ما عسى الأقلام أن تسطر وما عسى الأفواه أن تعبر، ما عسى أن أكتب لعم بكت لفراقه الجبال الصم والليالي الدهم، بكت لفراقه الطيور في أوكارها، والبساتين بأزهارها، وبكاه قلبي وشرفت بدمع حتى كاد يشرف بي والحزن تربى على عرش قلبي وتجرعت الأسى والألم منذ سمعت الخبر وأنا أغص بالعبرة بل تغص بي وطيفه يمر بخاطري يهيج الذكريات السالفات حيث عاش عمي فينا من عمره سنين عاش بيننا في مدينة شقراء ثم في مدينة الرياض وكنا سويا أهلا وأحبابا، أحببته من كل قلبي وأحببت أهله الذين أصبحوا بمثابة أهلي. فقدت عمي ولكن ليس مجرد لحم فقد كان أخا رحيما ما سمعت منه كلمة أفٍ ولا أقل من ذلك، ليس هذا رأيي بل هو رأي كل من عاشره قريبا أو بعيدا جارا أو صديقا.
فقدت عمي عبدالله بن محمد العثمان في يوم السبت 5-3-1425هـ، لقد كان رحمه الله محبا للخير سباقا له يحب الأعمال الصالحة والأعمال الخيرة، عانى في آخر أيام حياته من المرض ما كفر الله به ذنوبه إن شاء الله أو أن الله أراد له منزلة لم يبلغها إلا بذلك المرض.. إلى جنة الخلد ياعمي إن شاء الله وأسأل الله العظيم ان يجمعنا بك في مستقر رحمته وان يجعلك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إنه ولي ذلك والقادر عليه وأخيرا من قرأ مقالي هذا ان يؤمن على دعائي لعمي الغالي.
|