في خيام اللاجئين
تفتك الأمراض والجهلُ وفقر الساكنين
باليتامى والثّكالى وشيوخ عاجزين
مُرضاءٍ فقراء بؤساء خائفين
وبطفل وشباب وبكل القاطنين
مزّق الريح بعنف خيمة المستضعفين
مزق الدهر ثياب الأم والشيخ الحزين
**
في خيام اللاجئين
أمّهات تُوقِد النار أمام الجائعين
لم تجد للقِدْر شيئا من خضار أو طحين
لم تجد ماءً نقياً منه تُسقي الظامئين
أطعمتهم زمرة الأعداء سُما في الوتين (1)
وكستهم ثوب حزن من نسيج الظالمين
وسقتهم كأس ذل من مياه الحاقدين
أثخنت جرحاً وعاثت بشمال ويمين
فبكى الشيخ وما جفّت مآقي الآخرين
وعلا مأتم حزن ببكاء وأنين
**
في ديار اللاجئين
يُقتل الطفل مع الأم ويُرمى بالجنين
يُضرب الكهل بِسوط وابنه يُلقى سجين
تهدم الدّور ويُسبى كل ما فيها ثمين
تُجرف النخلة والتين وورد الياسمين
**
في ديار اللاجئين
وبِمسْرى سيد الخلق إمام المرسلين
في صلاة ودعاء بين قوم آمنين
قام شيطان مريد من جناة فاسقين
دخل المسجد واستهدف صف الخاشعين
فرماهم برصاص الغدر والحقد الدفين
**
يا شباب اللاجئين
كفكف الدمع ولا تيأس كفعل القانطين
كن جلوداً وصموداً في وجوه المعتدين
وامتط العزم ذَلولاً
ً في دروب الصابرين
وأعِدْ بدراً وحطين وعهد البيعتين(2)
وعلى الله توكل وأعد ذكرى حُنين
وغداً تلبس تاج العزّ والنصر المبين
وقريباً يحرز النصر شباب الفاتحين
يترك الخيمة للبيت صفوفاً عائدين
يكتسي العز قميصاً ناصعاً مثل اللّجَين(3)
يأكل المشمش والتين على مرّ السنين
يشرب الصافي والعذب من الماء المعين (4)
ويعيد الحقل حُراً من أيادي الغاصبين
لأيادي الكادحين
**
يا شباب اللاجئين
ارفعوا الراية إعلاناً لنصر المؤمنين
وانثروا الورد وحيّوا بطلاً لا يستكين
واطلبوا نصراً عزيزاً لقضايا المسلمين
1- الوتين: الشريان الرئيسي الذي يغذي جسم الإنسان بالدم النقي الخارج من القلب
2- البيعتان: بيعتا العقبة.
3- اللجين: الفضة.
4- المعين: الجاري.
ت 4641870 |