تعليقاً على ذلك العمل الإرهابي والحدث الإجرامي الذي حدث في مبنى المرور بمدينة الرياض.. أكتب بقلم ينزف دماً وعين تذرف حزناً وقلب يتقطع أسى وحسرة.. أرفع أسمى التبريكات والتهاني ممزوجة بالحزن والألم الدفين إلى أسرة ذلك الشاب اليافع الغض الذي قضى نحبه وهو يدافع عن وطن العز والكرامة ويدافع عن إنسان هذا البلد العظيم.. شاب لم يكمل بعد العقد الثاني من عمره وقف سداً منيعاً ودرعاً بشرياً أمام تلك السيارة المفخخة وسائقها المجرم ومنعها من الدخول إلى المبنى ولولاه بعد إرادة المولى سبحانه لكانت الخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ويتحدث عنها التاريخ أمداً طويلاً ولكانت مأساة ما بعدها مأساة.. حسين فقيهي ذلك البطل ابن التسعة عشر ربيعاً ضحى بنفسه وووري بدمه الطاهر تراب هذا الوطن لينبت لنا فلا وورداً وريحاناً نستنشقه أبد الدهر.. تمزق جسد حسين إلى أشلاء متناثرة فتمزقت معه قلوبنا.. ولكنه ترك الأرض بما حويت وتوارى تحت التراب في الوقت الذي صعد فيه إلى القمة وإلى عليين وإلى الدرجات العلى من الفردوس الأعلى في الجنة مع الصالحين والصديقين والشهداء بإذن الله.. إلى ذلك الأب الذي ربى أروع تربية وغرس كل قيمة طيبة طاهرة في ذلك الابن البار وإلى تلك الأم التي ضحت وعانت وسهرت إلى أن أخرجت للدنيا شاباً بحجم الشهيد حسين إلى كل قريب وكل بعيد إلى كل من يعرف حسين ومن لا يعرفه إلى الوطن أقول هنيئاً لكم جميعاً بهذا الشهيد بإذن الله.. إلى الوطن الغالي هنيئاً لك بمثل هؤلاء الأبطال من الرجال الذين باعوا أرواحهم وقدموها رخيصة فداء لك.. إلى كل الدنيا فلتبكِ على حسين لفقده ولتسري أيضا لأنك لا تزالين بخير طالما يوجد على ترابك من هم أمثال حسين فقيهي.. وليعلم الحاقدون بأن الوطن لا يزال وسيبقى مرفوع الهامة ولن يفت في عضده الإرهاب لأننا جميعاً سنكون حسين فقيهي.. رحمك الله أيها البطل وأسكنك فسيح جناته..
ورسالة إلى أم حسين: لا تبكي ولا تحزني وقري عيناً فأنت أم الشهيد البطل وارفعي رأسك إلى أن يطاول عنان السماء وافتخري بذلك الابن الميت الحي.. ولتلتقِ به في جنات النعيم بإذن الله.
عبد الرحمن عقيل حمود المساوي/الرياض |