حين يعصف بك الحزن والألم تحملك رياح الحسرة والمعاناة إلى واحة القلم لتكتب وتطلق أجمل الكلمات إلى أغلى أخٍ فقدناه.
كتبت.. عشنا لحظاتنا بكل صدق ومحبة مع أخينا الذي سعى الى محبتنا ، مع أخينا الذي علمنا كيف نقف على الحياة ونتعلم منها ، مع أخينا الذي يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا ، مع أخينا الذي دائما نفتخر به .. وفجأة دون موعد إذا بفراقه يطرق أبوابنا على أيدٍ لا تعرف الحق من الباطل، على أيد لا تعرف المحبة والرحمة، على أيد لا تعرف أن هناك أُمَّا تنتظر ابنها وزوجة تنتظر زوجها وابناً ينتظر بكل لهفة وشوق ابتسامة أبيه الصادقة على أيدي الإرهاب الغادرة.
نعم.. رحل طلال ذاك الإنسان المخلص وصاحب الإخاء والمحبة والوفاء صاحب الابتسامة الصادقة وصاحب القلب الكبير الوسيم.. رحل الشخص العزيز الذي عندما يحدثك يدخل إلى القلب رغما عنك بلا استئذان وعندما يبتسم تهيم بصدق مشاعره في ابتسامته.
ما بال هذه الدنيا!؟
تخطف أعز أخ لنا.. أخ قد غرسته في واحة قلبي وسقيته من روحي ووده ورسمت معه آمالي وأطياف أحلامي.
أخي.. ان فقدك ورحيلك أدمى ومزق فؤادي حتى الورود فقدتك ، وفقدت لونها وعبيرها وكأنها تخبر بما تشعر به من ألم وحزن عميق في نفسها.. ولكن ثق تماماً بأنك لن ترحل عن قلوبنا رغم رحيلك من أعيننا.. فنسأل الله ان يحمي هذا الوطن وأن يوقع بمن غدر بك..
ونسأله عز وجل ان يسكنك فسيح جناتك وأن يغفر لك ويرحمك بإذن الله وأن يلهمنا الصبر والسلوى والحمد لله على قضائه وقدره.
| 
