Friday 7th May,200411544العددالجمعة 18 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد فوزه بالذهبية للاختراعات في سويسرا.. العالم لـ«الجزيرة »: بعد فوزه بالذهبية للاختراعات في سويسرا.. العالم لـ«الجزيرة »:
رفعنا علم المملكة عالياً في سويسرا.. والأجانب
لم يصدقوا أن في السعودية مخترعين

*الرياض - فهد الغريري :
بداية الفكرة
من ورش النجارة والكهرباء والميكانيكا ولحام الاكسجين في جدة، وصل إبراهيم مصطفى العالم بعد أكثر من أربعين عاماً إلى معانقة الميدالية الذهبية في سويسرا رافعاً علم بلاده عالياً، وذلك بعد رحلة علمية وعملية نال خلالها دبلوماً في المساحة الجوية من هولندا، ثم آخر في هندسة المساحة الجوية، مع دراسة التصوير الجوي والجيوديسيا والاستشعار عن بعد، وطباعة الخرائط عام 1969م، ويكون أول مهندس سعودي يحمل شهادة في هذا التخصص النادر، ليحصل بعدها على دورة تدريبية متخصصة على الأجهزة والمعدات الدقيقة البصرية والميكانيكية في المسح الجوي والأرضي والبصري من سويسرا.
وانطلق الفتى الذي كان يسجل الحجاج في ميناء جدة مبحراً في عالم الاختراعات حيث طور طريقة جديدة في التوجيه النسبي للمسح والتثليث والربط الجوي عرفت باسم (طريقة العالم) وتم استخدامها محليا وعالمياً حيث قام بتدريسها بنفسه.
العالم لم يقف عند حدود تخصصه، بل تجاوز ذلك ليستنبط طريقة للطباعة بدون استخدام الأفلام، وهو من أوائل من طور استخدام الخط العربي في الحاسبات الآلية بالمملكة، كما طور مادة لإطفاء وتبريد أي نوع من الحرائق السائلة، وغير السائلة، ونال عليها الجائزة التشجيعية من رعاية الشباب عام 1991م.
من خلال هذا الحوار يلقي العالم الضوء على الاختراع الذي مكنه من نيل الميدالية الذهبية الشهر الماضي في معرض الاختراعات الدولي بسويسرا، وهو يسهم في تسريع عملية نمو النبات بمعدلات قياسية، وكشف العالم عن مدى المعاناة التي مر بها متحدثا عن الصعوبات التي واجهته لتنفيذ فكرته والمبالغ الهائلة التي أنفقها عليه، ووصلت إلى ملايين الدولارات، كما تحدث عن الإحباطات التي واجهته عندما حاول اجتذاب رجل أعمال سعوديين لتمويل فكرته، وكيف انتشلته من يأسه مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين بالإضافة إلى بنك التنمية الإسلامي بجدة، ومؤسسات علمية سويسرية اهتمت بالموضوع وأنفقت عليه، كما تطرق العالم في حديثه ل(الجزيرة) عن المعوقات التي تواجه البحث العلمي والمخترعين في المملكة والتي صادفته من خلال تجربته الطويلة في هذا المجال فإلى التفاصيل:
* ما هي فكرة اختراعك ببساطة ومن أين تنبع أهميته؟
- (أصلها ثابت وفرعها في السماء) القرآن الكريم هو الأساس في التوجيه والتفكير { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ } سورة الأنعام (38) ، (أفلا تبصرون - أفلا تعقلون) يوجهنا القرآن الكريم إلى أن نهتم بالأصل، وفي الزراعة الأصل هو التربة والأرض، فإذا ما ثبتنا الأصل أمكن لنا الانطلاق إلى السماء، وكيف نحسن الأصل (التربة)، وقد جار عليها الناس والزمان، فأصبحت جرداء يهرب منها الماء، ولا يوجد عليها إنسان أو حيوان إلا بصعوبة بالغة، إن كل ما جاء من عند الله يكون في أحسن صورة، ولكن الإنسان هو الذي يتدخل ويجور ويعتقد أنه يفعل الأفضل ،علينا أن نعيد الأرض إلى سابق عهدها، وفي الحديث الشريف ما معناه لن تقوم الساعة إلا بعد أن تعود أرض الجزيرة خضراء، كما كانت تجري من تحتها الأنهار، بمعنى ثان يمكن زراعة مساحات أضعاف مضاعفة بنفس كمية الماء المستخدم حالياً والاستفادة من أية أمطار الاستفادة القصوى، إنه لأول مرة في التاريخ الزراعي يمكن لمشاهد أن يرى النمو بالعين المجردة لنبات في خلال ساعات، ففي المعرض زرعت بصلة كان يتسابق الجيران يوميا لقياسها، وكنت أدركت ذلك من قبل عندما زرعت الأرز في المملكة التي كاد يتساوى طول الجذر مع ساق النبات خلال نفس الفترة الزمنية باستخدام هذا النوع من البوليمرز.
في ثاني أيام المعرض حضر مخترع ورجل أعمال ومستثمر ألماني، وقال لي بالنص: أنا لا أهنيك فقط بالنجاح، ولكني أؤكد وصولك للنتائج الإيجابية لهذا المشروع الذي لا يقدر بثمن الذين سيغير تاريخ الزراعة في العالم، وهذا كان وساما من رجال أعمال ومستثمر ومخترع، وقد حصل كذلك على الذهبية ويتعامل بالبلايين، وهو مستعد للتعاون معنا.
فشكرته، وقلت له بعد نهاية المشروع بالسعودية بإذن الله.
* من أين نبعت الفكرة؟
- ولدت الفكرة قبل عشرين عاما، عندما كنت في زيارة المعرض الزراعي الذي أقيم في الرياض عام 1984م أنا وأخي محمد العالم- رحمه الله- فرأينا مواد بللورية تستوعب 150 ضعفا وزنها من الماء، وقمنا باستيرادها من اليابان وبريطانيا وأمريكا لنعمل في تطوير خواصها والاستفادة منها ولجانأ للشركات المصنعة، فضنوا علينا بالمعرفة، ولم يكن يوجد إلا خمسة مصانع على مستوى العالم، والآن وصل عددها إلى 12 مصنعا، قررنا أنا وأخي اختراق هذا الحصار العلمي، ومن هنا كانت البداية.
* ذكرت لي أنك صرفت الملايين على هذا الاختراع كم صرفت بالتحديد، ولماذا هذه المبالغ الهائلة؟
- هذا المبلغ الكبير لو ضممت له الفترات الزمنية التي عملنا فيها والمجهود الفكري والعملي إضافة لمنحة مالية من بنك التنمية الإسلامي بجدة حوالي نصف مليون ريال تقريبا للوصول إلى النتائج النهائية بعد أن نضب مالنا (بالمناسبة يوجد في بنك التنمية الإسلامي بجدة بإدارة مشاريع 3 التقارير النهائية لما توصلنا إليه)، وتم الحصول على قرض يتم رده في حال توفره من إحدى المؤسسات السويسرية التي تساعد المخترعين التي لا تهدف إلى الربح قدره مائتا ألف فرنك سويسري (حوالي 600 الف ريال سعودي) بضمان توقيعنا فقط لتسجيل البراءتين والاستمرار في العمل، والذي منّ الله به بالنتائج الإيجابية في النهاية بنصرين: طريقة تصنيع جديدة مغلقة ومستمرة قليلة التكاليف للإنتاج وتركيبة جديدة تجعل نسبة الامتصاص 600 ضعف الوزن أي الكيلو جرام الواحد يستوعب ثلاثة براميل من الماء.
هذا وقد صرفت حتى هذا التاريخ حوالي تسعة ملايين ريال سعودي من جيبي الخاص حتى الآن، وبعض منها دفعها أخي- رحمه الله- والذي عوضته عنها قبل وفاته، عدا سنوات العمل التي قضيتها في البحث أنا وشريكي الذي عمل منذ عام 1994م الذي سبقته بالعمل في البحث بعشر سنوات تقريباً.
الإجمالي= عشرون سنة+ 10 سنوات عمل لشريكي+ 4 سنوات عمل للشريك الثالث+ الفكر+ 9 ملايين ريال+ الانحطاط مما واجهناه من مشكلات مادية+ جشع البنوك والتجار والخذلان من أضخم رجال الأعمال السعوديين + التباطؤ من متخذي القرار وخوفهم من المسئولية..إلخ.
لحظات الفرح والألم:
* كيف كان شعورك قبل وبعد إعلان فوزك؟
- الشعور لم يكن أفضل من اليوم الذي جاءني والدي- رحمة الله عليه- في المنام يقول لي استمر يا إبراهيم ولا تيأس ففيما تعمل خير لك كبير وللمسلمين ولكل ما خلق الله والنتيجة ستكون إيجابية بإذن الله، فقد كدنا أن نفقد الأمل ونتوقف لنهاية ما نملك من مال، كنت أعلم ما قمنا به لم يصل إليه عدد من الشركات العالمية التي تعمل في هذا المجال، وعددها يعد على أصابع اليدين، فما بالك بطريقة تصنيع تختصر عدد العمالة الفنية الماهرة من 260 شخصا معظمها عمالة ماهرة، ومتخصصة إلى حوالي 56 شخصا بعمالة معظمها عمالة عادية من حاملي الثانوية مدربة على هذه الأعمال التي ستكون بإذن الله جاهزة ومعدة قبل بداية الإنتاج، ليس هذا فقط بل يتم عملية التصنيع من لحظة دخول المواد حتى نهاية التصنيع لا تلمسها يد إنسان، وكنت أعلم بأن الميدالية الذهبية العالمية في معرض الاختراعات العالمي تمنح لأفضل اختراعات من 42 دولة من بين ألف اختراع بلجنة تحكيم دولية، وكان إيماننا العميق بأن الله اختارنا لأن نخترق هذا السر والحكر العلمي العظيم، ونملك هذه القدرة الفائقة بامرة لصالح البشرية والبيئة والإنسانية {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} وجاءنا هذا النصر من عند الله، وليس لأحد فضل علينا به، وعندما أعلن اسمي من بين الحاصلين على الذهبية قلت لزملائي وإخواني الموجودين معي في المعرض، وعلى رأسهم سعادة القنصل العام للمملكة العربية السعودية بجنيف السيد نبيل الصالح بارك الله فيه والأخ محمد الخميس والدكتور خالد النويصر: إنه يكفينا والله أن يكون هذ العلم الأخضر حاملا لشهادة التوحيد واسم المملكة العربية السعودية موجودا في هذا المكان أمام هذا الملأ، يسألون ماذا عند السعودية من اختراعات فكان ردي أن عند السعودية من صحراء الربع الخالي من أبنائها من الجزيرة العربية ما ستسعف به العالم من الجوعى والفقراء والمساكين شيء يفخر به كل إنسان، وكل مسلم، سيكون لهذه الصحوة العلمية والصناعية الحديثة ما يعيد لنا مجدنا الذي محوناه بإرادتنا، أو بدون إرادتنا غير مترددين، وإن وقف لها الحاسدون والطامعون.
* وماذا عن الساعات التي تلت إعلان فوزك وحتى تسلمك للجائزة؟
- لم تكن المفاجأة هي الذهبية الدولية للاختراعات بل اليوم الثاني يوم تسليم الجائزة قبل أن أتسلمها هي الساعات الحرجة والمؤلمة حقا في حياتي، لقد بكيت ثلاث ساعات متصلة لم أستطع الحراك، ولم أتمكن من الذهاب لجنيف للحصول على الذهبية وبقيت في شقتي الصغيرة، كنت أبكي وأنتحب وأقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أتحسر على تقدير العالم لي ممن لا يعرفونني والذين لم أرهم من قبل يقدرونني ويصافحونني ويهنؤونني من معظم القارات الخمس، وفي بلادنا نتكفف الناس والعباد! ولا أنسى يوما طلب مني بنك(....) أن أسدد ما علي علما بأنهم كانوا يعلمون ما أقوم به من أبحاث فبعت أسهمي وما أملك لكي أسدد وبعت جميع الأراضي الخاصة بي، وذهبت لأبيع منحة بتسعمائة متر لي بعد حصولي على الهندسة، فكان سعرها اثني عشر ألف ريال لأنها في ضاحية نائية، لقد بعت نصف عمارتي لكي أستمر في الأبحاث، واتصلت بكثير من أصحاب البلايين، ولكن النتيجة كانت مذهلة ومخيبة للآمال، ومنهم من أخبرني بأنه يضع المال بالأمس ليحصل اليوم التالي على العائد الجيد، بينما مشروعنا يحتاج لما لا يقل عن ثلاث إلى أربع سنوات لكي يعيد رأس المال، وهذا شيء جيد فهي صناعة جديدة تضعنا في مصاف أرقى دول العالم بهذه التقنية وتصنيعها وهي ملك لنا وبين أيدينا يمكننا أن نستخدمها في كثير من الصناعات، وذكر لي أحدهم أن الأفضل له الاستثمار في روسيا والدول الاشتراكية السابقة لأنه يأتي بأربعين في المائة إن لم يكن أكثر ولكنه نسي أن المخاطرة كبيرة هناك، فكم منهم من خسر كل استثماره في هذه المناطق بسبب عدم استقرار الظروف.
ذهبت في نفس اليوم متأخراً لأحصل على تلك الجائزة الذهبية الدولية، وحمدت الله وشكرته لأنه مكنني في نفس اليوم من مساعدة مسلم من إفريقيا حصل على الذهبية الدولية لاختراعه دواء يعالج السرطان الداخلي والخارجي، ولم يكن بإمكانه أخذ الميدالية، وكذلك الدبلوم الخاص بها، لأنه لم يتمكن من دفع إيجار موقعه في المعرض، فذهبت معه إلى مدير المعرض الذي خفف عنه بعض الإيجار، وتمكنت مع زملائنا من جمع باقي قيمة الإيجار، وحصل على ذهبيته الدولية للاخترعات ودبلومه، وما كان منه ومن زملائه إلا أن رفعوا أياديهم مبتهلين لله الكريم يقرأون لنا الفاتحة، وداعين لنا بالخير والبركة أمام مرأى الحضور، وكان مواسيا لي في هذه المحنة هاتف تلقيته من معالي رئيس بنك التنمية الإسلامي بجدة معالي الدكتور أحمد محمد علي- حفظه الله- مهنئا ومباركا وأنه قلبا وقالبا معنا، فأعاد لي أملي وعقلي، وتيقنت من أن العالم مازال بخير- والحمد لله- وكان لقاء آخر على هاتف من صندوق التنمية الصناعي السعودي الذي شدوا أزري ووقفوا معنا.
وقد فرحت كثيرا لزملائي حامل الذهبية الثانية من السعودي وزملائي الباقين حاملين الفضيات الثلاث والبرونزيات الثلاث، وبالنسبة لي لا فرق بين ذهبية وفضية وبرونزية، فكلها رفعت اسم المملكة عاليا في معرض الاختراعات العالمي، ولأول مرة في هذا الصرح العالمي يسمع العالم ويرى ويكتب للتاريخ ليراها العالم من خلال فضائياته وإذاعاته والحمد لله رب العالمين.
* كيف سيتم استثمار وتسويق اختراعك؟
- العمل على تطبيق هذا المشروع وتسويقه بدأ من قبل أن نتوجه لمعرض جنيف للاختراعات حيث قامت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين جزاهم الله وبارك فيهم جميعا بدعوة بعض رجال الأعمال والعلماء والمسئولين من جامعة الملك سعود وكلية الزراعة ووزارة الزراعة ومركز الأبحاث والتنمية الزراعية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وسابك وآخرين، حيث تم لقاء علمي موسع ونقاش مستفيض برئاسة الدكتور حمد البعادي لشرح ما توصلنا إليه، وهنأنا جميع من حضر بدون استثناء.
وفي نهاية اللقاء تم ترشيحي من اللجنة العلمية للحصول على جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه، وبعد ذلك تمت الكتابة لصندوق التنمية الصناعية وغيره من المستثمرين والحمد لله كان لدي بعض من المسئولين الذين كانوا دائما يشجعونني، وأبدوا استعدادهم للدخول في المشروع، وإن شاء الله خلال أسبوع سأعود لأرض الوطن، وسنقوم بتأسيس شركة ذات رأس مال مغلق لبداية هذا المشروع الذي سيكون صداه في كل مكان حيث سيتم مستقبلاً تغيير مفاهيم الزراعة في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من المملكة العربية السعودية بإذن الله، وكان قد أوصى صندوق التنمية الصناعي السعودي وبنك التنمية الإسلامي إدراج البوليمرز الصحي بأنواعه المختلفة للإنتاج، وعمل خطين موازيين لكي يتم البيع فور الإنتاج هذا يجعلنا الآن بصدد عمل الخطين والدراسة التفصيلية والمستفيضة والتخطيطية المتكاملة التي ستحتاج بعض المال وإن شاء الله في طريقنا للتنفيذ.
الواقع والمعوقات
* ما تقييمك للكفاءات الوطنية والإمكانات والمرونة الادارية والاهتمام بالبحوث العلمية والاختراعات في مجتمعنا؟
- الكفاءات موجودة كما ترى، والإمكانات المادية موجودة، ولا يوجد هناك ما يسمي مرونة إدارية أو إمكانات إدارية علمية حقيقية في المملكة أو العالم العربي، والاهتمام الفعلي بالبحوث العلمية والعملية والاختراعات متدن إلى حد كبير، وإلا لرأينا نتائج ذلك موجودة في المجتمع، ولابد من تغيير النظرية الموجودة في رؤوس بعض المسئولين في الهرم الإداري والفني، وتطعيمه من فترة إلى أخرى بآخرين لنتمكن من التوجيه الصحيح، ووضع معايير واضحة لذلك وتقييم محايد لذلك، فكم من بحوث علمية باتت في داخل الأدراج، وكم من مخترع قضى نحبه وهو في انتظار رصاصة الرحمة، البيروقراطية تقتل كل شيء في هذ المجال والاهتمام بالبحوث العلمية والاختراعات لم يخرج منه غير القليل من الناحية العملية، لأن أصحاب الأموال ورجال الأعمال والغرف التجارية يقفون موقفا سيئا وسلبيا، كما وجدت من معظمهم من هذه الاختراعات، هذه أول اختراعات فعلية وعملية تنفع العالم، يتم تقديمها عالميا وحظيت بقبول لجان علمية متخصصة عالمية دول مختلف وممكن عمل الكثير في هذا الاتجاه، وإلا فلا داعي للاختراعات والبحث العلمي، والحصول على درجات علمية لا نحصل منها إلا على الاسم فقط، وأن فلانا قام ببحث كذا وكذا وصرفنا عليه كذا وكذا، وإلا علينا الاكتفاء فقط بالأكل والشرب ولعب الورق وقضاء الوقت الميت في جنازة الجلوس على القهاوي التي لا توجد خير منه حالياً (الا من رحم ربي) ودعم كل ما هو يهز سواء بالبطون أو بشباك الكورة أو الشبكة التلفزيونية والقنوات الفضائية والسفر إلى مناطق لا نعود منها إلا بالأمراض الجسمية والفكرية والعقلية.
إن استمر الوضع كما هو عليه سنتجه من سيئ إلى أسوأ، وسنجلب الدمار إلى أنفسنا وأهلينا بأيدينا، أعتقد أنه يجب أن توجد لجنة من مجلس الشورى لتقييم ما يصلح لتطوير بلادنا في هذا الاتجاه العلمي والعملي والصناعي، ويجب الاعتراف بالواقع المؤلم، وألا نلوم إلا أنفسنا، فقد تأخرنا كثيرا باللحاق بركب الحضارة والوقت فيه متسع لكي نفيق، ونلحق ولو جزئيا بهم، وبغيرهم مع الاحتفاظ بتقاليدنا وأخلاقنا وديننا وعروبتنا وإسلامنا- والحمد لله- أمتنا فيها من عناصر القوة وعناصر الإبداع وعناصر الثروة ما يمكننا من الانطلاق، ولو حصل فسنلحق بركب التقنية في وقت وجيز، وعلينا أن نكون صريحين مع الله ومع أنفسنا لكي نستحق نصر الله.
* من خلال وجهة نظرك وتجربتك ما هي المعوقات التي قد تواجه العالم أو المخترع عندنا؟
- المعوقات التي تواجه العالم والمخترع في السعودية ضخمة وكبيرة، لا يوجد لدينا أي دعم من أي جهة بالمعنى الدقيق أو بالمعنى العام، فقد توجهت في بداية الاختراع للجهات التي كنت أتوقع أنها يمكن لها أن تساند وتساعد، ولكن للأسف فبعد الاجتماع بنائب الرئيس وثلاثة من أعضائه وأحدهم متخصص فيما تقدمت به للأبحاث اكتشفت أنه ليس هناك بالإمكان عمل أي شيء إلا أن تعتمد على الله ثم على نفسك، والمعوقات الأساسية تتلخص في عدم وجود الغطاء المالي والدعم التقني والورشة الفنية التي ترشدك بإخلاص وتساعدك بتفان، وأين المكتبة العلمية التي توفر لك المعلومات؟ وأين العقل الكبير والقلب الصافي الذي يقف معك يساعدك نفسيا وعمليا عند الحاجة؟ وأين تجد التقدير والتشجيع؟ فالكل ينسحب من أمامك، ويبعد عنك ومن أقرب الأقربين منك يعتقد بأنك فقدت عقلك لتعلقك بفكرة اختراعك وتعبك من أجلها!
* أليس هناك ما يدعو للتفاؤل؟
- الآن فقط يوجد بداية وهذه البداية متواضعة ترتكز على مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، وقد تحامل عليها البعض لعدم معرفتهم بما تقوم به، وإن كان عملها متواضعا، ولكن بالنسبة لإمكاناتها المتواضعة فقد قامت بعمل جليل، ولعلها توفق ولكن الطريق أمامها شاق وطويل، وتحتاج إلى دعم كبير من الدولة، ومن رجال الأعمال، ولعلي أوفق مع زملائي الذين زاروا حاليا سويسرا، وأمكن عمل لقاء مع المسئولين في المركز الفدرالي للعلوم والتقنية السويسري بلوزان وأخرى مع المسئولين بالحديقة العلمية التي لا تهدف إلى الربح والحاضنة السويسرية للمخترعين والتواصل بين الجامعة والمركز الفدرالي للعلوم والتقنية وإن شاء الله نحصل على بعض الأفكار التي تساعدنا في تعضيد العلماء والمخترعين ونساعدهم بقدر الإمكان لأن طريقهم شاق وطويل وكليف.
* ما هو اختراعك القادم؟
- بعد رؤية هذا المشروع حيز التنفيذ والإنتاج سأقوم بإذن الله باختراعات أخرى سيكون لها أثر كبير على حياة الشعوب عمليا منها مكيف جديد، إناء زراعي داخلي وخارجي يمكن ريه مرة في الشهر وطريقة تبريد وتسخين جديدة توفر استخدام الطاقة ستغير الطرق المستخدمة في التكييف والتبريد والتسخين وستقلب موازين كثيرة معروفة من قبل.
من اللقاء
* كانت بداية اللقاء في سويسرا عن طريق البريد الإلكتروني، وتم استكماله في الرياض عندما عاد العالم إلى أرض الوطن.
* تمكن العالم خلال الأيام القليلة الماضية من تسجيل والحصول على براءة اختراعه في المملكة.
* المغني الارمني العالمي شارل ازنافور اأدى اهتماماً ملحوظا بالاختراع خلال وجوده في سويسرا، بل إنه أرسل خطابا يطلب فيه حقوق الاستثمار والانتاج الحصري للاختراع في فرنسا، وقد وصل الخطاب إلى العالم في يوم إجراء هذا الحوار بالرياض.
* أشار العالم إلى أنه أحضر معه عينة من علاج السرطان الذي اخترعه الافريقي المسلم ونال عليه الذهبية وقال: إنه سوف يعرضه على شركات أدوية هنا بحث عن تعاون بينها وبين صاحب الاختراع.
* ذكر لي العالم كيف أنه كان هناك الكثير من الأجانب الذين دهشوا ولم يصدق بعضهم عند إعلان النتائج أن في السعودية علماء ومخترعين على هذا القدر من الكفاءة.
* تكشف العالم عن شخصية مرحة ذي مواهب متعددة حين دخل في نقاش وتحد مع الزميل محمد الشهري في مجال التصوير وآلاته، حيث إنه سبق له دراسة التصوير وتدريسه.
* نشر الموقع العربي لإذاعة سويسرا خبرا مفصلا ولقاء صوتيا مع إبراهيم العالم والسعوديين المشاركين بعد فوزهم بالجوائز وعنوان الموقع WWW.SWISSINFO.CH


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved