احتفت الرياض عاصمة التوحيد، وعاصمة دولة القرآن الكريم ومحكمة شرع الله تعالى ومتخذة الكتاب والسنة دستورا ومنهج حياة، خلال الأيام المنصرمة بثلة من خيرة شباب الأمة، من حفظة كتاب الله تعالى ومجوديه، وقارئيه، فعشنا أياما غرة جميلة، استمعنا فيها إلى أروع وأعظم ما يستمع اليه، وهو كتاب الله تعالى ، استمعنا له غضا طريا من أفواه أولئك الشباب الناشئ في طاعة الله، والذين نسأل الله أن يكونوا جنودا وحماة لدينهم وقرآنهم، ودروعا للذود عن أمتهم، ووطنهم، ونماذج عالية لما ينبغي أن يكون عليه الشباب المسلم أدبا وخلقا، ودينا، ونفعا للأمة والوطن.
لقد رأينا واستمعنا لنماذج في غاية الاتقان، وفي منتهى الإجادة للحفظ، والتلاوة، والتجويد، والتفسير، مما يدل دلالة قاطعة على عظيم العناية، وفائق الاهتمام، وبالغ الرعاية التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله ورعاهم - لكتاب الله تعالى، وحفظته، وما تبذله في هذا السبيل القويم، وما توفر لهؤلاء الشباب المتميز من امكانات عظيمة، حتى وصلوا - بتوفيق الله تعالى - إلى هذا المستوى الرفيع في الدقة والاتقان، حتى يمثلوا المملكة إن شاء الله تعالى خير تمثيل في المسابقة الدولية مسابقة الملك عبدالعزيز - رحمه الله -؛ ليعطوا الأمثلة والنماذج الراقية لشباب بلد التوحيد، وناشئة بلد تحكيم القرآن الكريم، و ما هم عليه من الجد والاجتهاد في تحصيل العلم النافع الذي يأتي في مقدمته علم القرآن الكريم، و سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - نودعكم يا خيرة الشباب وداع الأب الرحيم بأبنائه، الذي يرى لزاما عليه أن ينصح فلذات كبده، فعليكم بتعهد حفظكم، ومراجعته، وتقوية ملكاتكم، ورفع مستواكم، فإن القرآن الكريم كما تعلمون أشد تفلتا من الإبل في عقلها، وعليكم بالتأدب بآدابه، و التخلق بأخلاقه، والاعتصام به، فهو حبل الله المتين، وعليكم أن تكونوا قدوة صالحة لغيركم من الشباب في الأدب والأخلاق، وخدمة الدين والوطن، واحترام العلماء الكبار، والرجوع إليهم، وطاعة أولياء الأمور في غير معصية الله؛ فإنكم تقرأون قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} واعلموا أنكم في بلد يضم أقدس المقدسات الإسلامية، وفيه بيت الله العتيق، وفيه الحرمان الشريفان، وهو مهبط الوحي، ومتنزل القرآن الكريم الذين تحفظونه وتتسابقون فيه، فالمحافظة على هذا الوطن الغالي، والدفاع عنه، وخدمته من أوجب الواجبات الدينية.
وإذا كنا قد استمتعنا بالسماع لهذه الفئة الرائعة من شبابنا الغالي، فإن الفضل في ذلك - بعدالله سبحانه - يرجع إلى راعي هذه الفئة، ومشجعها، وداعمها، وهو الشخصية الفذة التي تحمل هذه المسابقة المحلية اسمه الكريم أعني بذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، فجزاه الله عن خدمة القرآن الكريم وحفظته وأهله خير الجزاء، وجعل ذلك في موازين حسناته، ورحم الله من رباه على حب القرآن، وحب أهله.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يديم على هذه البلاد المباركة نعمة التمسك بالقرآن الكريم، والعمل بالسنة النبوية، وتحكيم شرع الله تعالى في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني- حفظهم الله ورعاهم.
( * ) وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإدارية والفنية |