Friday 7th May,200411544العددالجمعة 18 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عرفته رئيساً ومعلماً عرفته رئيساً ومعلماً
فكرة حسني الحافظ / المدير السابق لمصنع الجميح لتصنيع الاوتوبيسات

بقلب يملؤه الحزن والوفاء، أترحم على الشيخ محمد العبدالله الجميح، فقد كان كل شيء بقدر، كان إنساناً، كان رجل أعمال وإدارياً حاذقاً، كان مربياً، كان كريماً معطاء،كان والأهم من ذلك كله محترما من الجميع. ولم يكن في يوم من الأيام أقل من صفحة بيضاء مقروءة من الغريب قبل القريب وكانت ومازالت شركة الجميح (امبراطورية)وكان محمد العبدالله الجميع مؤسسها ورائدها و(الامبراطور) الفعلي فيها، لقد كانت طموحاته في عالم الأعمال لا حدود لها يدفعه لذلك حبه لمجتمعه ووطنه الذي كان يرجو فيه وجه الله خالصاً لا تشوبه مصلحة شخصية أو منّة لأحد.
كان الجميح، وما زال يمثل (أكبر موزع لمنتجات جنرال موتورز G.M. في العالم) هكذا كان ممثلو شركة جنرال موتورز يقدمونني لأصحاب مصانع الاوتوبيسات في أمريكا كممثل لشركة الجميح، نعم لقد كان احترام اسم الجميح يسبقني ويمهد الطريق لي أينما ذهبت هناك في بحثي عن مصادر لمصنع الاوتوبيسات الذي كنت مسؤولا عن التخطيط له وشرائه من مصادره في الولايات المتحدة، وعندما تم بناء مصنع تجميع الاوتوبيسات في المنطقة الصناعية الثانية بالرياض في العام 1983م صرح المسؤولون في شركة بلوبيرد لصنع الاوتوبيسات الأمريكية بشهادة يمكنني أن أعتز بها ليس لأنها صادرة عن شركة أمريكية ضليعة في صنع الاوتوبيسات بل لانها اعتراف منها بأن العقلية العربية للرجل البسيط ومساعديه من العرب يمكنها ان تنافس وتثبت تواجدها في عالم الأعمال والصناعة كغيرها من الدول المتقدمة الأخرى، تقول شهادة الشركة بوصف مصنع الجميح لتجميع الاوتوبيسات (آنئذ) بأنه من أفضل المصانع التي بنيت بالتعاون مع شركة بلوبيرد خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد كان الشيخ محمد الجميح خير رئيس عرفته في حياتي المسلكية ومن أنشط وأحذق الرؤساء الذين عملت معهم في تلك الحقبة.
نعم لم يكن يحمل الشهادات العليا في الإدارة ولكني، وأنا حاملها، تعلمت الكثير والكثير منه، تعلمت الصبر والأناة وتقدير الغير في التفاوض والتنافس الشريف وان الجهد والعمل الدؤوب لابد ان يكافأ والناتج هو قسمة لك كما هو مقسوم لغيرك وعليك الرضاء به.
لقد كان الشيخ محمد مدرسة خرَّجت الكثير من الأبناء وعلى رأسهم أبناء أخيه محمد وعبدالرحمن وحمد العبدالعزيز ثم اولاده الكرام ومنهم الشيخ حمد المحمد الذي عرفته زميلا في العمل وأخاً كريماً.
رحم الله الشيخ محمد العبدالله الجميح سائلا المولى تعالى أن يتغمده برحمته ولأهله ولنا جميعا العزاء والسلوان في فقده وان يجعل أبناءه وأحفاده خير خلف لخير سلف. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved