عندما تعمى القلوب التي في الصدور وعندما يضع الحاقد قناع البراءة فوق وجهه أمام الناس وهو في الحقيقة مخادع وعندما يكون القتل والتدمير وإيذاء الأبرياء وإتلاف الممتلكات الوسيلة المبررة للإصلاح وعندما يتظاهر الإنسان بالصلاح والتقوى وهو في الحقيقة خلاف ذلك تكون الفاجعة وعندما تكون الدعوة إلى الإصلاح بواسطة التدمير والقتل عند ذلك تسود الفوضى وتفسد الحياة ويعم البلاء.
وما أحدثته الشرذمة الباغية من تفجير في مقر الإدارة العامة للمرور ومقر قيادة القوات الخاصة يوم الأربعاء الموافق 2-3-1425هـ ما هو إلا عمل جبان وحقير وعمل كشف لنا الوجه البشع والفكر المنحرف الذي تسير عليه تلك الفئة الضالة، لقد كشف لنا ذلك العمل الوجه الحقيقي لتلك الطائفة المنحرفة التي تريد الإفساد لا الإصلاح وتريد التدمير لا التعمير وتريد القتل لا الحياة وتريد الفوضى لا الأمن والأمان لهذه البلاد وأهلها وهذا العمل وأقصد به التفجير في شارع الوشم عمل من أعمال الحرابة وعمل من أعمال أعداء الله فهو في الحقيقة يخدم أعداء الأمة خاصة ونحن في زمن الكل يريد أن يجد الحجة على أمة الإسلام بوصفها منبع الإرهاب كما يقول الغرب وأبواق اليهود في كل مكان.
لقد كان لتلك الفئة حجج واهية مثل المطالبة بالإصلاح وإخراج الكفار من جزيرة العرب وإيجاد الوظائف للمواطنين وقد كذبوا في حججهم وما قاموا به من أعمال شريرة أكبر دليل على بطلان تلك الحجج فدولتنا الحكيمة تكفل الحياة الكريمة لكل فرد فيها ودولتنا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحكم شرع الله في كل شأن من شؤون حياتها ولكن أعمال تلك الفئة الضالة قد أبطلت تلك الأقاويل والحجج فهل من الإصلاح قتل الأبرياء وإتلاف أموال المسلمين وترويع الآمنين في منازلهم ومقر أعمالهم ؟وهل من الإسلام قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق؟ وهل من الإسلام إثارة الخوف والفوضى في بلاد الحرمين؟ وهل من الإسلام الخروج على ولي الأمر؟ وهل من العقل والمنطق ممارسة الحرابة على أمة الإسلام في بلد الحرمين الشريفين؟
يا الله إنها والله القلوب السوداء والحسد الكامن في قلوب تلك الشرذمة الباغية قال تعالى في كتابه الكريم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ {8} يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ {9} فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ {10} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ {11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ {12} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ {13} وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ {14} اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {15} . الآيات من سورة البقرة.
أخواني الأمر عظيم والمصاب جلل وليس لنا لمواجهة تلك الأمور إلا أن نكون يداً واحدة في وجه أعمال وأفكار تلك الفئة الحاقدة على هذا الوطن وأهله وأنا هنا أدعو الجميع إلى اخذ الحذر والتصرف بحكمة وان من الحكمة والتصرف في مثل هذه المواقف التعاون التام مع رجال الأمن ومع قيادة هذه الدولة المباركة عبر التبليغ عن كل ما يثير الشبهات وكل منا جندي من جنود هذا الوطن وبالتعاون مع الجهات المختصة سوف نقضي على تلك الفئة المنحرفة بإذن الله وهنا أدعو الجميع إلى احتساب الأجر في إنقاذ أرواح الآمنين وممتلكات المسلمين من عبث العابثين والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً وللوطن علينا حق ومن حقه حمايته من العابثين والحاسدين والمفسدين وليست المواطنة فقط أكلاً وشرباً ونوماً بل عمل واجتهاد وحماية فلا حياة بدون الأمن ولا أمن بدون تعاون الجميع، حمى الله بلاد الحرمين الشريفين من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وسلمت يا وطن الإسلام والسلام من كل شر وبارك لنا في قيادتنا الحكيمة بقيادة الفهد وولي عهده والنائب الثاني والرجال المخلصين من رجال الأمن والمواطنين الغيورين على ترابك والحامين لك والدافعين دماءهم في سبيل أمنك وازدهارك.
|