|
كلمات قصيرة تجمع معاني عظيمة، وذلك حينما يضعف الوازع الديني في النفوس وتبتعد عن تعاليم الشريعة السمحة وتحكم شهواتها وتتبع رغباتها وان كان فيها حتفها تنكب الجادة وتسير في مسالك الخاطئين وتسبح في بحر الجاهلين ويبهرج لها الشيطان فيزين لها الباطل حقا والحق باطلا، حينئذ لا تجدي فيها النصيحة ولا تؤثر فيها المواعظ الحسنة، فلم يبق بعد ذلك إلا السلطان ليكبح جماح الشهوة ويبدد غياهب الظلام وينير السبيل للتائهين بما رزقه الله من قوة، وما آتاه من سلطان، فتفيق حينئذ النفس الشريرة من غفوتها وتتنبه من غفلتها وتبتعد عن مزالق الشر ومهاوي الخطر؛ لأنها تعرف ان السلطة ستنال منها وتوقفها عند حدها، وجاء هذا البيان الكريم الذي حملته اصداء الاذاعة وازدانت به أولويات الصحف القاضي بتحريم بيع القات وزراعته وأكله جاء ليحقق خيرا ويقتل شرا ويقضي على عادة طالما امتلأت بها مجالس الشر وغصت بها حلقات الجاهلين والذين لا يقدرون للمصلحة العامة قدرها ولا يقيمون للمحافظة على الصحة والنفس والمال وزنا. وكأنهم يحاكمون: { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } فلا الارشاد نفع ولا التبيين للمضارّ ردع، وانهم لكثيراً ما يعرفون ويدركون مضار هذه الشجرة الخبيثة فيقدمون على أكلها على علم بمضارها؛ لأنها قد تأصلت في نفوسهم وتمكنت من قلوبهم واستولت على مشاعرهم وحواسهم فهم يستحسنونها والشيطان يزينها لهم، فجاء هذا الأمر ليكون رادعا لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |