صفحات من حياة الشيخ محمد بن علي الوزان
إعداد: د. خالد بن علي بن أحمد الوزان (*)

هو الشيخ محمد بن علي بن حسين بن علي الوزان الوهيبي التميمي، والوزان أسرة متفرعة من آل سويكت من آل شبرمة من آل محمد بن الوهبة من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
وكان مقر أسرته قديماً بلدة أشيقر في اقليم الوشم بنجد وكان لهم تنقلات في عدد من البلدان كان آخرها انتقال والده من الزلفي إلى عنيزة في القصيم.
ولد في عنيزة عام 1289هـ (1872م)(1)، ووالدته موضي بنت دخيل المعجل من النواصر أهل المذنب. نشأ في عنيزة، وحفظ القرآن صغيراً، وطلب العلم في عنيزة على الشيخ علي السالم الجليدان(2) وربما آخرون أيضاً، ثم رحل إلى حائل ليزداد من العلم فدرس على علمائها إلى شوال من عام 1321هـ. يقول د. الخرافي: (تلقى تعليمه الأولي في كتاتيب نجد، حيث درس القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم وتفسيره والفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، وله مكاتبات علمية وفقهية مع علماء حائل، وكان من زملائه خلال الدراسة: الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، والشيخ أحمد الفارسي)(3).
في محرم عام 1322هـ (مارس 1904م) انتقل من عنيزة إلى الكويت واستقر فيها إماماً لمسجد العقيل بالفحيحيل، وقام بالتدريس في مدرسة العقيل التي تقع بجوار المسجد الذي لم يبق منه الآن إلا منارته فقط، حيث تم هدمه وبناء دار القرآن الكريم، وهذه المدرسة تبرع بها محمد وعبدالله العقيل وقفاً لوجه الله تعالى. وقد تتلمذ عليه كثيرون منهم الأساتذة الأفاضل: نايف بن حمد الدبوس، وفلاح الهملان، وغانم بن جاسم الدبوس، وحمدان بن محمد العدواني، وبدر بن سلطان الدبوس، وصقر النويعري، وأحمد بن عبدالله العقيل، ومحمد بن خليف الدبوس، ودبوس بن جاسم الدبوس، كما اختاره الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت آنذاك لتعليم أبنائه سالم وناصر (الملقب بناصر باشا). وكان بالإضافة للإمامة والتدريس موضع ثقة أهل الفحيحيل ومفتيهم وواعظهم، ويلقي الدروس الدينية العامة ويعقد الأنكحة(4).
يقول د. الخرافي: (عمل المربي الفاضل في التجارة في فترة معينة من حياته، وذلك تكريساً للحرص الشديد على الكسب الشريف من عمل يده، ولقد كان التعليم في كُتَّابه تطوعيا لا يتقاضى عليه أجراً، علما بأن أخذ الأجرة الأسبوعية (الخميسية) صباح كل يوم خميس، أو الأجرة الشهرية، أو الأجرة الإجمالية عند تمام الختمة، كلها أمور مستساغة لدى أولياء الأمور.. وهذا يدل على حبه للخير ونشر العلم)(5).
تزوج في الكويت من مضاوي بنت عبدالمحسن البسام فأنجبت له أحمد ومنيرة وهيا ونورة وحصة.
انتقل - رحمه الله - إماما لمسجد الفليج في المرقاب عند افتتاحه في شهر شعبان عام 1342هـ، حيث طلب منه مؤسس المسجد (فليج العلي رحمه الله) ذلك فوافق الشيخ رغم مرضه، فصلى فيه شهر شعبان حتى وافته المنية في العاشر من رمضان من ذلك العام (الموافق 15-4-1924هـ) بعد حياة قضاها في طلب العلم ونشر التعليم.
الهوامش
(1) في تحديد تاريخ الميلاد اعتمدنا على معلومة ذكرها د. عبدالمحسن بن عبدالله الخرافي - نقلاً عن ابن المترجم له - في كتابه (مربون من بلدي الكويت، بدون ناشر، 1998م، ط1: 131) مفادها أن عمر الشيخ محمد كان 45 عاماً عندما توفي الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت الأسبق، ومن المعروف أن الشيخ مبارك توفي في محرم 1334هـ (نوفمبر 1915م) إلا ان د. الخرافي استخدم التاريخ الميلادي في الطرح، فوصل إلى أن تاريخ ميلاد الشيخ محمد عام 1287هـ (1870م)، والصحيح ان يستخدم التاريخ الهجري في الطرح لأنهم في ذلك الوقت يؤرخون به، فيكون ميلاد الشيخ محمد ما أثبتناه أعلاه.
(2) إمام مسجد المسوكف بعنيزة، توفي في مكة بعد قضاء الحج في سنة وبائية في 14-12-1310هـ (علماء نجد).
(3) مربون من بلدي: 131
(4) بتصرف من المصدر السابق: 131 - 132
(5) المصدر السابق: 131 - 132