يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ويقول تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
ونحن في هذه الدنيا الفانية نودّع بين كل حين وآخر واحداً من أحبتنا وإخواننا الراحلين إلى الدار الآخرة.. ولاشك أن هؤلاء الراحلين يختلف كل منهم عن الآخر في وقع أثر موته على النفوس تبعاً لحجم أعمال وآثارها التي خلّفها وراءه في هذه الدنيا.. فالبعض منهم لا تكاد يحسّ به سوى أقرب المقرّبين إليه والبعض الآخر يشعر بفقده معظم أفراد المجتمع ومن هذا الصنف الشيخ الجليل صاحب المآثر واليد العليا في الفضل والأعمال الخيرية الكثيرة محمد العبدالله الجميح، فهذا الرجل إلى جانب مكانته الكبيرة في عالم التجارة والمال التي يعرفها الجميع فهو كذلك لا يقل عنها مكانة كذلك في عالم الأعمال الخيرية والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين، ويشهد له بذلك أهالي مدينة الرياض وغيرها من مدن المملكة وفي مقدمتها مدينة شقراء تلك المدينة الغالية التي ولد فيها الشيخ وأقام فيها الكثير من المشروعات الخيرية.
وأماّ في مدينة الرياض العاصمة حيث كل سكناه وتجارته فقد أقام رحمه الله مكتباً خيرياً داخل شركته التجارية ودعم من خلاله الكثير من المشروعات الخيرية من أمثال بناء المساجد ومساعدة الفقراء والمحتاجين ودعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
وبصفتي واحداً من المشرفين على حلقات تحفيظ القرآن الكريم فلا أنسى ذلك الدعم السّخي الذي تلقيته من هذا الشيخ الجليل والذي ساهم في تخريج العشرات من طلاب تحفيظ القرآن الكريم في مسجد سلمان الفارسي الواقع بحي النسيم الشرقي وجامع أبي عبيدة بن الجراح بمدينة الرياض.. فليرحم الله الشيخ الجليل صاحب الأيادي البيضاء محمد الجميح، ودعواتي المخلصة أن يسكنه الله فسيح جناته ويجعله من أهل شفاعة القرآن الكريم لقاء ما قدّم من مال في سبيل نشر علوم القرآن بين شباب المسلمين في هذه الدنيا.. والحمد لله ربِّ العالمين.
|