أول مقالة تنشر في صحيفة سعودية ثاني يوم لوفاة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
كتبها الشيخ محمد سرور الصبان في صحيفة البلاد السعودية (3 ربيع الأول 1373هـ الموافق 10 نوفمبر 1953م)
كتب يقول:
من الساعة الرابعة والنصف من صباح أمس الاثنين الثاني من ربيع الأول استأثرت رحمة الله بجلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل آل سعود، ففجع العالم الإسلامي والعالم العربي في أكبر حماته وأعظم ملوكه، وفقد الشعب السعودي ملكاً كريماً وأباً رحيماً، جمع الله به الشتات، ووثق الوحدة، ورفع مقام الشعب بين الأمم.
توقف القلم الذي ظل يسجل الأمجاد العربية منذ نصف قرن، وانطفأت الشعلة الهادية التي كانت تضيء طريق الخير والبر للناس أجمعين، غفر الله له، وأسكنه جنة الخلد مع الذين أنعم الله عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
ثم توجه كاتب المقالة الشيخ محمد سرور الصبان بخطابه للملك سعود قائلاً:
يا جلالة الملك سعود المعظم:
أذكِّر جلالتك، وإن كنت لستَ في حاجة إلى الذكرى، أذكِّرك بوصية والدك المرحوم عندما اعتمد البيعة لجلالتك ولياً للعهد بقوله رحمه الله:
يجب أن تكون لك نية صحيحة وعزم على أن تكون حياتك وأن يكون دينك إعلاء كلمة التوحيد، ونصرة دين الله، وألا تقصر ولا تألو جهداً في إقامة العدل بين الناس، وتحكم الشريعة في الدقيق والجليل من الأمور، وعليك أن تنظر في أمر المسلمين عامة، وأسرتك خاصة، وأن تعمل كبيرهم والداً، ومتوسطهم أخاً، وصغيرهم ولداً، وأجهد نفسم لرضاهم، وامح زلتهم، وأقل عثرتهم، واقض حوائجهم، فإذا فهمتَ وصيتي هذه ولازمت الصدق والإخلاص في العمل فأبشر بخير، وأنت إن شاء الله فاعل.
فعزاء لجلالتك وإخوانك وجميع أسرتك والشعب العربي السعودي.
|