** الناس كلهم متفائلون من أن شيئاً (ما) سيتحقق في ملف (العمل)، وليس معنى هذا.. أنه لم يتحقق شيء في السابق.. بل عايشنا في السابق منجزات على هذا الصعيد.. جاءت في الاتجاه الإيجابي.. سواء داخل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية نفسها.. أو في مجلس القوى العاملة.. الذي انتهى بمجرد وجود الوزارة التي احتضنته.
** اليوم.. حقيبة العمل في عهد الوزير المتألق الناجح.. الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي.. الذي ينتظر منه الناس.. الشيء الكثير.. المتوقع وغير المتوقع.. الممكن وغير الممكن.. السهل والصعب.
** ملف العمل.. ملف صعب للغاية.. ولكن عندما نستعرض الملف بسرعة.. يخيَّل لك لأول وهلة أنه سهل للغاية.. وأن الأمور ميسورة.. وأن المسألة لا يعوزها سوى حسابات بسيطة، ولكن عندما نتفحصه بعناية وعمق.. نكتشف أن المسألة تتراوح بين الصعب للغاية والمستحيل.. إذا الدكتور القصيبي قبل بالمستحيل.. ودخل في نزال غير متكافئ.
** ملف العمل.. أو شؤون العمل.. من أكثر الملفات لدينا تعقيداً وإشكالية وصعوبة ومشاكل.
** ملف.. له ارتباط بكل شيء.. الأمن.. والسياسة.. والاقتصاد.. والمجتمع.. وكل شيء.
** لا يمكن أن تنجح وزارة العمل أو ينجح ملف العمل لوحده هكذا.. مهما كان حجم التخطيط والتصميم.. ما لم يتم التعاون الكامل معه من جميع الجهات المعنية.. وكل الوزارات معنية دون استثناء.
** ويبدو.. أن معضلة ملف العمل.. هي كيف تمسك أطراف الملف؟.. وكيف تضع يدك عليه وتتمكن منه؟
** لا أدري.. هل هو من حسن حظ الدكتور القصيبي.. أو سوء حظه.. أن يملك حقائب وزارات منشطرة يجمع شتاتها.. ويبحث عن لمامها هنا وهناك..
** قبل أكثر من عام.. استلم ملف الكهرباء والماء جميعاً.. وكانت الكهرباء قد جاءت من انشطار الصناعة والكهرباء.. وكانت الماء قد جاءت من انشطار وزارة الزراعة والمياه.. وعلى الدكتور القصيبي.. أن يلاحق تلك الوزارات حتى يحصل على وزارته.. وهكذا هو اليوم.. يبحث عن وزارته في دهاليز وزارة العمل والشؤون الاجتماعية السابقة.
** ملف العمل.. يتطلع له كل مواطن.. الصغير والكبير.. والموظف والعاطل.. والرجل والمرأة.. وحتى المتقاعدين.. يهمهم هذا العمل.. وحتى العجزة وكل الناس.
** الناس.. تنتظر من وزارة العمل.. حلولاً سريعة وعاجلة وجذرية لمشاكل العمل.. وهذا في تقديري شيء أشبه بالمستحيل.. إذ لا يمكن أن توجد حلاً سريعاً وجذرياً في آن واحد..
** ومشكلة ملف العمل.. أن له علاقة بالأمن والاقتصاد والسياسة والمجتمع والثقافة وكل شيء.
** فالعاطل إذا لم تشغله فسيشغله إبليس كما يقول المثل.. وإذا شغله إبليس.. تحوَّل إلى عبء أمني.. وشؤون وشجون العمالة.. لها علاقة بالاقتصاد.. والمال والسياسة وكل شيء فشي المجتمع.
** ولو بدأت الوزارة في دراسات عميقة تعقبها خطط مدروسة.. لاحتاجت إلى بضع سنين.. حتى نصل إلى شيء من الحل..
** إنني لست هنا.. مثبطاً لمعالي وزير العمل وسائر معاونيه.. لكنها الحقيقة مع الأسف.. وكم كنا نتمنى لو أن ملف العمل سهل للغاية ولا يحتاج لقصيبي ليفك رموزه ويحل تعقيداته.. ويحاول تبسيط بعض ألغازه.
** عموماً.. نحن كمواطنين.. نثق ثقة شديدة.. أن دولتنا أيدها الله.. جادة في حل مشاكل العمل حلاً جذرياً عاجلاً أو آجلاً.. وأن حكومتنا الرشيدة وفقها الله.. لم تنشئ وزارة مستقلة للعمل إلا وهي عازمة عزيمة كبيرة على إنهاء مشاكل وعلائق هذا الملف مهما كانت تعقيداته.. حتى ولو لم تكن الوزارة في عهدة القصيبي.
** والمشكلة الأخيرة.. أن هناك فئة كبيرة من شبابنا العاطل.. صارت تقرأ الصحف يومياً.. بحثاً عن مفاجآت القصيبي في شؤون وسوق العمل.. وهو الاعلان عن مليون وظيفة أو مليونين على الأقل في ألف تخصص!!!.. وهنا.. تنتهي المشكلة بسرعة.
** إن وزارة العمل.. أمامها ملفات ثقيلة داخلية وخارجية.. وشؤون عمل.. وشؤون عمال في الداخل والخارج.. وكان الله في عونها على تحديات كبرى.. هنا وهناك.. وكان الله في عون القصيبي.. على خوض هذه المعركة الكبرى.. والله في عون القصيبي على.. وعلى.. وعلى... وعلى رأسهم.. (تجار الفيز).
|