توفي أخي الصغير (51 عاماً) بعد معاناة مع المرض، وقد كان هو القائم على أمري وأمر أختي وحين توفي بقيت بعد دفنه شهراً كاملاً متأثراً أثناء ذلك فكرت في حاله قبل موته فقد كان ذا صلاة وذا صيام لكنه متساهل بالمال جداً وكذا الغيبة والنميمة، ومع أنه كان عامياً إلا أنه كان يعرف الحياة ومدى الحلال والحرام أذكر أنه لطش من (خالنا) مالاً بسبب عقار وجرت بينهما قطيعة بسبب ذلك لكن أخي كان أذكى واشطر فكرت في حياته فوجدته قبل موته ذا مال مدخول، وأنا نالني نصيب من هذا المال حيث إنَّه شبه العائل لنا حياة عجيبة كأن أخي لم يعش معنا ولا بيننا.
كيف أتصرف؟
كيف أنقذ نفسي وأختي؟
س. ع. ل. ل.. الرياض
ج - حاول الاستمرار على هذا التفكير الصافي وتأنيب الضمير الحي ولا تقطعه بتردد أو تأويل أو عدم مبالاة أو استكبار وبادر إلى مايلي:
1 - قوة إيمانية عازمة مستمرة.
2 - تصنيف المال على هذا الأساس:
1 - الخال 1000.000 مثلاً.
2 - قريب ما 500.000 مثلاً.
3 - مال مدخله مشبوه 300.000 مثلاً.
3 - إن كانت هناك مظالم منه على غيره سواء بغيبة أو نميمة كما تقول فتحللوا من كل مساء إليه.
4 - لا تقسموا المال إن لم تكونوا وزعتموه أو تنحرجوا منه شيئاً إلا بعد تنقيته جيداً من كل شبهة حتى ولو وصلت الشبهة إلى (1%) فهو الآن في القبر بحاجة إلى الله تعالى ثم فعلكم تجاهه برد المظالم، وتنقية الأموال، ودوام الدعاء والاستغفار له والصدقة عنه ووصل كل قريب لكم.
فهو والله الآن رهين خمس:
1 - عمله.
2 - ماله.
3 - مظالم.
4 - قرابته.
5 - نيته.
ولهو الآن أحوج ما يكون إلى درس كل واحد من الخمس بتأن وطول بال حتى لعله يخلص مما علق بذمته.
(والنية) هذه لله تعالى هو الكفيل بها المطلع فدعوا هذا بينه وبين الله سبحانه وتعالى.
وموته ودفنه ليكن هذان عبرة لكم أنتم ما بين تواضع ورحم وسعة خير وبذل وشدة تفقد لحالكم في هذه الدنيا وعلى أي (نية) أنتم في دنياكم وصِلاتكم بكسر (الصاد) وكذا مداخل المال والعمل وما سواه فالموت عبرة والقبر عبرة وليس بعد الموت واعظ.
قال القطيعي وابن مُهنا عن شداد الحضرمي عن تلاد بن حسن اليامي:
(بقي رجل يساء إليه ستين سنة (60) بعرضه ورزقه وأهله حتى هجره هؤلاء فلم يلقوا له (بالاً) فأدرك ذلك بحسه فسكت وفوض أمره إلى الله تعالى والله جل وعلا يدفع عنه العلل ويسكنه حتى بادوا ما بين مرض وتفرق وطول آمال عريضة فأدرك أحدهم ذلك بعد عمر طويل (فوصله) وواساه ولكنه تعجب من حاله ما بين صحة وقوة واستقرار). أ - هـ.
فكم آمل منكم إعادة قراءة هذه الإجابة مراراً لعلها تجدي وتفيد ما دام في العمر والقوة والذهن قوة حازمة.
|