من الصعب جداً أن يصف الإنسان فرحته بحدث سعيد، والأصعب أن يأتي هذا الحديث السعيد في موكب مفاجأة مذهلة اشرأبت لها الأعناق هولاً وترقباً.. هذا ما يختصر وصف المشاعر تجاه أمير الخير والإنسانية في وعكته الصحية الطارئة وما منَّ الله به عليه من الشفاء وجمع له مع هذا الشفاء ظهور محبة الناس بمختلف أطيافهم وأعمارهم لهذا الإنسان النبيل سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وكانت زيارة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز - حفظهما الله - لسمو النائب الثاني الأمير سلطان لتهنئته بنجاح العملية التي أُجريت له مؤكداً على تلك الهالة النورانية من الحب العظيم الذي يكنه الجميع من مسؤولين ومواطنين لهذا الرمز الكريم الذي طالما واسى المحتاجين والمرضى والمعاقين بوقفاته الإنسانية، وكأن الشاعر يلامس عواطف الناس جميعاً في هذه البلاد الطاهرة وقد فرحوا بشفاء الأمير الرمز سلطان الخير حين قال:
كأن موسى قد أعيد لأمهِ
أو ثوب يوسف قد أتى يعقوبا |
رحماك يا رب حين عجلت بنصرك وفرجك وشفائك وغمرتنا بفرحة عظيمة منة منكَ وكرماً وسخاءً لا ترجو مقابله نوالاً إلا شكر المحسنين الذين رفعوا أياديهم إليك في عتمات الليل المدلهم ووضعوا جباههم في مواطن السجود حتى يكونوا في أقرب مكانة إليك داعين مبتهلين خاشعين خاضعين ذليلين بأن تمنح عبدك سمو سيدي الأمير سلطان بن عبد العزيز عافية من عندك وأن تمتعه بصحة وافرة وسلامة دائمة، فلك الحمد يا ربي على ما أنعمت ولك الشكر على ما أعطيت ولك الثناء في كل حين ولمحة بصر ونفس، ثناء لا ينقطع وشكر يملأ السماوات والأرضين وما بينهما وما تحت الثرى، أن أكرمتنا يا مولانا حين تلقينا بشرى نجاح العملية الجراحية لمواسي الضعفاء والأيتام والعاجزين وأصحاب الحاجات الأمير الإنسان سلطان، والله لقد رأينا الفرح الطفولي قد غمر أولئك المكنون في قلوبهم حب فطري سرمدي لسموه بعد أن غطت نفوسهم وديارهم سحب الحزن، وركام الألم، والتياع الأسى إبان سماعهم أنباء دخول أميرهم الفارس إلى المستشفى، وكم لها من أيام عصيبات حسبوها بتعداد الدهر كله وتوقفت حينها قلوبهم متسمرة أمام شاشات التلفزة وفي انتظار أخبار الوراقين وحملة أقلام الصحافة علها تنقل ما يشفي الصدور ويزيل الغشاوة عن عيون الحزن ومرارة الانتظار الطويل، وحجبوك يا محبوب الجميع عن أبنائك ومحبيك أياماً تحسب قرناً بعدد السنين والحساب، وقاسمك المعوقون ذات الآلام التي لقيتها مع مبضع الجراح وصبرت عليها صبر أيوب على البلاء وتحملت أذى الإزالة لمرارة الحويصلة كما عهدناك دائماً في حمل هموم الحزانى والمحرومين والمعدمين الذي تبتلوا إلى الله تبتيلاً بأن يكافئك عافية بقدر إحسانك إليهم وسؤالك عنهم وتفقدك لهم في ظلمة الليل البهيم.
نحمدك يا رب بذهاب الهم والغم ونشكرك حين أسبلت ثوب العافية على أمير الخير سلطان، اللهم فمتعه بسمعه وبصره وقوته أبداً ليواسي شريحة كبرى في المجتمع تهيم على وجهها وتتوه في متعرجات اللوى وطرق المسغبة وذكريات الرمادة، وكف سمو سيدي الأمير سلطان مبسوطة لهم بالعطاء والنوال وقضاء الحاجات وسد الفجوة وذهاب رمق الجوع وزمهرير الرياح اللافحة فهو لكل أولئك المحتاجين سيبقى ظلاً ظليلاً ودوحة وارفة الظلال بإذن الله، فعد يا سيدي كالأمس معافىً تتلمس قضايا الناس وتطبع قبلات الرحمة على جبين وليدٍ ودع أمه أو رحل عنه أبوه في الزمن الصعب.
ندرك جميعاً أن ليس أدل على رقي الأمة وجدارتها بالحياة واستحقاقاتها لقيادة العالم من سمو النزعة الإنسانية في أفرادها، سمواً يفيض بالخير والرحمة على طبقات المجتمع كافة، وقد بات لزاماً علينا الحديث بالإشادة والثناء لما يوليه سلطان الجود من اهتمام بالخدمات الإنسانية وما يقدمه من عطاء مستمر نابع من إيمان سموه العميق بمبادئ وأهداف الشريعة السمحة التي حضت على مكارم الأخلاق وعمل الخير، والمتتبع للأعمال الإنسانية التي لا تحصى للأمير الإنسان سلطان والمراقب للمسات سموه الحانية ونظراته الإنسانية الشاملة لا يملك إلا أن يرفع أكف الضراعة داعياً الله جلَّت قدرته بأن يطيل في عمره، وأن يجزل له الثواب تجاه ما قدَّم ويقدِّم من أعمال إنسانية لا تحصى وفي مجالات شتى، يذكرها القاصي والداني ممن عمَّه خيرها، فعطاؤه بحمد الله متواصل في مساعدة المحتاجين، وإغاثة الملهوفين وتخفيف معاناة المصابين وآلامهم، يبذل دائماً وفي سخاء، ويعطي بكرمه المعهود بلا حدود، ويزرع الخير في كل مكان، ودائماً هو في فكر وسلوك إيجابي لبناء مكانة، وتشييد عمل، وتطوير مرفق، وتأسيس وضع، وتأهيل إنسان، نعم هذا هو سلطان الخير الذي انتشر خيره في كل ناحية، إنسان عظيم أحبه الله فأودع محبته في قلوب العباد، يعمل كما عوَّدنا دائما بصمت في دائرة الخير، وينجز بلا أضواء في مساحات العمل الإنساني.
سيدي سلطان العطاء، كم هي كريمة سجاياك التي أسعدت البشرية، وتعطر بذكرك كل لسان، كيف لا وقد استعبدت القلوب بالإحسان، فلك في إغاثة الملهوف جانب، ولك في انتشال الغارقين في الديون جانب ولك في إعالة الأيتام جوانب، ولك في إيواء الأسر الفقيرة التي لا تملك مأوى ولا سكناً جانب، ولكَ في كل ميدان من ميادين الجود والخير جانب، تدخل الابتسامة على شفاه المكروبين والحزانى، وتزرع الأمل في قلوب اليائسين وتعيد دبيب الحياة إلى نفوس الذين لا أمل لهم في علاج، لأنهم لا يملكون ما ينفقون على أنفسهم، يدك الحانية امتدت إلى ذوي الاحتياجات الخاصة فحققت لهم ما تصبو إليه نفوسهم من خدمات، تساعد الضعيف وتعالج المريض وتعتق الرقاب وتسدد ديون المديونين، تعطي وتجزل العطاء للجميع، طبيعتك الإنسانية تأبى عليك إلا أن تكون كريماً جواداً تنفق بالليل والنهار فأنت كالبلسم وهبكَ الله للمحتاجين، رجلاً عظيماً تحتل مساحة عظيمة في قلوبنا، عطاؤك جاء في كل اتجاه، سجايا وخصال وصفات وهبها الله للندرة من الرجال، وأنت يا سلطان البهاء بقيت سيد السبق في كل ميدان، تتربع بسجل أبيض ناصع في قلوب الجميع وقد جزاك الله في الدنيا قبل الآخرة توفيقاً ونجاحاً في أعمالك ومحبة من الجميع ودعوات صالحة بظهر الغيب لك، وفي مثلك قال الشاعر:
كل امرئٍ يولى الجميل محببٌ
وكل مكان ينبت العز طيبُ |
أسأل الله العزيز الجبار في جوف الليل أن يمنَّ علينا بشفائك يا سيدي سلطان، وأن يطيل في عمرك وأن يجزل لك الأجر والمثوبة وهنيئاً لأمَّة لها في المجد رمز الخير والإحسان سلطان بن عبد العزيز، وهنيئاً لك يا سلطان ما يشاد لك بإذن الله من منازل في القلوب تبشِّرك بقصور في الجنان، وأهنئ مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بشفاء الساعد الأيمن ورجل المهام الصعبة، والتهنئة موصولة كذلك إلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الأصيل وإلى أمتنا العربية والإسلامية، ولله الشكر في الأولى والآخرة وهو الهادي إلى سواء السبيل.
*عضو مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل
الرياض - فاكس 014803452
|