Saturday 8th May,200411545العددالسبت 19 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في رسالة تلقاها رئيس التحرير في رسالة تلقاها رئيس التحرير
مجموعة من الأكاديميين السعوديين يوضحون صورة بلادنا المشرقة للأمريكيين

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أرسل لك أحسن التحية والسلام من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أدرس دراسات عليا في مجال طب الأسنان في جامعة ولاية نيويورك في مدينة بفلو، ونظراً للظروف الحالية وما نسمعه من افتراءات كاذبة عن الوطن الحبيب من خلال بعض وسائل الإعلام المشوشة، قررت أنا وعدد من الزملاء، منهم
د. احمد القحطاني و د. بدر الشمري و د. علي الغامدي، العمل على تقديم محاضرة عن وطننا العزيز نشرح للأمريكيين فيها الوجه الحقيقي لهذا البلد المتطور المحب للسلام، ولأننا نعلم تأثير قُوى الإعلام، وجدنا من دافع الغيرة العمل على كشف الحقيقة عن بعض المعلومات المغلوطة المتداولة في المجتمع الأمريكي عن بلدنا.
وحيث يوجد في كلية طب الأسنان في هذه الجامعة ومثل أغلب الجامعات الأمريكية لجنة تعنى بالطلبة الأجانب ولهذه اللجنة عدة نشاطات من ضمنها القيام بأمسية سنوية لتبادل المعرفة عن عدة دول، وجدنا في هذه الأمسية مدخلا ناجحا لنشرح وجهة نظرنا عن بلدنا الغالي. بدأنا بالإعداد لهذه المناسبة ولكن لم أر أي إعلان عن هذه الأمسية، فاتصلت بمسئول اللجنة وكانت المفاجأة! لقد تم بيع كل تذاكر الأمسية قبل الإعلان عنها وهو أمر غريب ولكن المسئول ذكر بأنه قد يكون بعض أعضاء اللجنة أعلنوا عنها سرا، وذكر أيضا أنها السنة الأولى التي يحدث فيها بيع كامل التذاكر قبل الإعلان عن الأمسية، هذه النقطة بالتحديد جعلت الصورة تتضح، فالناس هنا بطبعهم يسمعون كثيرا ،ولكن بدا لي أنهم متعطشون للسماع من الاتجاه الآخر.
قبل أن ألقي المحاضرة قمنا بإعداد وجبة طعام، وذلك حتى نعطيهم فكرة عن طبيعة أكلنا الشعبي، وبالمناسبة أتقدم بالشكر لزوجتي وزوجات الإخوة السعوديين اللاتي لم يدّخرن جهدا إلا فعلنه لرفع راية هذا البلد الإسلامي الغالي، فقد قمن بإعداد وجبات لأكثر من مائة شخص، الحمد لله عبر الجميع عن إعجابهم بالمطبخ السعودي حتى إن بعض الحضور طلبوا وصفة للأكلات الشعبية.
تم إعطاء الحضور فكرة عن تاريخ الجزيرة العربية وكيف أن الله أكرمنا بوجود العديد من الرسل والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - من هذه الأرض الطاهرة، عرفوا أن نقطة التحول في هذه الجزيرة كانت رسالة الإسلام التي حملها أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف أن هذه البلاد متلازمة وباقية إن شاء الله بلزوم وبقاء الدين الإسلامي وأن الملك القائد عبدالعزيز بن سعود طيب الله ثراه جعل هذا الشيء حاضرا - حينما أسس الدولة السعودية الحديثة - من خلال العلم الوطني وما فيه من أول أركان الإسلام، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، هذا القائد الفذ الذي جعل من هذه البلاد الممزقة المتجزئة المفككة المكونة من إمارات مختلفة يسودها الفوضى وعدم الاستقرار إلى بلاد متماسكة متوحدة تحت راية التوحيد، وحوّل خوفها إلى أمن وتمزقها إلى وحدة.
وكما يعرف الغرب بعمومه، فإن الله أكرم هذه البلاد بالوفرة النفطية وهذا ساعدها على نهوض اقتصادها ونموه. وقد شرحنا لهم بالصوت والصورة النهضة الشاملة للمجتمع السعودي وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر الخالص للمركز الإعلامي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن علىإمدادنا بفيلم وثائقي حديث يشرح باختصار قصة الدولة السعودية الحديثة.
لكن بعد شرح عن وجود وفرة النفط لدينا تساءلت في المحاضرة، هل هذا الشيء هو الذي يميزنا؟ قمت بقول الحقيقة وهي أنه لو سألت أي مواطن سعودي عن الميزة في هذا الوطن عن سواه لأجاب بكل فخر وجود اطهر مكانين في هذا الكون: مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكان سهلا بعد ذلك إيضاح رسالة هذه الدولة الكريمة في حمل راية الإسلام خفاقة والعمل على نصرة هذا الدين الحنيف.
الحمد لله كان صدى هذه المحاضرة ممتازا وعبر أغلب الحضور عن دهشتهم للنهضة العمرانية الهائلة السريعة في المملكة، وبقدر توقعي لنجاح المحاضرة لم أحسب أن النجاح بهذا الشكل، أعتقد أن السبب يعود إلى اننا هنا نتوقع من المجتمع الأمريكي أن يكون عالما ولو بشكل قليل عن المملكة ولكن الذي رأيته وسمعته يجعلني أقترح قيام الإخوة السعوديين - وإن كنت أعتقد مسبقا قيام العديد منهم بنفس الشيء- بالعمل على إنشاء مناسبة سنوية للتعريف بالوطن العزيز وأقترح أيضا استخدام أحد العيدين الإسلاميين يوما مناسبا لهذه الأمسية.
وفي الختام أستودعك الله وأدعو الله العزيز القدير أن يحفظ هذه الأرض الطاهرة من كل مكروه ويسبغ عليها نعمة الأمن والأمان إن شاء الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اخوكم /د. معن محمد الشعفي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved