Saturday 8th May,200411545العددالسبت 19 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المشاركون والمشاركات بندوة عناية المملكة بالسنة والسيرة يطالبون العلماء بالتصدي بقوة للأفكار المنحرفة المشاركون والمشاركات بندوة عناية المملكة بالسنة والسيرة يطالبون العلماء بالتصدي بقوة للأفكار المنحرفة
التأكيد على ترسيخ الوسطية والاعتدال في المجتمعات الإسلامية

* المدينة المنورة - مروان قصاص:
أجمع عدد من المشاركين والمشاركات بندوة عناية المملكة بالسنة والسيرة النبوية على ضرورة التصدي بقوة من العلماء لمواجهة الأفكار المنحرفة والآراء المتطرفة التي تسيء لعقيدة المسلمين، مشددين على أن يكون لعلماء السنة دور كبير يتجلى على وجه الخصوص في التذكير والتنبيه للمسلمين وخاصة الشباب الذين يغلب عليهم الحماس والاندفاع والذين استهوتهم التيارات المنحرفة والضالة بموقف السنة النبوية الواضح من مسائل العنف والتطرف.
واستنكر الجميع الأعمال الإرهابية التي تشهدها العديد من الدول العربية والتي يقوم بها بعض المحسوبين على هذه الأمة الذين وقعوا ضحية التغرير والفكر المنحرف الذي يروج له بعض الأشخاص تحت شعارات دينية.
ودعا الجميع إلى العمل المنظم من العلماء لترسيخ الوسطية والاعتدال في المجتمعات الإسلامية لضمان بعدها عن التشدد والتطرف.
جاء ذلك في لقاءات ل(الجزيرة) عقب اختتام فعاليات الندوة فقد قال الدكتور خالد بن منصور الدريس عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود: ان دور علماء السنة في مواجهة الفكر المنحرف لدى بعض المنتسبين للإسلام يمكن تحديده في الرد على أولئك بأسلوب مقنع داحض لشبههم ويكون ذلك بالتركيز على بعض الأمور ومنها بيان مواطن الانحراف عند أولئك بصورة محددة ومحررة ليعرف انحرافهم ثم بيان الأدلة من القرآن الكريم والسنة المطهرة على مواطن انحرافهم عن المنهج السوي والاهتمام بإظهار تناقضهم فإن من أعرض عن الحق وقع في التناقض. وكذا إبراز ما يترتب على انحرافهم من لوازم فاسدة قولا وعملا وايضاح تأثرهم في أصول التكفير والاستدلال بأهل الأديان المحرفة السابقة على الإسلام والتشديد على ان يكون ما تقدم كله بأسلوب علمي معاصر يخاطب فهم أولئك القوم وعقولهم من حيث الزمان والمكان.
وأبرز الدكتور الدريس ان اعظم اسهام يمكن ان يقدمه علماء الأمة في ترسيخ الوسطية والاعتدال في المجتمعات الإسلامية ويكون ذلك بنشر هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم تجاه الغلو والعنف وهديه عليه السلام في ذلك يتمثل في اعتماد منهج الرفق قاعدة عامة (ان الرفق ما وضع في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) وشدته البالغة عليه السلام على أهل الغلو والعنف ولو كانوا من أهل العبادة والصيام وترتيل القرآن كما جاء في أحاديثه في ذم الخوارج حيث لم تمنع صلاتهم وقراءتهم وعبادتهم من وقوعهم في الضلال بسبب غلوهم واتخاذهم للعنف منهجا وسبيلا ولذا قال عنهم عليه الصلاة والسلام (شر قتلى تحت أديم السماء).ويرى الدكتور فاروق حمادة أستاذ السنة وعلومها بجامعة محمد الخامس بالرباط ان الدين الإسلامي جعله الله حياة وبناء ودواء للإنسان على مر العصور وهو كامل وشامل متوازن منتقداً أسلوب تضخيم بعض الناس جوانب منه على حساب جوانب أخرى معتبراً هذا خطراً وخاصة إذا كان ذلك مع الجهل بالإسلام مؤكداً ان العلاج هو ان يؤخذ الإسلام بتوازنه وشموله لحياة الإنسان وواجب أهل العلم ان يقدموه على وجهه الصحيح فالفرض لا يمكن ان يجعل سنة أو نافلة، والسنة والنافلة لا يمكن ان تكون كذلك والحرام لا يكون حلالا.
وقال الدكتور حمادة انه إذا قام أهل العلم بهذا وعرفوا به المسلمين وغيرهم ذابت الانحرافات من الأفراد والجماعات ويكون ذلك وفق برامج منهجية تراعي الطبقات كافة للتعريف بالإسلام الحق ونشر هديه وأنواره.
واعتبرت الدكتورة نورة بنت حسن قاروب وكيلة قسم الشريعة وقسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى الفكر المنحرف فكراً متشنجاً يمسك العصا من طرف واحد ولا يقبل من يخالفه في رأيه وان كان رأيه خطأ فيخاصم ولا يكتفي بالخصام فيتحول إلى اللعن ولا يكتفي باللعن فيقتل من يخالفه رأيه ومبادئه، وطالبت بضرورة التصدي لهذا الفكر المنحرف وتوضيح خصائص هذا الفكر بدراسة انحرافاته منذ ظهوره لدى الخوارج واقترحت ان يقوم العلماء بتبني مواضيع علمية لطلبة الماجستير والدكتوراه تقوم على البحث العلمي والميداني حيث يحاورون من يدخل السجن ويحاورون أسرهم ومدارسهم ويجمعون المعلومات والبيانات لاخراج نتائج بحوث علمية تفيد الأمة في مستقبلها، وفضلت الدكتورة قاروب ان يقوم العلماء ببيان ما ورد في القرآن الكريم من تأصيل قواعد التعامل مع الآخر من أهل الكتاب كقوله تعالى {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(وقوله تعالى ) وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن}
من جانبها طالبت الدكتورة فرحانة علي شويتة عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر والأستاذ المشارك بقسم القرآن الكريم بكلية إعداد المعلمات بالرياض علماء السنة ان يبينوا الفهم الصحيح للسنة وذلك بفهم أصول الإسلام وأولوياته والبعد عن التفريط والإضاعة أو الإفراط والغلو واظهار هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في سماحته ويسره فما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، ودعت إلى التركيز على ترسيخ الوسطية والاعتدال في مجتمعاتنا الإسلامية وتبيان سماحة هذا الدين.
وحملت الدكتورة حصة بنت عبدالكريم الزيد عضو هيئة التدريس بكلية الآداب بالرياض العلماء مسؤولية الدفاع عن الإسلام وبيان سماحته والتصدي للمشككين فيه من أبنائه الذين تأثروا بالفكر الغربي وقالت إن هذه المسؤولية تتمثل في قيام العلماء بتوضيح الوجه المشرق للإسلام وبيان سماحته واعتداله، مؤكدة على ضرورة عناية العلماء بأساليب الوقاية والحصانة الفكرية لشباب الأمة من الانحراف وراء الأفكار المشككة في الإسلام وسماحته واعتداله أو وراء الأفكار المتطرفة التي تسعى إلى إلغاء الآخر وهذه الوقاية لا تتحقق إلا من خلال إعداد برامج منظمة تستهدف الشباب يتناولها العلماء بالحوار المقنع والمكاشفة الصريحة لجميع ما يمكن ان يعتري فكر الشباب من تشكيك أو تطرف.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved