صدرت هذه الموسوعة في تسعة مجلدات وأكثر من ألف صفحة مزودة بالرسوم والخرائط والصور التوضيحية للأحداث والوقائع وقد أوضح مدير عام شركة سفير التي قامت بإصدار هذه الموسوعة الدكتور محمد بن عبداللطيف أن الهدف من إصدارها هو التعرف على جوانب تاريخنا وأن نتيح لأنفسنا التعرف على جوانب من التاريخ ومن دروسه العظيمة ومشاهده الخالدة.
ويتناول كل جزء من أجزاء الموسوعة عصراً من العصور ويقع في 112 صفحة.
ولقد تناول الجزء الأول من الموسوعة عصر النبوة والخلافة الراشدة التي تعد أعظم فترة في تاريخ الإنسانية وأزهاها وأكثرها رحمة ورأفة، وهو العصر الذي شهد تجسيد المثل العليا وتطبيق العدل الكامل وتحقيق المساواة المطلقة، ما لم يشهده عصر في تاريخ الإنسانية، وتبدأ الموسوعة بالتعرض لجغرافية بلاد العرب بأقاليمها الخمسة، تهامة ونجد والحجاز والعروض واليمن وأحوال العرب قبل الإسلام ثم ميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام والبعثة والجهاد في العهد المكي وحادث الإسراء والمعراج والهجرة للمدينة وأحوال المسلمين في المدينة وحكومة النبي ومشروعية القتال في الإسلام وغزوات الرسول بدر وأحد والأحزاب وفتح مكة وخيبر وتبوك وعالمية رسالة الإسلام ورسائل الرسول لملوك ورؤساء العالم وحجة الوداع وشخصية الرسول ومرضه ووفاته وخلافة أبي بكر وحروب الردة والفتوحات الإسلامية وجمع القرآن وخلافة عمر وفتوحات المسلمين في عهده واستشهاده والمؤامرة عليه وخلافة عثمان بن عفان والفتوحات في عهده ونشأة الأسطول الإسلامي والفتنة وأسبابها وخلافة علي والقرارات الصعبة وينتهي هذا الجزء عند خلافة الحسين بن علي.
وفي الجزء الثاني تتناول الموسوعة العصر الأموي من 31 - 132هـ الذي متد إحدى وتسعين سنة الذي قام بعد فتنة طاحنة وحرب ضروس راح ضحيتها الخليفتان عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وآلاف من المسلمين.
وفي العهد الأموي نجح معاوية بن أبي سفيان في تشييد دولة عظيمة امتدت حدودها لتصل إلى أبعد مدى وتشمل رقعة شاسعة من الأرض تمتد من الصين شرقاً إلى الأندلس غرباً ومن بحر قزوين شمالاً إلى المحيط الهادي جنوباً وواصل الأمويون نشر الإسلام وتوطيد أركان الدولة والقيام بالإصلاحات الإدارية والمالية اللازمة لذلك فصكوا العملة وأنشأوا الدواوين وشيدوا العمارات الإسلامية وتوسعوا في حركة التجارة واهتموا بالزراعة ونشطت حركة الثقافة والعلم في وقت كانوا يصارعون فيه أعداء أشداء ناصبوهم العداء ولم يتوانوا في الثورة عليهم بين لحظة وأخرى.
والدولة الأموية تعرضت لحملات ظالمة حاولت تشويه كل الإنجازات التي قامت بها، واتهم خلفاء بني أمية بالاستبداد والظلم.
وفي الجزء الرابع الذي خصص لتناول تاريخ المشرق الإسلامي بعد العباسيين وهي الفترة التي امتدت من 656-1343هـ حيث ظهر في المشرق الإسلامي عدد من الدول المستقلة بعضها نشأ في ظل الدولة العباسية، وبعضها الآخر نشأت بعد سقوطها في أيدي المغول، وهذه الدولة أسهمت في بناء الحضارة الإسلامية واقترنت كل واحدة منها بأسماء أعلام كان لهم أثر بارز في الفكر الإسلامي وتعرضت الموسوعة في هذا الجزء لتاريخ المغول مع العالم الإسلامي، والدول التي حكمت منطقة إيران بعد سقوط الدولة العباسية والدويلات التي نشأت بعد ذلك.
وفي الجزء الخامس تتناول الموسوعة تاريخ مصر والشام والجزيرة العربية منذ دخول الإسلام حتى سقوط دولة المماليك على أيدي العثمانيين 923هـ. فتتعرض لتاريخ مصر منذ أن فتحها عمرو بن العاص 21 هـ حتى نهاية العصر العباسي الأول وتاريخ الشام والجزيرة العربية في الفترة نفسها وظهور الدولة الطولونية في مصر ثم الأخشيدية ثم الفاطميين ثم الدولة الأيوبية والجهاد ضد الصليبيين واسترداد بيت المقدس وتحرير المسجد الأقصى ثم دولة المماليك وصدهم لهجوم التتار الكاسح.
ويتناول الجزء السابع تاريخ المغرب الإسلامي والثامن تاريخ الدولة العثمانية أما الجزء التاسع والأخير فقد تناول تاريخ المسلمين في إفريقيا وبالجملة فهذه الموسوعة عمل جدير بالتقدير مما تزخر به من معلومات تاريخية ومعطيات وجوانب علمية وتاريخية مضيئة، فالتاريخ هو ذاكرة الأمم ومرآتها وفي هذا الإطار تأتي أهمية هذه الموسوعة التاريخية لتعميق الرؤية العلمية لتاريخنا الإسلامي.
|