انضم الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى حملة العلاقات العامة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية لتطويق التداعيات السلبية التي أوجدتها جريمة تعذيب المعتقلين العراقيين في سجن أبوغريب جنوب العاصمة بغداد.
الرئيس جورج بوش ظهر في مقابلتين تلفزيونيتين إحداهما مع المحطة الفضائية (العربية) التي لا تحظى بحب الإدارة الأمريكية، ولكن لأن المحطة تحظى بمصداقية كبيرة لدى المشاهدين العرب تجاوز بوش ومستشاروه الإعلاميون حواجز الكره والحب وقبل أن يجلس أمام مراسل العربية في واشنطن ليجيب على أسئلته محاولاً الدفاع عن القيم الأمريكية في الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية التي انتهكها جنوده في العراق.
إجابات بوش في سياق ما أريد لها من توضيح لا بد من أن تحقق شيئاً ما لمصلحة تحسين صورة أمريكا لدى العرب، إلا أن (الصورة) تبقى ناقصة، ومحاولات التحسين لا تزال قاصرة.
فالرئيس مثلاً لم يقدم اعتذاراً مباشراً للشعب العراقي عن الجريمة النكراء التي ارتكبها جنوده وترك هذا للناطق الإعلامي باسم البيت الأبيض.
هذه واحدة.. أما النقطة الأهم فهي عدم وضوح الموقف الأمريكي الرسمي من مسألة التحقيق مع مرتكبي جرائم التعذيب والتحرش الجنسي ضد المعتقلين العراقيين :هل ستشكل لجنة تحقيق عسكرية من داخل القوات المسلحة الأمريكية أم من قبل البنتاغون، أم من الاستخبارات الأمريكية.. وكل هذه الجهات أطراف متداخلة في الذنب وارتكاب الجرم بصورة أو بأخرى سواء من خلال توجيه الأوامر بالحصول على معلومات من المعتقلين أم علمهم المسبق بما كان يجري في السجون العراقية عامة وليس في سجن أبو غريب فقط..
أم ستكون لجنة التحقيق من الكونغرس الأمريكي وهذا يجعل من القضية مادة انتخابية في موسم الانتخابات؟
وهنا ولكي تكون المصداقية الأمريكية تامة، والسعي الصحيح لتحسين الصورة الأمريكية: أليس من الأفضل أن تقوم بالتحقيق لجنة دولية محايدة تظهر الحقائق كما هي لإنصاف كل الأطراف الضحايا العراقيين والقيم الأمريكية التي انتهكها الشاذّون الأمريكيون في العراق.. إذا كانت هناك قيم أمريكية حقيقية قدموا للعراق لتطبيقها؟
| 
