إليك سيدي سلطان الإنسانية وقد عجز القلم عن تسطير ما تحمله لك كل القلوب من حب، إليك، أرفع كلمات ضئيلة أمام طوفان كرمك قاصرة بين يدي نبلك، عاجزة أمام فصاحة همتك، متواضعة أمام هيبتك، إليك يا سيدي كلمات تتوثب شوقاً إلى لقائك، من قلب لم يرَ فيك إلا كل ما هو نبيل، وعين لم تبصر فيك إلا ما هو جميل، فأنت سيد في حضورك وغيابك، كبير في كرمك وعطائك، أمير ترفرف على ساعديك مآثر ما عرفناها من خيرك.
هأنذا أحث كلماتي على البوح وتستعصي عليَّ لأنها أقل من أن تشرح فيضَ وجداني وأنا أسمعُ خبرَ دخولِك المستشفى وأتأمل خروجك منه سالماً معافى.
فكأنَّ الكلامَ الذي أُجهِد كي يعبر عما في القلب من حب، وعما يملأ الصدر من لهفة، يتأبى عليَّ قاصراً عن أن يكون ما أريده أنا وما تستحقه أنت.
يا سيدي، كم أتعبت أشواق الناس ناسها عليك، فكأن عالمنا صار فيك ولك، فبأي لسان نتحدث إليك؟
بلسان يضج بالمعروف أم بلسان يلهج بالحب، وكل ذلك فيك، فما نحن سوى سيوف بين يدك، ودروعك التي تتقي بها، ورجالك الجاهزين بين يديك، تدربوا بحسن عنايتك، وتهذوا بعطف أبوتك، وقوت سواعدهم عظمة همتك، نشأوا على معروفك، وكبروا تحت ظل جناحك، فما من أمل إلا وقد رأوه فيك، وما من ألم إلا وقد شعروا به لأجلك، فأنت مَنْ قد استأثر النفوسَ بكرمه.. واسترق الأحرار بجميل صنعه.. وأولى النعم والخيرات وأسدى المعروف والمبرات.
فهل يا سيدي في الدنيا لسان يستطيع أن يحصي معروفك، حتى أتجرأ وأروي بعضاً منه، لقد فاض كرمك ولم يقف معروفك عند نقطة بعينها بل عم الجميع.. وبسطت الخير على القريب والبعيد مِنْ أبناء وطننا ومَنْ هم خارجه مِنْ أبناء الإسلام والمسلمين.
وكأني بالشاعر الذي قال:
في كل بيت يشرأب له صدى
وبكل قلب موضع وجلال
فلكرمك في كل بيت صدى، ولك في كل قلب مكان، وقد نشرت بمعروفك الأمل، وبسطت بكرمك الآمال.
يا سيدي والكلام يقصر عن فيض ما يبهج القلب لسلامتك، فإني أشد على خيل أقلامي كي تركض في بحر عطاياك فتعجز الأقلام عن البوح، فبحر كرمك عميق وكبير، لا يدركه أحد.
فهبني مهلة الثناء بالكلام الذي لا يغني عن شرف البذل بالفعل من أجلك.
|