* المدينة المنورة - الجزيرة:
استنكر المشاركون والمشاركات في فعاليات ندوة (السُّنَّة والسيرة النبوية) التي عقدت بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في الفترة من 15 - 17-3-1425هـ الأعمال الإرهابية التي قامت بها الفئة الضالة التي روعت المسلمين وأخلت بالأمن الذي يسود ربوع المملكة.. وغيرها من بلاد المسلمين ورأى المشاركون في بيان صدر عن الندوة في ختام أعمالها ان مسؤولية مواجهة هذه الفئة وتوعية الناس بأخطارها مسؤولية ملقاة على الجميع. وأوصى المشاركون مؤسسات التعليم والقائمين على مناهجه ببيان المعاني المنحرفة التي تستغلها الفئات الضالة.. كما أوصوا بالتوعية بحقوق المسلمين وحقوق المستأمن والمعاهد والذمي وجزاء قتل النفس المعصومة.
وفيما يلي نص البيان الختامي والتوصيات وبيان المدينة المنورة.
دأبت المملكة العربية السعودية على العناية بالسُّنَّة والسيرة النبوية، والعمل بمقتضاهما، في مجالات الحياة كافة، والسعي في نشر معارفهما، ورعاية البحوث والدراسات العلمية الجادة التي تُعنى بهما.
ولذا رأت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، عقد ندوة تُعنى بكل ذلك، تحت عنوان: (عناية المملكة العربية السعودية بالسُّنَّة والسيرة النبوية).
وبعون الله وتوفيقه تم انعقاد هذه الندوة بالمدينة المنورة، في رحاب مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في الفترة من 15 - 17-3-1425هـ الموافق 4 - 6- 5-2004م، وشارك فيها نخبة من العلماء وطلاب العلم والباحثين والباحثات المهتمين بالسُّنَّة والسيرة النبوية وعلومها، وقدموا بحوثا ودراسات أثرت موضوع الندوة وبخاصة فيما يتعلق بإبراز جهود المملكة في مجال العناية بالسُّنَّة والسيرة النبوية، واتخاذهما مع القرآن الكريم أساسا لشؤون الحياة والحكم.
وعلى مدى أيام الندوة الثلاثة تابع الباحثون والباحثات والحضور من ذوي الاختصاص ما ألقي في جلسات الندوة من بحوث ودراسات، وما تلا ذلك من مداخلات بناءة ومناقشات مثمرة ومقترحات صائبة.
وقد تمخض كل ذلك عن التوصيات التالية:
أولاً: يتقدم المشاركون والمشاركات في الندوة والعاملون والعاملات في لجانها بالشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية، على عنايتها بهذا الصرح العلمي البارز: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ورعايتها له، وتهيئة افضل الإمكانات العلمية والبشرية والتقنية للنهوض بأعماله ومشروعاته.
ثانياً: يُشيد المشاركون والمشاركات في الندوة بجهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية في دعم المسيرة العلمية المتمثل في طباعة كتب السُّنَّة وعلومها، والعناية ببيان مصادر التشريع الإسلامي، ورعاية مسيرة الدعوة الإسلامية داخل البلاد وخارجها.
ثالثاً: توصي الندوة بإبراز جهود المملكة العربية السعودية في نشر السُّنَّة والسيرة الصحيحة والعمل بمقتضاهما، في أجهزة الإعلام المختلفة، لتعريف الأجيال بها، وإنشاء بنك معلومات وطني يُوثق هذه الجهود الرسمية والعامة، ويقدم إحصاءات وبيانات دقيقة لها.
رابعاً: يُهيب المجتمعون في الندوة بالمسلمين، إلى التمسك بهدي السُّنَّة النبوية، واقتفاء السلوك النبوي في سيرته العطرة.
خامساً: العناية بعرض السيرة النبوية الصحيحة عرضاً موثقاً، والإفادة منها في الدعوة إلى الله عز وجل، وبيان السلوك العملي الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم في شتى مناحي الحياة.
سادساً: حث طلبة العلم على الإفادة من جهود علماء الحديث في طرق تحري نقل الأخبار ونقدها.
سابعا: حث الخطباء والدعاة والمرشدين على الاستشهاد بالأحاديث المحتج بها في خطبهم وكلماتهم.
ثامناً: الإفادة من جهود علماء المسلمين الذين كتبوا دراسات علمية أصيلة في السُّنَّة والسيرة النبوية، بغير اللغة العربية، والسعي في ترجمتها إلى اللغة العربية ولغات الشعوب الإسلامية الأخرى، للوقوف على الجهود المبذولة في هذا الشأن، واستثمارها في الحياة المعاصرة.
تاسعاً: حث واضعي المناهج التعليمية على إبراز الجهود العظيمة التي بذلها السلف في خدمة الحديث الشريف، وتضمين تلك الجهود مفردات المقررات الدراسية، والعناية بنصوص الحديث من حيث بيان أوجه الفصاحة والبلاغة النبوية، وما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من معارف لم يكشف عنها في حياته صلى الله عليه وسلم، والإفادة من هذا الجانب في الدعوة إلى الله.
عاشراً: يوصي المشاركون والمشاركات في الندوة باختيار الأساتذة الأكفاء، لتدريس مادة السيرة النبوية، وتوفير التقنيات الحديثة لاستخدامها في التدريس، مما يمكنهم من استخلاص الدروس المناسبة من فقهها بما يعود على الحياة المعاصرة من فوائد وعبر، ومما يمكنهم كذلك من رد الشبهات المثارة حولها.
حادي عشر: إعداد موسوعة للسيرة النبوية، تُجمع فيها مرويات السيرة النبوية المعتمدة من مصادرها المختلفة وتوجيهها إلى خدمة الدعوة إلى الله والتعريف بسماحة الإسلام ويسر تعاليمه وانسجامه مع الفطرة السليمة.
ثاني عشر: العناية بإعداد موسوعة شاملة لجميع رواة الحديث الشريف مرتبة على حروف المعجم، ويمكن الإفادة من برامج الحاسوب الحديثة للوفاء بأغراض هذه الموسوعة، كما يمكن أن يستخلص منها بعد إعدادها مصنف مختصر يحتوي على خلاصة الحكم في كل راوٍ وفق الضوابط المقررة في أصول الحديث وقواعده.
ثالث عشر: السعي في استكمال جمع مخطوطات الحديث وعلومه والسيرة النبوية، والاهتمام بتحقيق ما لم يُحقق منها، وفق أصول التحقيق العلمي للتراث، من قِبل باحثين مشهودٍ لهم بالعلم والخبرة.
رابع عشر: تدعو الندوة إلى الإفادة من التقنيات الحديثة والأجهزة الفنية المتطورة، في خدمة السُّنَّة والسيرة النبوية، وذلك لما تُحقق من توفير للوقت، واستفادة من الإمكانات المعلوماتية الواسعة، وتشجيع للجهود الأصيلة المبذولة في هذا الشأن، والتمييز بينها وبين الأعمال التجارية التي تسعى إلى الربح على حساب الحقيقة العلمية الموثقة، والخدمة المتميزة.
خامس عشر: تشجيع الدراسات العلمية الموثقة التي تُعنى بدراسة مصنفات السيرة النبوية لتنقيتها مما عَلِق بها من الشوائب والآثار غير المقبولة، ومحاولة تطبيق قواعد النقد على مروياتها.
سادس عشر: توصي الندوة بالعناية بترجمة كتب السُّنَّة والسيرة إلى لغات الشعوب الإسلامية، بالإضافة إلى اللغات المنتشرة. والعمل في هذا الإطار يمكن أن يأخذ طابعا جماعيا، فيكون له مراكز علمية متخصصة.
سابع عشر: يرى المشاركون والمشاركات في الندوة ان علم الإسناد بحاجة إلى المزيد من جهود المتخصصين في الحديث وعلومه، ويمكن الاستعانة بالوسائل التقنية الحديثة في جمع الروايات ورصد أسانيد كل راوٍ واستخراج ما تفرق منها في ثنايا مصنفات الحديث وعلومه.
ثامن عشر: العمل على إنشاء قاعدة بيانات شاملة عن السُّنَّة والسيرة النبوية تجمع شتات الدراسات العلمية المتفرقة في الموضوع الواحد وتيسر سبل تنظيمها البحثي لتكون في متناول أهل العلم والاختصاص.
تاسع عشر: تؤكد الندوة العناية الفائقة بالفهارس التفصيلية في الأعمال العامة التي ترعى نشر تراث الحديث الشريف والأعمال المعاصرة التي أنشئت لخدمته.
عشرين: توصي الندوة بطباعة الرسائل العلمية المتميزة المتصلة ببحوث السُّنَّة والسيرة النبوية.
واحدا وعشرين: دراسة ما سجلته حركة الاستشراق من أعمال تتصل بالسُّنَّة والسيرة النبوية والرد على شبهاتها بلغة علمية رصينة، وإيصال هذه الردود إلى مراكز البحث العلمي في الغرب، والعناية بترجمة هذه الردود إلى اللغات المنتشرة.
ثانيا وعشرين: تؤكد الندوة أهمية تبادل المعلومات والوثائق والخبرات بين الجامعات حول ما يتوافر للبحث العلمي الأصيل في السُّنَّة النبوية من أسس وإمكانات للنهوض به وتحقيق التكامل بين الباحثين والمعنيين.
ثالثا وعشرين: العمل على إيجاد أوقاف إسلامية ذات موارد ثابتة لخدمة مراكز البحث العلمي في السُّنَّة والسيرة النبوية، وطباعة الدراسات الأصيلة المتعلقة بهما.
رابعاً وعشرين: توصي الندوة بإنشاء جمعيات خيرية تُعنى بنشر السُّنَّة وعلومها وتحفيظها وبيان ما توه إليه من فقه في الدين وذلك على غرار الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، كما توصي الندوة بدعم هذه الجمعيات الخيرية لمن لدن أهل الإحسان والبذل.
خامسا وعشرين: يرى المشاركون والمشاركات في الندوة أهمية عقد ندوة خاصة برصد طعون المستشرقين في السُّنَّة والسيرة النبوية وعلومها ومواجهة هذه الطعون وفق طرائق البحث النزيه.
سادسا وعشرين: توصي الندوة مؤسسات التعليم والقائمين على مناهجه ببيان المعاني المنحرفة التي تستغلها الفئات الضالة، كما توصي بالتوعية بحقوق المسلمين وحقوق المستأمن والمعاهد والذمي وجزاء قتل النفس المعصومة، ويرى المشاركون ان العلم الشرعي الصحيح هو المخرج من هذه الفتن.
سابعا وعشرين: يستنكر المشاركون والمشاركات في الندوة أعمال الفئة الضالة التي روعت المسلمين وأخلت بالأمن الذي يسود ربوع المملكة العربية السعودية وغيرها من بلاد المسلمين، ويعدون ما يصدرونه من كتب ونشرات مقروءة أو في الإنترنت تحض على القتل والفتنة ضلالا علميا تصرفات هذه الفئة طيشا وعماية وجهلا بحقائق الأمور الشرعية المبنية على الكتاب والسُّنَّة. كما يرى المشاركون في الندوة ان مسؤولية مواجهة هذه الفئة وتوعية الناس بأخطارها مسؤولية ملقاة على الجميع.
ثامنا وعشرين: يوصي المشاركون والمشاركات في الندوة ان تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالإعداد لندوات لاحقة تعنى بمتابعة التوصيات وتطوير وسائل خدمة السُّنَّة والسيرة النبوية.
تاسعاً وعشرين: يأمل المشاركون والمشاركات في هذه الندوة المباركة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ رفع برقيات شكر إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى سمو ولي عهده الأمين وإلى سمو النائب الثاني لدعمهم المتواصل للسنة والسيرة النبوية وعنايتهم بطبع مصنفاتهم تيسيرا للوصول إليها.
وفي الختام يتوجه المشاركون والمشاركات في الندوة بوافر الشكر الجزيل والتقدير العميق إلى المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على موافقتهم على عقد هذه الندوة المباركة.
كما يتوجهون بالشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة - حفظه الله - على تفضله برعاية هذه الندوة.
وإلى صاحب المعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لمتابعته أعمال الندوة ودعمه لها، كما يتوجهون بالشكر إلى الأمانة العامة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وإلى اللجنة التحضيرية وإلى اللجنة العلمية وإلى كل من أسهم بجهد مشكور في سبيل إنجاح هذه الندوة. والله نسأل ان ينفع المسلمين بهذه الندوة وما تمخضت عنه من توصيات وان يوفقنا جميعا لخدمة كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو - سبحانه - ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل.
بيان المدينة المنورة
بمناسبة انعقاد ندوة (عناية المملكة العربية السعودية بالسُّنَّة والسيرة النبوية) في رحاب مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في الفترة من 15 - 17-3-1425هـ الموافق 4 - 6-5- 2004م.
إن المشاركين في ندوة عناية المملكة العربية السعودية بالسُّنَّة والسيرة النبوية المنعقدة في رحاب مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في طيبة الطيبة في الفترة ما بين الخامس عشر والسابع عشر من شهر ربيع الأول من عام 1425هـ يؤكدون وجوب التمسك بهذين المصدرين العظيمين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والعمل بهما في شؤون الحياة العامة والخاصة وعدم الحيدة عنهما.
كما يؤكد المشاركون في الندوة ان الانحراف عنهما والغلو في الدين سبب للبلاء والنزاعات، وهذا ما ظهر جليا في الأحداث المؤسفة التي وقعت في المملكة العربية السعودية من فئة شاذة ضالة تنكبت عن النهج القويم، فترتب على ذلك دخولها في مسالك مضلة وطرق مظلمة، فاتخذت التكفير والتفجير والإفساد مقصدا لها، فأهلكت نفوسا معصومة وأرهبت الآمنين المطمئنين، ودمرت الممتلكات الخاصة والعامة، فانطبق عليها قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} (204 - 205) سورة البقرة.
وعلماء السُّنَّة والسيرة النبوية المشاركون في الندوة يرون ان هذا المسلك انحراف خطير عن السُّنَّة، ويبينون ان الشريعة الإسلامية تمنع كل المنع قتل النفس المعصومة بغير حق. وقد وعد سبحانه من فعل ذلك بالوعيد الشديد فقال: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء. وعظّم الله سبحانه هذا الأمر بقوله: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} (32) سورة المائدة.
كما أن السُّنَّة النبوية دعت إلى احترام الأنفس المعصومة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم).
وقال في خطبة حجة الوداع: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) متفق عليه.
وقال: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما) رواه البخاري.
وقال: (من حمل علينا السلاح فليس منا) متفق عليه.
وقال: (من قتل معاهدا لم يَرَح رائحة الجنة وان ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً) متفق عليه.
ونهى صلى الله عليه وسلم عن ترويع المسلمين بالسلاح، ففي الحديث: (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينزع) رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من خرج على أمتي يضرب بَرَّها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهدٍ عهدَه فليس مني ولست منه) رواه مسلم.
وإذا كانت السُّنَّة قد قررت هذا المبدأ العظيم فكل من خالفه خرج عن السُّنَّة وأهلها، واستحق صاحبه العقاب في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب، فكيف إذا كان هذا الإيذاء والإرهاب قتلا وترويعا وإهلاكا على مستوى الجماعة والدولة؟
ويذكر المشاركون بالتقدير العميق هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وهي البلاد التي عمَّ خيرها وعطاءها لخدمة الدعوة إلى الله في الخافقين، وهي التي سخرت إمكاناتها في سبيل الوقوف مع المسلمين في أنحاء الأرض، فما جرى على رحابها إنما هو انتهاك لحرمة النصوص الرعية العظيمة، وخروج عن الجماعة، وشذوذ عن الصراط المستقيم، ومخالفة لمنهج هذه البلاد القائم على تحكيم الكتاب والسُّنَّة، وإخلال بالأمن وعبث بالمكاسب العظيمة.
ويدعو المشاركون إلى الوقوف أمام هذه الفئة الضالة وانها مسؤولية عظيمة، وان جميع أفراد الأمة في خندق واحد وسفينة واحدة والخرق فيها يُفضي إلى غرق الجميع، ويجر الأمة إلى مهاوي الاضطراب والفوضى، وهذا التوجه الضال لا يخدم مصلحة الأمة في حاضرها ومستقبلها بل يزيد من جراحها وآلامها ويعوق مسيرتها.
|