في مثل هذا اليوم التاسع من مايو من عام 1988م، لمّحت سوريا لأول مرة عن احتمال إرسال قواتها لوقف حمام الدم الدائر في أحياء بيروت الجنوبية.
وقد لقي على الأقل 15 شخصاً مصرعهم في القتال الذي دار قبل أربعة أيام. وجُرح أكثر من 400 شخص آخرين تم نقلهم إلى المستشفى ومعظمهم من المدنيين.ويرمي الصراع الدائر بين ميليشيا (أمل) التي تدعمها سوريا و(حزب الله) الموالي لإيران إلى السيطرة على الضواحي الجنوبية، والتي يُعتقد أن بها رهائن غربيين من بينهم تيري ويت.
وقد فر آلاف المقيمين من المنطقة هرباً من العنف الدائر هناك. واتخذ البعض ملجأً لدى أقاربه أو أصدقائه المقيمين في أجزاء آمنة من المدينة.وقد عقد رئيس المخابرات العسكرية السورية في لبنان العميد غاري كنعان محادثات مع رئيس الوزراء اللبناني سليم الحوص. وبعد ذلك قال: (لقد أخبرنا المقاتلين أنكم ستضطروننا إلى حل المشكلة إذا لم تتوصلوا إلى أي اتفاق).
وفي سؤال حول ما إذا كانت سوريا ستقوم بنقل القوات المتواجدة في الضواحي الغربية لبيروت لدعم مقاتلي أمل، أجاب العميد كنعان: (آمل أن لا يصل الأمر إلى ذلك، بيد أننا لن نسمح باستمرار الوضع كما هو عليه).
هذا وقد توقع المراقبون أن يؤدي التدخل السوري إلى وقوع المزيد من الخسائر الفادحة، حيث أوقع هجوم للقوات السورية ضد المتشددين الاسلاميين في شمال مدينة طرابلس في عام 1985 (300) قتيل وجُرح الآلاف.
ومن غير الواضح أي من الطرفين له اليد الطولى في القتال. وتجدر الإشارة إلى أن أمل قد هزمت حزب الله في معارك عنيفة جنوب البلاد في الشهر المنصرم.
هذا وقد انهارت العديد من اتفاقيات الهدنة المُبرمة من حزب الله حيث إن الحزب قد رفض الانسحاب من المواقع التي فرض سيطرته عليها.
|