والدي الشيخ محمد العبدالله...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
لقد تعودت ياوالدي الفاضل أن أكتم حزني وهمي في قلبي.. فبعد استشهاد أخي الكبير في معركة أكتوبر.. وبعد فقد والدتي بعد صراع مع المرض دام أكثر من خمسة وعشرين عاماً.. تلقيت خبر وفاتك يوم الأربعاء الموافق 9 من ربيع الأول عام 1425هـ.
ولم أستطع أن أكتم حزني وهمي في هذه المرة.. لقد كنت رحمك الله مدرسة، وجامعة، تخرج منها الآن آلاف من الناس منهم أنا..
فقد قدمت للعمل لديكم بتاريخ 14-4-1397هـ قبل سبعة وعشرين عاماً.. تعلمت منك الكثير والكثير..
كنت تنادي وقت الصلاة ونحن في مبنى الشركة القديمة بشارع البطحاء العام -المركز الرئيس- صلوا صلوا.. وكانت الكلمة تهز المبنى... لا لأن الصوت قوي.. بل لأنها خارجة من القلب..
وخلال سبعة وعشرين عاماً لم أنسها ولن أنساها لقد تعلمت منك حب العمل.. والمحافظة على الدوام..وإخلاص العمل لله..
لقد تعلمت منك الحرص على الوقت.. والاجتهاد.. وكيفية معاملة الآخرين.. ومن بداية عملي حتى الآن.. أطبق توجيهاتك الكريمة.. رحمك الله..
ولي ثلاثة مواقف معك لن أنساها أبداً:
الموقف الأول: عندما انتقلنا إلى المبنى الجديد (في شارع المطار) وكان ذلك اليوم يوم خميس.. وكان الدوام للساعة الواحدة ظهراً.. وكان لابد من تسليم كشوفات الرواتب يوم السبت وحضرت أنا إلى المكتب بعد صلاة المغرب.. (وكان مكتبي بالدور الثالث).. وفتح لي الحارس (صالح.. رحمه الله) المكتب وجلست لإكمال عمل الكشوفات نظراً لوجود اثنين من زملائي في إجازتهم السنوية.. وكان مرورك بالمصادفة في ذلك اليوم على المكتب الرئيسي وعندما سألتني.. رحمك الله.. عن سبب حضوري.. فقلت: حضرت لإكمال عملي وإنهاء كشوفات الرواتب.. وفي يوم السبت تم استدعائي لمكتبك.. رحمك الله.. (بعد صلاة المغرب مباشرة).. وتم تسليمي ظرفاً به مبلغ من المال قائلاً هذا لك ولأهلك ولابنك.. وكم كانت فرحتي وسعادتي بهذا الظرف..
الموقف الثاني: بعد نقل كفالتي وعملي إلى مستشفى الملك خالد الجامعي.. وتوفي زوج ابنتك.. وحضرتُ إلى المستشفى وقابلتك أنا وزميلي.. (محمد بدر).. وقلت للذي يعمل بمركز الوفيات: هذا تلميذ وابن من أبناء.. شركة الجميح.. ولكم كانت سعادتي بهذه الكلمات التي لم أنسها، ولن أنساها...
الموقف الثالث: كنت بمكة المكرمة.. (يوم سبعة وعشرين) من رمضان كان والدي - حفظه الله- حاضراً من مصر لأداء عمرة وكنت أنا هناك لاستقباله والتقيت بك في صلاة العشاء..بالمصادفة.. وسلمت عليك وقلت لك هذا الوالد -فقلتَ لوالدي.. هذا الولد فخر لك ولكم كانت فرحة والدي بهذه الكلمات..
قضيت سبعة وعشرين عاماً ولم أنس هذه المواقف.. وببالغ الأسى والحزن تلقيت نبأ وفاتك.. لقد فقدتك.. ولم أفقد ما تعلمته منك.. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته أيها الشيخ العطوف.. أيها الوالد الكريم.. أيها المعلم الفاضل..
جعلك الله ممن يقال لهم:{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} .
رئيس وحدة سكرتارية شؤون الموظفين -
بشركة عبدالعزيز ومحمد العبدالله الجميح ..سابقاً.. |