Friday 7th May,200411544العددالجمعة 18 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محمد بن عبدالله الجميح.. وفعل الخير محمد بن عبدالله الجميح.. وفعل الخير
د. صالح بن سليمان الوهيبي / الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي

خلف كل نجاح جهد دؤوب ورجال رسالتهم في الحياة فعل الخير والنجاح، وجمعياتنا الخيرية التي تعدى نفعها محيطها إلى العالم أجمع ما كان لها أن تنجح لو تخلى عنها الداعمون، فلا شك أن توفيق الله تعالى، ثم مؤازرة حكومتنا الكريمة وأهل الخير في هذا البلد الكريم هي ضمان التفوق، إذ إن مؤسسات العمل الخيري هي الوسيط بينهم وبين المستفيدين.
ومن المعالم البارزة في مسيرة الخير والنماء لتلك الجمعيات أولئك الرجال الذين أسهموا في دعمها وخدمة رسالتها، ومنهم الشيخ محمد بن عبدالله الجميح الذي وافته المنية قبل أيام، نسأل الله له الرحمة والمغفرة وعلو المنزلة في جنات النعيم.
ولقد تسابقت الأقلام لتدوين عبارات المواساة وخالص الدعوات بعد نبأ وفاته، فجزى الله الكتّاب خيراً على الثناء على أهل الخير من أمثال أبي عبدالله الجميح، ومع اختلاف الكتّاب وتنوّع مشاربهم فإنهم شهدوا بالخيرية لهذا الرجل المبارك، وحق له ذلك فهو صاحب مآثر وصفات حميدة يستحق منا كل التقدير والذكر الطيب.
وليس المقام مقام سرد لمآثره الخيّرة وتعداد المشاريع الإسلامية التي تبناها أو شارك فيها، ولكننا في الندوة العالمية للشباب الإسلامي نذكر شيئاً مما علمناه، وجربناه معه، حيث كنا نزوره بين الفينة والأخرى في مكتبه فكان يحسن الاستقبال، ويردد أنه كان يتمنى لو أن اللقاء في البيت لا في المكتب، ويصر على إعطائنا إياه موعداً لغداء أو عشاء معه، وفي آخر لقاء معه قبل بضعة أشهر أصرّ على مرافقتنا إلى المصعد لتوديعنا، وكان يرغب في استضافة أعضاء مجلس أمناء الندوة الذين يمثلون كل القارات متى انعقد مجلسهم، فكنا نعلم هذه الرغبة عنده فنخصه بها كثيراً.
أما الأعمال الخيرية التي كان يسعد بسماع أخبارها والإسهام فيها فكانت كثيرة جداً، فقد أسهم في كثير من المشروعات الإنسانية التي نفذتها الجمعيات الخيرية في داخل المملكة وخارجها، وكان يستقبل الوفود الإسلامية من شتى البلدان، ويحسن ضيافتهم، ويستمع إلى مطالبهم، وكثيراً ما تبرع لمشروعاتهم عن طريق إحدى المؤسسات الخيرية ومنها الندوة.
يتميّز جدول مواعيد الشيخ محمد الجميح - عليه رحمة الله - بمجلس مفتوح كل ليلة في بيته، يعقبه عشاء يُدعى إليه كل من حضر المجلس، وقد شاركته أنا وبعض الإخوة من الندوة في ذلك المجلس عدة مرات.
والشيخ أبو عبدالله على الرغم من أنه قليل الكلام فقد كان مستمعاً جيداً، يحترم من أمامه، وينصت له، ويقبل عليه، وكان مواظباً على العمل والحضور إلى المكتب كل يوم، ولم يمنعه تقدّم السن من ذلك، ولاشك أن نجاحه في العمل كان مردّه - بعد توفيق الله - إلى دأبه ومواظبته على العمل مهما كانت الظروف، فكان يبتّ في أعمال الشركة، ويستقبل الناس وأهل الحاجات.
وقد أحسن آل الجميح صنعاً حين أنشؤوا - في عهده - مكتباً خيرياً يختص بدراسة طلبات التبرع، ويتأكد من صحتها وجدواها وصدق القائمين عليها، ويوجه التبرعات الوجهة المناسبة.
إننا في الجمعيات الخيرية نعبّر عن حزننا لفقد دعامة من دعائم البر والإحسان، ونشاطر أبناءه وأبناء أخيه ومحبيه مصيبتهم.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.. غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدمه في ميزان حسناته، كما نسأله تعالى أن يبارك فيمن بعده من ذريته وذويه ومحبيه.. آمين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved