رأى وزير الدفاع الأمريكي وهو في غمرة جلسة الاستجوابات بالكونجرس انه لا يمانع في تدمير سجن (أبو غريب) العراقي الذي كان مسرحاً لأبشع انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي الأمريكيين.
ولن يفيد كثيراً تدمير هذا البناء، والأحرى أن يتم تدمير النظام الأخلاقي الذي سمح لمجموعة من الجنود فعل هذه الممارسات الشائنة..
وربما يتعين الإبقاء على المبنى لتذكير الناس بتلك الفظائع، وكيف ان الممارسات البشعة تختلف تماماً عما تقول الولايات المتحدة إنها تسعى للترويج له من قيم أمريكية بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ولأن المسؤولين الأمريكيين ورامسفيلد نفسه يقولون إن هناك جرائم أخرى سيكشف النقاب عنها وان هناك المزيد من الصور البشعة فإنه لا يعرف ما إذا كانت كل تلك الجرائم في (أبو غريب) أم أن معتقلات أخرى كانت مسرحاً لتلك الجرائم، وفي هذه الحالة هل يتعين تدمير كل تلك السجون؟!
بشاعة هذه الجرائم تمتد أيضا إلى تدمير الثقة المتضعضعة أصلاً بين العراقيين والاحتلال، وليس من سبيل إلى ترميم الوضع إلا بالتعجيل بذهاب هذا الاحتلال، وفي هذا المقام فإن إحلال الكثير من الصدق محل الكثير من الأكاذيب قد يكون هو السبيل إلى ذلك، ومن الأولى، بهذا الصدد، الوفاء بالوعود الدستورية الخاصة بتسليم الحكم إلى العراقيين في الموعد المحدد والعمل على إزالة كل صور الاحتلال وكل ممارساته البشعة وفظائعه.
إصلاح الوضع يتطلب أيضاً محاكمات عادلة تطول كل الذين أسهموا في تعذيب العراقيين وتعويض الضحايا، والأهم من كل ذلك ترك العراقيين يقررون مصيرهم السياسي.
|