في يوم 9-3-1425ه فقد الوطن الغالي رجلاً وطنياً عملاقاً من أبنائه البررة، رجلاً شارك في بنائه بجهده وعصاميته مع رفيق دربه أخيه عبدالعزيز رحمهما الله ومن بعده أبناء أخيه محمد وعبدالرحمن وحمد حفظهم الله صرحاً اقتصادياً كبيراً متعدد الأنشطة والفروع داخل المملكة وخارجها.
لقد كان غفر الله له يملك قلباً كبيراً استوعب بحبه جميع أفراد أسرته الكريمة وحب جميع موظفي مجموعته التجارية وحب أفراد مجتمعه الكبير نظراً لحبه لفعل الخير والبر والإحسان.
كما كان رحمه الله يقوم بزيارات مجدولة شهرياً لمواقع شركاته وفروعها داخل وخارج مدينة الرياض برفقة أبناء أخيه الكرام وكان خلال هذه الزيارات يجتمع مع العمال والموظفين الصغير منهم قبل الكبير يحثهم على التمسك بأداء الصلوات في وقتها وعلى حسن تعاملهم فيما بينهم وعلى أداء أعمالهم بالصدق والأمانة ويشعرهم أن الشركة شركتهم وأنهم شركاء في هذا النجاح وكانت هذه الزيارات ترفع من معنويات جميع العاملين في مواقع المجموعة كافة نظراً لتعامله باللطف والحنان وبالحزم دون تعسف.
بفضل من الله وتوفيقه وصلت مدة خدمتي بالشركة ما يقارب العشرين عاماً ولم أرَ أو أسمع أنه قسا بالقول أو الفعل على أحد العاملين في مجموعته التجارية بل كان تعامله معهم في منتهى الرقة والأدب الراقي الكريم والدليل أن هنالك الكثير من العاملين معه أمضوا في خدمته عشرات السنين يبذلون الجهود المخلصة في أداء أعمالهم في وفاء وحب نتيجة تلك الإدارة الحكيمة التي تعتمد على الحب والوفاء والإخلاص المتبادل.
لقد كان رحمه الله رباناً ماهراً قاد سفينة أسرته الكريمة وأعماله التجارية باقتدار وجدارة وأوصلها بفضل الله إلى بر الأمان بحكمته وحلمه وحزمه في غير قسوة.
كان غفر الله له سفيراً فوق العادة لوطنه في الخارج من خلال تعامله الراقي وحفاظه على رصيد كبير من السمعة الحسنة مما عاد عليه وعلى وطنه ومجموعته التجارية بالخير وخير دليل على ذلك حصوله على أعلى أوسمة التقدير من تلك البلدان الصناعية الكبرى من مختلف دول العالم.
كما كان رحمه الله محباً لفعل الخير والبر والإحسان في جميع مناطق المملكة وخارجها ومن أكبر الداعمين لأعمال الجمعيات الخيرية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وبناء المساجد وحظي بتقدير ولاة الأمر حفظهم الله وخير دليل على ذلك حصوله رحمه الله عام 1421ه على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وتسلمه من يدي سمو ولي العهد الأمين رعاه الله تقديراً لمساهماته الخيرية وخدمته المستمرة لوطنه المعطاء.
كما كان رحمه الله حريصاً على صلة الرحم والقرابة والجيرة وخير دليل على ذلك ما قدمه من مشاريع إلى مسقط رأسه مدينة شقراء ولقد تم تكريمه وأبناء أخيه من قبل أهالي مدينة شقراء وكان مهرجاناً للوفاء والعطاء والبذل في يوم 29-10-1423ه.
إنني أكتب هذه السطور في وداع معلمي الكريم وقلبي يعتصر ألماً والعين تدمع على فراقه ولكن هذا قضاء الله ولا راد لقضائه ولكن عزاءنا فيه هي هبة هذا المجتمع الكريم بكل أطيافه وعلى رأسهم ولاة الأمر في هذه البلاد حفظهم الله لتقديم واجب العزاء في الفقيد وما كتب عن الشيخ الكريم رحمه الله على صفحات الصحف من محبيه عن مآثره وأفعاله الكريمة.
أسأل الله جلت قدرته أن يكون ممن قال فيهم الحق سبحانه وتعالى في آياته الكريمة:
{وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ {17} يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ {18} فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ {19} إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ {20} فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ {21} فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ {22} قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ {23} كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ {24} صدق الله العظيم (سورة الحاقة).
كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعل قبره رياضاً من رياض الجنة وأن يغسله بالماء والثلج والبرد وأن ينزله منازل الصديقين والشهداء وأن يجعل الجنة مثواه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كما أسأله جل جلاله لأبناء أخيه وأبنائه وأحفاده الكرام الصبر والسلوان، والتوفيق والسداد لمواصلة مسيرة الخير والعطاء.
شركة الجميح للإطارات المحدودة
الرياض تلفون 4481077 - جوال 0503416529 - 142513117 |