يا ليل صمتك راحة
للموجعين أساً وكربا
خففت من آلامهم
ووسعتهم رفقاً وحبا
أو ما ترى حدث الزمان
أمضهم عسفاً وغلبا |
***
يا ليل ان بسم الخلي
وسادر لهواً ولعبا
فبحينه يبكي الشجي
وربما لم يأت ذنبا
هذا ينعم باله
وأخوه يصلى النار غصبا |
***
يا ليل فارو محدثاً
أخبارنا غبا فغبا
فلنا بذلك حاجة إن
تقضها فرجت كربا
وابدأ حديثك بالألى
عانوا من الآلام وصبا
فعسى بهم نأسو وعلّ
لنا بذلك منه طبا |
***
يا ليل ما للبدر يمرح
في السما شرقا وغربا
يبدو فيضحك ساخرا
منا وطورا قد تخبا
يعلو على متن السحاب
يسوقها سربا فسربا
أتراه يعبث كالوليد
فليس يخشى بعد عتبا
يا ليل حزنك دائم
أدعوك للسلوى فتأبى |
***
يا ليل هل لك موطن
مثلي قضى قتلا ونهبا
يا ليل ما لك مطرق
أبدا فقد أمضيت حقبا
يا لليل هل ذقت الغرام
ولوعه أو كنت صبا!
سري وسرك غامض
فدع الخلائق منك غضبي |
***
يا ليل ما شان الغزالة
سيرها تيها وعجبا
سكرى ترنح عطفها
دلا فلا تسطيع خبا
تخذت لها مهد السماء
كمرقص فتدب دبا
طردت إليك بناتها
فضممتهن اليك ربا
تلك النجوم المشرقات
وجوهها بشراً وحبا |
***
يا لليل لو أن الغزالة سرها
قد كان غيبا
لم تفش من مكنونها
أمراً ولو لم تأت عيبا
لغدت بنا الأمثال تضرب
في الورى جمعاً وصحبا |
|