء منه.
وقال حلف الناتو ان طياريهم قاموا باصابة السفارة بالخطأ في الساعات الأولى من 8 مايو - أيار بقنابل موجهة بدقة، ولكنهم أخطأوا الهدف وأصابوا السفارة أثناء محاولتهم قصف هدف عسكري شرعي.
ونشرت الصحافة الصينية على صدر صفحاتها الأولى صور لضحايا قصف السفارة.وفي اجتماع عاجل لمجلس الأمن، اتهم السفير الصيني حلف الناتو بارتكاب جريمة حرب.وأدان الرئيس الروسي بوريس يلسن عملية القصف واعتبرها انتهاكاً للقانون الدولي وطالب بإنهاء الضربات الجوية على صربيا.
وذكر تلفزيون صربيا أن الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلسوفيتش قد أرسل برقية عزاء إلى الصين نتيجة لما حدث. كما أعرب الرئيس كلينتون عن عميق حزنه للشعب الصيني، لكنه قال ان القصف كان غير متعمد وليس عملاً إجرامياً.وردد كلمات السكرتير العام لحلف الناتو خافير سولانا بقوله ان الحادث لن يعوق التحالف عن الاستمرار في حملته الجوية. وأثناء محاولة دول حلف الناتو احتواء الضرر الناتج عن تدمير السفارة، قال مبعوث الروسي الخاص للبلقان فيكتور تشيرنوميردن انه يجب حل الصراع بالطرق السياسية في أسرع وقت ممكن، وذلك عقب محادثاته مع المستشار الألماني جيرهارد شرودر حول خطة سلام كوسوفو التي تبنتها دول مجموعة الثمانية.
|