امتدادا لأخبار الكوارث والأحداث المأساوية والمؤلمة (كفانا الله الشر) جاءت الصفحة الأخيرة من صفحات (معشوقتي) الجزيرة بالعدد رقم 11515 يوم الخميس 18 من صفر.. بخبر حزين عن كارثة مؤسفة (ولا اعتراض على قضاء الله) بعنوان (كانوا نائمين..؟؟ مصرع أسرة في تبوك اختناقا نتيجة حريق بسيط!!)
وذلك في مدينة تبوك - وأورد الخبر الأستاذ عبدالرحمن العطوي: جاء فيه: (لقيت أسرة مكونة من الأب والأم وثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم (5-3-2) سنوات مصرعهم وذلك في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء بحي الورود بمدينة تبوك وذلك بسبب اندلاع حريق بسيط في إحدى الغرف بالشقة التي تقطنها الأسرة وقد زادت كثافة الدخان في المنزل والأسرة خصوصاً أن الأب والأم كانا نائمين ويبدو أن أحد الأطفال قد عبث بولاعة سجائر فاشتعلت النيران في الشقة.
وأوضح مدير إدارة الدفاع المدني بتبوك النقيب محمد طعيمة أن سبب وفاة الأسرة استنشاقهم للغازات المنبعثة جراء الحريق.. وقد تم نقل المتوفين للمستشفى ومباشرة من موقع الحادث بعد الانتهاء من الإطفاء والإنقاذ!.
***
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم ارحم هذه الأسرة برحمتك وأسكنها ووالدينا جميعا جناتك يا رب العباد.. واخلف على أهاليهم وذويهم يا أكرم الأكرمين..
إن هذه الكارثة شبيهة بنسبة كبيرة لحادثة الحريق التي راح ضحيتها طفلان في تبوك عمرهما 3 - 5 سنوات!! وذلك قبل أقل من شهر!!.
قدر الله وما شاء فعل ولا راد لحكمه.. إنما.. هنا أرى أهمية التحرك والعمل بالأسباب لعل أن نجد الوقاية ونخفف من وقوع الكوارث ونحد منها.. فمن رأي خاص - وعلى عجالة - أرى أهمية تدخل الجهات المعنية (من بلدية ودفاع مدني.. وغيرهما) في عملية توجيه المقاولين المعماريين إلى مسألة إعادة صياغة المباني، والحرص على أن يكون الطراز المقبل للبناء (ملزما) بتأسيس (مخارج للطوارئ) وأماكن للتهوية.. فوضع منازلنا حاليا يعاني من الضيق والإغلاق المحكم حتى أصبح بعد العوازل والسواتر (مكتوما) لا يسمح بدخول أو خروج نسمة هواء وهنا مكمن الأخطار!! ومنبع حدوثها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. (أرجو أن أكون قد وفقت في نقل الفكرة).
***
مع الإيمان القوي منا جميعا بإذن الله بكل ما يمر من كوارث أن هذه سنة الحياة. إلا أن بعضا من الأمور قد.. يكون العمل المسبق بالأسباب واقيا ومخففا منها.
ومن هنا، أرى بعد المقارنة بين الحادثتين (احتراق الشقق في تبوك) أن العائلة الصغيرة وهي المنتشرة حاليا، فكل من زوجته وأبنائه الذين لا يتجاوزن في أعمارهم ال6 سنوات.. تبدو هذه العوائل هي الأكثر تعرضا لمثل هذه الأحداث المؤلمة، فالأبوان من المؤكد أنهما في السلك الوظيفي والأكثرية معلم وزوجته المعلمة.. فمن الإرهاق في العمل.. يعودان للبيت للبحث عن الراحة.. والاستسلام للنوم، فالشقق في تصميمها.. وأفراد الأسرة في قلة عددهم.. وصغر سن الأطفال.. وعدم وجود طبقة من كبار السن كالجد والجدة.. له دور في عدم متابعة الأطفال.. وكل شيء بإرادة الله.
***
لقد كنت من أكثر من يعارض وجود (الشغالات) في بيوتنا.. لأمور وأسباب كثيرة.. والآن وبعد حادثتي الحريق رأيت أن هناك إيجابية لابد منها كعامل مسبب.. يقي من المآسي ويقلل منها.. وهو عامل مهم.. من اقتنع به فهو يجد نفسه أمام الواقع.
ف(الشغالات) كفانا الله شرهن!!.. في أسوأ الأحوال.. نجد منهن الرعاية والاهتمام بالأطفال في ظل وجود مثل تلك الظروف التي أشرت إليها.. وأقل معروف ممكن أن يتأتى منهن.. سرعة تنبيه الوالدين أو من حول الموقع في حال حدوث حريق إذا عدنا إلى أن حالة التشابه الكبرى في الحادثتين هي عبث الصغار فيما حولهم من أدوات في ظل (نوم الوالدين) أثناء الحريق.
حمود اللحيدان /حائل
|