من تحت عباءة التطرف والغلو خرج شياطين الإرهاب, ومن أدبيات وفتاوى (أمراء الإرهاب) تغذى عناصر الفئة الضالة فروعوا العباد والبلاد، ولقد أبتليت الأمة الإسلامية بنفر قليل من أدعياء العلم فأخذوا يفتون ويجيزون أعمالاً نهى عنها الإسلام، وحذرمنها الأئمة الثقاة السائرون على هدي المصطفى- صلى الله عليه وسلم -، ولقد شكلت الكتيبات والنشرات وأشرطة التسجيل التي ضمنها (مفتي التكفير والقتل) أخطر وسائل التحريض وإثارة الفتنة بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة؛ مما أوجب على علماء الأمة الحقيقيين ورجالها المصلحين التصدي لهذه الفئة الضالة المضلة، وتوعية الناس جميعاً بأخطارها، وهي مسئولية ملقاة على الجميع إلا أن مسئولية طلبة العلم، وكبار العلماء الثقاة مسئولية مباشرة وملحة، وهو ما عمل به العلماء المشاركون في الندوة التي عقدت في مدينة رسول الهداية محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - حيث أصدر المشاركون في ندوة (عناية المملكة بالسُّنّة والسيرة النبوية) التي اختتمت يوم الخميس (بيان المدينة المنورة)والذين أكدوا فيه بأن الانحراف عن الشريعة الإسلامية والغلو في الدين سبب للبلاء والنزاعات، وهذا ما ظهر جلياً في الأحداث المؤسفة التي شهدتها المملكة من فئة ضالة شاذة تنكبت عن النهج القويم، فترتب على ذلك دخولها في مسالك مضلة، وطرق مظلمة فاتخذت التكفير والتفجير والإفساد مقصداً لها، فأهلكت نفوساً معصومة وأرهبت الآمنين المطمئنين ودمَّرت الممتلكات الخاصة والعامة.
ومثلما أكد علماء السنة والسيرة النبوية في بيان المدينة المنورة رؤيتهم أن مسلك الجماعات الإرهابية ومفتيهم الذين أجازوا لهم القتل وتكفير المجتمع مسلك خطير عن السنَّة، مؤكدين أن واجب الأمة الإسلامية جميعها الوقوف أمام هذه الفئة الضالة وأنها مسئولية عظيمة، وأن جميع أفراد الأمة في خندق واحد وسفينة واحدة والخرق فيها يفضي إلى غرق الجميع ويجر الأمة إلى مهاوي الاضطراب والفوضى.
|