قرأت ما كتب في هذه الجريدة عما قامت به أمانة مدينة الرياض من تحسينات في شارع التحلية وتحويله الى شارع نموذجي يؤفر خصوصية خدمة المشاة وهذه خطوة جيدة تشكر عليها الأمانة.. وذلك للظهور بشوارع العاصمة بمظهر رائع وجذاب يوفر كثيرا من عناصر الجذب لخدمة المواطن في حياته اليومية وزيادة الاستثمارات على هذه الشوارع ولي عدد من الرؤى والملاحظات التي اسوقها الى معالي امين مدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز بن عساف آل مقرن.
1- شارع التحلية ظهر بشكل رائع ووفرت فيه جميع عناصر الجذب النهارية والليلية فوضعت على جانبيه الارصفة الواسعة لخدمة المشاة (خدمة المتسوق وممارس رياضة المشي)
كما وضعت على جانبيه مواقف طويلة توفر خصوصة الحماية المرورية للسيارات ووجود مواقف طويلة او عرضية للسيارات هو من اهم القضايا عند تصميم الشوارع التجارية والسكنية بدون وجود هذه المواقف سيضطر المتسوقون الى الوقوف في الشوارع او الا يتم فتح محلات على هذه الشوارع نظرا لان المسوقين يقفون بشكل خطر وبالتالي انني أرى ان تتم - اضافة الى هذه التحسينات الرائعة في هذا الشارع - ان يتم ما يلي:
أ- خدمة حركة رياضة المشي على جنبات الشارع فمن الملاحظ ان حركة المشي في مجتمعنا لا بد لها من حفظ للخصوصية اي: ان المارين بالشارع (كالصحراء تماما) وبالتالي فإنني أرى ان يتم وضع صفين متجاورين من الاشجار (يفضل أشجار النخيل) لحماية المشاة من ضوضاء السيارات ووجود ظل للمشاة خصوصا ايام الصيف الحارة ويجب ان تكون هذه الاشجار ظليلة ومتسلقة..لتعطب منظرا اجماليا للشارع وحماية للمشاة ومن الافضل الا تقل ممرات المشاة عن 6 امتار ومفصول الاتجاهين بأحواض الازهار او باعمدة خرسانية جمالية.
ب - توفير خدمات المشاة على هذه الارصفة مثل البوفيهات وأشكاك بيع الصحف والمجلات وكراسي الانتظار (ويمكن تشغيلها عن طريق مستثمر) وهذه الاكشاك لا بد ان تصمم بشكل جمالي رائع للشارع وان تكون هي نفسها وسيلة دعائية اعلانية كأن يتم وضع لوحة مضيئة بجانبها.
ح - يجب ان يتم تحديد اماكن عبور المشاة التي تم وصفها عن طريق حواجز لمنع عبور الجزيرة الوسطية الا في مواقع العبور ومواقع العبور التي تم وضعها هي ذات تصميم جيد يحفظ حماية المشاة من سرعة السيارات حيث ان المطبات المبلطة بشكل تصميمي رائع وجذاب تحفظ ايضا حقوق اصحاب السيارات حيث تتضرر منها السيارات المسرعة ولا تتضرر منها السيارات البطئية بل تتجاوزها بهدوء وبدون احتكاك (بخلاف بعض المطبات الصناعية البدائية التي تتضرر منها السيارات حتى ولو كانت سرعتها صفرا بسبب احتكاكها بالمطب).
د - ان وضع وسائل الارشاد الارضية من علامات الطرق (عيون القطط) ذات الاضاءة الذاتية بالطاقة الشمسية هي شيء تشكر عليه الامانة (حيث اننا بلد الشمس الذي تتمنى دول اوروبا ان تكون لديها مثل الطاقة الشمسية لتشغلها في جميع منافع حياتها)
ان هذه العلامات المضيئة ذات اثر كبير في ارشاد السائقين (خصوصا في الاماكن الخطرة) وهي ذات عنصر جذب جمالي بألوانها المختلفة.
هـ- خط عبور المشاة بني بعرض كاف ولكن لم يتم وضع حماية له حيث من المفترض ان يتم وضع حاجز او (مطب) بنفس العرض قبل خط عبور المشاة بحوالي 5م حيث يمكن تهدئة السرعة قبل الوصول الى خط المشاة اما في التصميم الحالي فإن التهدئة لا تبدأ الا بعد الصعود فوق خط المشاة والمفترض هو وضع المطب او كالتصميم الحالي لخط المشاة قبله بـ 5م مع وضع علامات تحذيرية مكثفة قبله.. كوضع علامة مشاة ارضية من عيون قطط تضيءبالطاقة الشمسية (أي على سطح الاسفلت )بحيث تشكل العلامة التحذيرية لعبور المشاة ووضع مطبات شرشرة من عيون القطط.. ووضع خط المشاة اقل من المنسوب الحالي او بنفس المنسوب مع وضع فتحة تصله بالاتجاه الآخر من الطريق ووضع سياج على الجزيرة الواسطية لمنع العبور الا من هذا الممر، ويمكن وضع ممرات على مسافات كل 150م مثلا او وضع معابر علوية للمشاة كشكل جمالي وللدعاية والاعلان واكثر أمانا
و - الفتحات التي تم وضعها للدوران والالتفات في الجزيرة الوسطية (بالقرب من خطوط المشاة) هي فتحات غير مناسبة نظرا لعدم كفاية عرض الجزيرة للالتفات ممن يريد ان يلتفت من اتجاه الى آخر لا بد ان يدور بحركة التفاتية على كامل عرض الاتجاه لكي يمكن تعديل اتجاهه الى الاتجاه المعاكس لحركته وهذه الحركة تربك السير كثيرا او ربما تسبب حوادث مرورية وعلى هذا فإنه يجب وضع هذه الفتحات بشكل بيضاوي اي يزداد عرض الجزيرة عند تقليص عرض الارصفة الجانبية امامها يحتفظ الشارع بنفس العرض للسيارات (مسارين).. مع ملاحظة عدم وضع مواقف امام هذه الفتحات.
ى- المواقف تم تصميمها لتقف السيارات بشكل عرضي وهذا شيء جيد لاستيعاب اكبر عدد ممكن من السيارات وبطول للموقف الواحد لا يقل عن 6 امتار ولكن الحواجز التي تم وضعها لتوقف حركة الكفرات الامامية للسيارات اعتقد انها يجب ان تزاح قليلا الى الامام لزيادة طول الموقف حيث ان من يريد ان يخرج من الموقف لا بد ان يقوم بحركة رجوع ربما تدخل الى نهر الشارع (مسار السيارات).
ز- بهذا التصميم الجديد اصبح الاتجاه الواحد ذا مسارين فقط، واعتقد جازما انه كان بالامكان ان يكون رصيف المشاة اقل من هذا العرض حيث انه من الضروري مراعاة استيعاب حركة السيارات.. فحسب علم هندسة المرور فإن سعة الطريق تزداد كلما زاد عرض نهر الشارع وكذلك وجود العوائق ولا يقصد بهذه العوائق ما امام السيارة ولكن ماهو بجانبها كالرصيف مثلا وأرى ان هناك عائقا كبيرا في هذا الشارع يتمثل في الوقوف العرضي غير المفصول عن حركة السيارات فالواقع حاليا هو استخدام مسار واحد من الشارع نظرا لتجنب السير في المسار المحاذي للمواقف العرضية (الايمن) نظرا لخشية المارين بالطريق من بروز إحدى السيارات التي ترجع للخلف لتعديل اتجاهها للخروج من المواقف وحتى في حالة عدم رجوع اية سيارة فإن المار بالطريق سيتجنب المسار الايمن وعلى هذا فإنه في حال استمرار الطريق بهذا الشكل (رصيف مشاة واسع جدا ) فإن هذا سيكون على حساب حركة مرور السيارات وازدحام السير في شوارع اخرى كما انه لو كانت لدينا شبكة من الانابيب تسري فيها المياه واغلقنا احدها.. فإن المياه ستتجه الى الانابيب الاخرى وتزيد من الكمية عليها.
وعلى هذا أتمنى ان يكون لدى الامانة احصائية عن الحوادث وحركة المرور في هذا الشارع قبل وبعد التغيير للمقارنة كما ان هناك عددا من الملاحظات الاخرى التي اتمنى ان تأخذها الامانة بعين الاعتبار.
1- قامت الامانة بتسمية الميادين الكبرى: ( ميدان الفضاء - ميدان القاهرة - ميدان دمشق) وهذه خطوة مهمة لايجاد ميادين عامة في العاصمة ولكنني ظللت لمدة طويلة اسمع بأسماء هذه المسميات وأقول لمن يتحدث بها:
هل هي تسمية متعارف عليها؟
فيرد علي: بل هناك لوحات تدل عليها فأمر مع احد هذه الميادين لابحث عنها فلا ارى شيئا.. وفي احدى المرات بالصدفة رفعت رأسي فرأيت لوحة صغيرة جدا لا تكاد تقرأ مكتوب عليها (ميدان) وبأحرف صغيرة.. فتعجبت من عدم وضع لوحة كبيرة للدلالة على مثل هذه الميادين التي بالطبع بالاضافة الى تسميها باسماء العواصم العربية ستكون لوحة ارشادية لكل من يريد ان يمر معها فلسهولة العنوان (وصف الطريق) نقول شرق (ميدان القاهرة او دمشق) او غربه او جنوبه.. وعلى هذا فإنني أرى ان تقوم الامانة بوضع لوحات كبيرة جدا (ويمكن ان تكون مضيئة) في هذه الميادين وليكن في احد المثلثات (وبثلاثة اوجه) أو على الكباري وتقرأ من بعيد للدلالة على هذه الميادين (بدلا من الوضع الحالي)
2- ان حل مشكلة ازدحام المرور بتقاطع طريق الامير عبدالله مع الدائري الشرقي (مخرج 10) (سواء قامت به وزارة النقل والامانة) يعتبر حلا جذريا لحركة المرور عن طريق تحويل الحركة المتوقفة الى حركة مستمرة وبدون توقف ويمكن تطبيق هذه الفكرة في عدد من التقاطعات التي تشهد تكدسا لحركة المرور (كتقاطع طريق الامير عبدالله مع طريق الملك عبدالعزيز).. وذلك باغلاق التقاطع ووضع فتحتين دورانيتين بطريق الامير عبدالله او طريق الملك عبدالعزيز (ايها أنسب) وذلك حسب عرض الجزيرة الوسطية وايها اكثر في حركة المرور.
3- طرق الخدمة شيء ضروري ورائع بفضل الحركة العمودية (من الشوارع الفرعية) عن الحركة السريعة في الشوارع الرئيسة وفضل حركة التسوق والخدمات عنها ولكن في بعض الشوارع تحولت الحركة الى طرق سريعة تسير بها السيارات بسرعة جنونية كما هو في طريق الخدمة بطريق الملك عبدالعزيز حيث انه بعد ازدحام حركة المرور بطريق الملك عبدالعزيز والتوقف عند الاشارات الضوئية حيث تحولت الحركة الى طريق الخدمة وبالتالي فلا بد من اعادة النظر في تصميم طريق الخدمة والطرق المتقاطعة معه وفي رأيي فإن التصميم الآمن يجب ان يأخذ في الحسبان عرض الجزيرة الفاصلة بين طريق الخدمة والشارع الرئيسي وبالامكان زيادة العرض عند نقاط طريق الخدمة مع الشارع الرئيسي (نقاط الدخول او الخروج منه) بحيث يتم تحويل الحركة من الشارع الرئيسي الى طريق الخدمة او العكس بأمان.. حيث ان الفتحات الموجودة فهي فتحات متعامدة تماما مع حركة المرور فمن يريد الخروج من طريق الخدمة الى الطريق الرئيس لابد ان يقف بشكل متعامد مع حركة المرور في الشارع الرئيس وبالتالي صعوبة تعديل الحركة من عمودية الى متوازية مع حركة السير في الشارع اما في حالة زيادة عرض الجزيرة لا فاصلة فإنه بالامكان تصنيع (تخزينة) للتهدئة للدخول في طريق الخدمة بدلا من خفض السرعة ام الالتفاف الفجائي للدخول في طريق الخدمة.. وكذلك امكانية تحول الحركة بشكل تدريجي من متعامدة مع حركة السير في الطريق الرئيس الى موازية له بشكل تدريجي وزيادة حركة الشارع لتساوي سرعة طريق الخدمة مع سرعة الطريق الرئيسي.
4- ان للعلاقات المرورية المضيئة ليلا اثرا كبيرا جدا في تنظيم حركة السير في الشوارع وخصوصا في التقاطعات ومفترقات الطرق ومن الملاحظ ان كثيرا من الارصفة البارزة خصوصا عند المفترقات تصدم بها السيارات لعدم رؤيتها ليلا وعلى هذه فلا بد من وضع عواكس عليها او وضع عيون قطط مضيئة قبلها لتوضيحها (حتى في الشوارع المضاءة).
5- الاسيجة الحديدية في الكباري والانفاق هي اسيجة مكسورة او مشوهة في كثير منها وعلى هذا فلا بد من صيانتها وتلميعها ودهانها بألوان عاكسة او ازالتها واستبدالها بأسيجة ذات مناظر جمالية جذابة.
6- انه لابد من التفكير في ازدحام حركة المرور بالمدينة عن طريق وضع مواقف استثمارية (متعددة الادوار) وكذلك التفكير في النقل الجماعي عن طريق الحافلات ولا بد من وجود شركة وطنية للنقل داخل المدينة (وأرى ان تكون الاسعار مجانية) في البداية وكذلك التفكير جديا في القطار المعلق او قطار الانفاق فقد يمكن ان يسهم بانشائه المحلات التجارية والشركات الكبرى والبنوك ومن ثم طرحه للاستثمار (تشغيل وصيانة).
م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني
محافظ الخرج |