* بغداد - د.حميد عبد الله:
كشفت مصادر مطلعة في سلطات الاحتلال في العراق ان الجنرال جون ابو زيد قائد المنطقة الوسطى يتابع شخصيا الأسباب التي أدت موت اثنين من عناصر المقاومة العراقية ينتميان الى مجموعة سرية تابعة الى تشكيلات فدائيي صدام قد تم أسرهما خلال المعارك التي دارت في الفلوجة مؤخرا وتعرضا لتعذيب شديد من قبل الجنود الامريكان تسبب في وفاتهما.
وأفادت مصادر سلطات الاحتلال نقلا عن تقارير سرية أصدرها الجيش الأمريكي في العراق مؤخرا: ان الدوائر الاستخبارية في الجيش الأمريكي تأكدت ان المقاتلين العراقيين الذين اشتركوا في المعارك الأخيرة ضد القوات الأمريكية في الفلوجة كانوا يستخدمون أسلحة عراقية متطورة ظلت مخبأة في أماكن سرية في داخل العراق من دون ان يتمكن الجيش الأمريكي من كشف أماكنها.
مشيرة الى ان هناك مجموعة سرية تنتمي الى فدائيي صدام كانت تخبىء 9% من الأسلحة التي خبأها صدام في أماكن سرية وان اثنين من عناصر هذه المجموعة وقعا في الأسر خلال معارك الفلوجة وتعرضا لشتى صنوف التعذيب لكنهما لم يقدما أية معلومات مهمة عن المجموعة ولا عن مخازن الأسلحة وكل ما قدماه للمحققين هو معلومات عامة من قبيل انهم لا يعرفون أسماء القيادة التي تقودهم، وان أفراد المجموعة منتشرون في الصحراء وان مخازن الأسلحة لايمكن الوصول اليها إلا من خلال خرائط خاصة ظل تداولها محصورا بيد واحد أو اثنين من قادة المجموعة، وقد انتهى التحقيق مع هذين العنصرين بموتهما تحت التعذيب الامر الذي أفقد القوات الأمريكية مصدراً مهماً للمعلومات وهو مادفع الجنرال جون أبو زيد الى إحالة الضابط الأمريكي سانشير دوكلاس الى التحقيق لتسببه في موت الأسيرين العراقيين.
وأشارت تقارير الجيش الأمريكي الى ان صدام حسين كان قد زود قيادات هذه المجموعة السرية بمبالغ مالية كبيرة قبل وقوعه في الأسر لتساعدهم على التحرك وتجنيد أنصار لهم وانه كان يراهن على هذه المجموعة لاشعال حرب شوارع في المدن العراقية ضد قوات الاحتلال. وجاء في التقارير ان أكثر من 2000 من المقاتلين العرب والمسلمين دخلوا العراق منذ حصار الفلوجة، ولا يدخل المتطوعين من منافذ واضحة بل من منافذ صحراوية وجبلية مجهولة وقد رصدت إحدى الطائرات الإلكترونية الأمريكية تحركات أولئك المقاتلين أثناء دخولهم الى العراق، وأوصى التقرير بتوجيه ضربة سريعة وخاطفة الى سوريا تطال أهدافا استراتيجية في العمق السوري لتكون رسالة الى الحكومة السورية وبقية حكومات دول الجوار التي تفكر في التدخل في الشان العراقي.
وكشفت التقارير ان عدد المقاتلين الذين تتكون منهم المقاومة العراقية في العراق بلغ اكثر من 70 ألف مقاتل من بينهم 1500 دفعتهم إيران الى العراق وان الدبلوماسي الإيراني الذي اغتيل في بغداد في الأسبوع الماضي كان يلعب دور المنسق بين المسؤول عن هذه القوات وبين أطراف شيعية كبيرة داخل العراق.
وكشفت التقارير ان القوات الأمريكية تنفيذا لتعليمات مباشرة من الرئيس الأمريكي جورج بوش، قد وضعت خطة أطلقت عليها اسم (الضربة الأخيرة) تقضي بدفع آلاف من المقاتلين والدبابات والمارينز والكوماندوز لاجتياح الفلوجة من الجهة الغربية لكن الخطة فشلت فشلا ذريعا حيث نصب رجال المقاومة كمينا للقوات الأمريكية وما ان اندفع 2500 جندي أمريكي من جهة الغرب حتى وجدوا انفسهم محاصرين بنيران المقاومة مما أدى الى قتل العشرات منهم مما اضطر القوة الأمريكية الى التراجع.
على صعيد متصل كشفت التقارير ذاتها ان الجنرال ريكاردو سانشيز قائد قوات التحالف في العراق قد حصل على موافقة جون ابو زيد قائد المنطقة الوسطى للتخلص من الصدر وان سانشيز أوفد اثنين من قادته الى البنتاغون لاعتماد خطة لقتل الصدر.
وتتضمن الخطة نقاطا عدة من بينها تنفيذ عملية عسكرية كبرى في المدن الشيعية للتخلص من جيش المهدي على ان تقوم الشرطة العراقية بإجلاء الأطفال والنساء والشيوخ ثم تقوم الطائرات الحربية بدك هذه المدن حتى تتحقق من القضاء على جميع أفراد ميليشيات جيش المهدي وتقضي الخطة أيضا بالتخلص من جميع الرموز الدينية الشيعية والسنية قبل 30 حزيران المقبل وتفكيك كافة المليشيات الشيعية والتخلص من قادتها تباعا واجبار كافة المليشيات والعناصر الإرهابية الأجنبية على الخروج من بغداد باعتبار انها ستكون المقر الرئيسي للحكم والاستثمار.
وفي ضوء ذلك قررت وزارة الدفاع الأمريكية الاستعانة بالخبرة الإسرائيلية في مجال اغتيال رموز وقادة المقاومة الفلسطينية لتطبيقها في العراق وقد أوفدت واشنطن 200 طيار يعملون في القواعد العسكرية الأمريكية في العراق لهذا الغرض ومن المؤمل ان يعود هؤلاء الطيارون الى قواعدهم في العراق خلال الأسبوع المقبل بعد ان تلقوا تدريبات مكثفة في تل أبيب
|