... هي خطوةٌ ترقى،
ترقى بِكِبْرِ صعودها
ذاك المَدَى ...
نَسجتهُ كفُّ جراحِها
هي خطوة...،
لبستْ دمَ القتلى،
وقامتْ من أنين رماحها
ترقى إلى معراجها
فوقَ الذي رسمتْهُ
دَرْبُ كفاحِها
يا أنتِ.. يا فلوجةُ...،
يا دُرَّةَ العرب الأبية،
تصعدين على الجِراح
إلى سماءِ اللهِ زاهيةً
بتاجِ الأرجوانْ
يا أنتِ... يا خنساءَ هذا العصر
يا كِبْراً تطاول فوقَ
هامات الزمانْ
سقط الهوانُ، وما سقطْت،
ولا ارتميت أمام عاصفةِ المَغُول
ولا استباحك غاصبٌ يوماً، ولا
كسر الإباءَ المشتهى في الرافدين هنا جبانْ!
في السَّاحِ وَحْدَك
تصعدين إلى العُلَى
في السَّاحِ وَحْدَك
تحملين الموتَ عنَّا،
تلبسينَ دمَ الضَّحايا،
تهزأينَ وأنتِ في ساح الخطوب
من المنايا...،
آه يا زَيْنَ الحِسانْ،
يا عروسَ الشعر والشُّهداء،
تمشي خلفك الدُّنْيا
وتشتعلُ البيارقُ كلَّما
هَلَّتْ بساحِ الموتِ قُبَّرةُ الجنان
تتقدمين إلى الأمام،
ونحنُ خَلفَكِ غائبونْ
موتى على زَيف الأسرَّةِ،
كيف لم يخلع أنينُك صمتنا،
لم يستثرنا جرحُ بغداد الحزينْ!!؟
لكنَّنا...
والصُّبح يبعثنا على ما نشتهي
لا الريح تعصفُ بالرِّماح،
وليس من قدمٍ إلى عليائها صعدتْ
تلينْ
كَبُرَتْ على حدِّ الجراحِ الكاظميةُ،
والعراق، ودجلةُ المسكونُ بالهمِّ المرير،
وقمتُ أصرخُ:
يا فراتْ
من أيِّ دهرٍ
وَقْفَةُ العزِّ العظيمةُ لا تخونْ
والعامريةُ لا يخونْ
ذاك الذي ذبحوهُ بالدَّم والطفولةِ والبكاء
فاصعدْ على جُثثِ الطُّغاةْ
باقٍ، وهم يتبدَّدون كأنهمْ
وهمٌ يمر من الفناء إلى الفناءْ
***
في الصبحِ أنتِ، وفي المساء جنينُ
جرحان يشتعلان فينا، والعذابُ دفينُ
لكنَّنا... والجرح يبعثنا منايا
إنَّهُ الصبحُ الذي يأتي،
وذاك يقينُ!!!
***
يا أجملَ الأسماءِ... يا فلوجةَ
الجرحِ المكابرِ عاشتِ الأسماءُ
يومَ انتفضتِ على الغُزاةِ، ويومَ ثُرْتِ،
ويوم خُضتِ الموتَ عنَّا قلت:
ليس لمثل هذي الوقفةِ الجبناءُ
سأظلُّ أصعد للمعَالي...
صهوتي جرحي، وخلفي قامتِ الأشلاءُ...
|