كل إنسان بلا استثناء يهتم بهيئته الخارجية ويحرص على الظهور أمام الآخرين في أبهى صورة..
ولأن الأنف يقع في مكان بارز بالوجه، فإنه يعد أحد أهم السمات التي يحرص الجميع على إبرازه بشكل جميل ومتناسق مع باقي مكونات الوجه.
لكن السمات الجمالية للأنف تختلف حسب الخلفية العرقية للأشخاص، ومن المعتقد أن لبعض العوامل البيئية والصحية تأثير على الشكل الخارجي للأنف.
لاحظ الاختلافات!
عند التمعن في أشكال وأحجام الأنوف بصورة عامة نلاحظ وجود اختلافات ظاهرية بين الأنف الآسيوي والأوروبي والإفريقي، حيث إن لكل منهما صفاته الجمالية المميزة التي تتوافق مع شكل وطول الوجه واستدارته.
غير أن هذه النقاط قد يتجاهلها الشخص المتسرع الذي يسعى إلى تحسين منظر أنفه ربما تشبهاً ببعض الإعلاميين والفنانين والفنانات دون مراعاة السمات الأخرى للوجه التي تحكمها الخلفية العرقية لذلك الشخص.
ولا شك أن ذلك يتوجب من جرّاح التجميل الحرص، حيث إن الاستجابة لمثل هذا الطلب يؤدي في الكثير من الأحيان إلى انعدام التناسق بين الأنف وباقي الوجه مما يسبب إحباطا للمريض قد تدوم معه طول العمر أو قد تدفعه إلى إجراء عمليات ثانية وثالثة في محاولة لاستعادة الشكل الأصلي.
ومن الملاحظ أن سكان شبه الجزيرة العربية يتمتعون بخصائص مشتركة في شكل وحجم وبروز الأنف مع وجود بعض الفروق البسيطة.
من هذه الخصائص المشتركة:
- استقامة وطول جسر الأنف.
- سمك الجلد.
- بروز الأنف بمعدل يساوي 1 - 3 طوله.
- الزاوية القائمة عند التقاء الأنف مع الشفة.
كما أن هناك بعض الفروق التي تجرى من أجلها معظم عمليات التجميل التي تؤدي إلى اختلاف الأنف وتشكل في معظمها الأسباب الأساسية لإجراء عمليات التجميل ومن ذلك:
- تحدب عظام جسر الأنف.
- زيادة سمك الغضاريف مما يعطي مقدمة الأنف منظراً عريضاً.
- كبر فتحات الأنف.
- زيادة حجم وإفرازات الغدد الدهنية بالأنف مع ظهور النقاط السوداء أو البيضاء.
ويقوم جرّاح التجميل الماهر بإيضاح هذه الصورة للمريض وتقديم النصح الكامل له وشرح أفضل طريقة لتحسين الشكل الخارجي للأنف دون إحداث أي ارتباك في مجمل الصورة الخارجية للوجه بحيث لا يظهر نشازاً ويؤدي إلى لفت الأنظار بشكل واضح.
ومن الأمثلة الواضحة لعمليات تجميل الأنف حالة أحد الفنانين الأمريكيين من أصل إفريقي الذي حاول بشتى الوسائل تغيير منظر أنفه الذي ولد به بآخر أوروبي ليندمج أكثر في عالم الفن، لكن هذه الرغبة دفعته لا إرادياً إلى إجراء العديد من عمليات التجميل في الأنف والتي صاحب بعضها مضاعفات ما زالت تشوهاتها واضحة، ثم تبع ذلك عدد أكبر من العمليات لتغيير سمات الوجه الأخرى من فك ووجنتين لتتناسق مع شكل الأنف الجديد فأصبح يدور في دائرة مفرغة من عملية إلى أخرى انتهت به بالمنظر الذي هو عليه حالياً.
من هنا وجب التنويه إلى أهمية هذه المفارقات بين الأنوف وعدم الإخلال بذلك التناسق للمحافظة على الشكل الجمالي لكامل الوجه والاحتفاظ بالهوية العرقية للوجه حيث إن الأنف الأوروبي مثلاً لا يتناسب مع الوجه العربي لذا يتوجب على المريض معرفة ذلك قبل التفكير في إجراء أي تغيير أو تقليد أي فنان.
د. جمال حبيب الله جمعة
استشاري الجراحة التجميلية والترميمية وزراعة الشعر
|