* في يوم الإثنين 29-2-1425هـ، نشرت صحفنا المحلية حديث معالي وزير العمل الدكتور غازي القصيبي عن العمالة بعامة، لا سيما المستقدمة، التي يكون كثير منها على حساب العمالة المحلية العاطلة.. ولعل من السابق لأوانه، أن أقول إننا لا نريد ارتجالاً في القرارات، ثم نتراجع عنها، وقد حدث في سوق الذهب حال كان ينبغي أن يكون فيها أناة، ذلك أن القرارات السريعة غير المدروسة، وغير الدقيقة، تفضي إلى نتائج سلبية، وقد حدث في سوق الذهب أن تحول تجاره إلى أسواق عربية أخرى، ليس فيها القيود التي فرضناها عليهم، وهذا يؤدي إلى هزة في الاقتصاد المحلي، الذي نحرص كما نعلن ونعول على الحفاظ عليه وتوازنه، حتى لا يحدث خلل ضار نتيجة قرارات غير مدروسة!
* وحين ننظر إلى سوق العمالة المستوردة، فهي تشبه ما يسمى بالسوق - السوداء -، فهي سوق متاجرة رائجة ومربحة للذين يمارسون التجارة فيها بأرباح عالية، على حساب الوطن والمواطن، وكنت أردد مقولة قالها معالي الدكتور بكر عبدالله بكر مدير جامعة البترول والمعادن سابقاً وسفير بلادنا منذ سنوات في سورية، قال الدكتور بكر رداً على سؤال في يوم تكريمه في اثنينية الأخ عبدالمقصود خوجة، إنه ليعجب من الحديث عن البطالة في بلادنا، وفيها أكثر من ستة ملايين عامل مستقدم، وأنا كذلك ينتابني نفس عجب الدكتور بكر، وفي هذه الزاوية اليوم وما سيستتبعها من حلقات، أبث أسباب هذا الخلل الطافح على ساحتنا المحلية!
* أولاً: أقول إن في كثير من مواطنينا الشباب الكثير من الخلل، منها الخمول والكسل، وهم لم يربوا ولم يُعلّموا ليكونوا نماذج صالحة تخدم بلادها وتتهيأ لتنافس الأجنبي وتحل محله.. ولعلي أقول إنهم ينظرون إلى أداء الموظف الحكومي الخامل، وهذا يمثل الكثرة، ومع ذلك يتقاضى مرتباً جيداً، وينال علاوات حتى وإن كان لا يستحقها، غير أن متطلبات العمل في القطاع الخاص وبعض الأعمال الحكومية، لا محل فيها للجاهلين والخاملين.. ورأيت نماذج هؤلاء الشباب يريدون وظيفة ومرتباً بلا أداء عمل مجد لقاء ما يريد وما يقبض من مرتب!
* ولا أنسى موقفاً مرّ عليّ منذ نحو أربع وأربعين سنة، فقد كنا في لقاء مع الأمير فيصل بن عبدالعزيز - الملك -، نحن أصحاب الصحف المحلية قبل تحويلها إلى مؤسسات، وقال الأستاذ عبدالله شباط صاحب ورئيس تحرير جريدة الخليج بالخبر للحاكم: (إن الأجنبي زاحم المواطن في رزقه، حتى أصبح المواطن لا يجد عملاً في بلده)، وسرعان ما رد عليه الأمير يومئذ بقوله: (إن المواطن يريد مكتباً مكيفاً وبيده قلم باركر وعلى بابه فراش، يقول له هات شاهي وهات قهوة).. وضرب الأمير يومها مثلاً بالحلاقين، فقال: (قبل مجيء الأجنبي لا تجد محل حلاق نظيفاً تحلق فيه شعرك، والتفت إلينا: أنتم يا أهل جدة، هل كان غير ذلك الحلاق الذي في شارع قابل بحالته تلك)!؟.
|