Friday 7th May,200411544العددالجمعة 18 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رياض الفكر رياض الفكر
حتى لا نخدم الأعداء في تشويه السنة والسيرة
سلمان بن محمد العُمري

السنة النبوية هي المصدر الثاني في التشريع الاسلامي، والرسول صلى الله عليه وسلم هو المعلم الأول الذي أمرنا به - سبحانه وتعالى - أن نأخذ عنه أمور ديننا في قوله تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}.
لذا نستغرب أن نجد من بعض الدعاة، وطلبة العلم، والأكاديميين أنهم يتقصرون في الاستشهاد بأقوال وأفعال الصحابة والتابعين، بل وبعض الأئمة والعلماء السابقين، عند إبداء الرأي في مسألة فقهية ما، ويتجاهلون أن للرسول صلى الله عليه وسلم قولاً قاطعاً في هذه المسألة أو تلك، أو أن في سيرته العطرة ما يثبت صحة هذا الأمر، أو ينفيه.
نحن لسنا ضد الاستدلال أو الاستشهاد بأقوال أو أفعال الصحابة والتابعين، فهؤلاء أخذوا العلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ونقلوه في أقوالهم وأفعالهم نقلاً صحيحاً، فكانوا هداة مهتدين، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم:(بأيهم اقتديتم اهتديتم)، لكن لا يعفي ولا يغني عن الاستدلال بأقوال وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنها هي الأصل والاساس الذي ينبغي أن يربى عليها عامة المسلمين وخاصتهم، على أن يأتي الاستدلال بآراء الصحابة والتابعين لاحقاً، وليس سابقاً له.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل أقواله وأفعاله هو قدوتنا الحسنة التي يجب أن نقتدي بها، وأن نوجه أبناءنا للاقتداء به، ولا سيما أن لديهم استعداداً لذلك. وفي الدراسة الميدانية التي أجريتها على عدد من المشاركين والمشاركات في احدى المسابقات القرآنية (جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز)، أكد أكثر من 71% من هؤلاء المتسابقين أن لديهم رغبة في دراسة السنة النبوية الشريفة، وان أكثر من 35% لديهم هذه الرغبة، فهل نقوم بواجبنا في ربط أبنائنا وبناتنا بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للاقتداء بها؟ حتى لا نرى مزيداً مما هو حاصل الآن من اقتداء شبابنا وفتياتنا بأسماء لمعت واشتهرت في دنيا الرياضة واللهو، وبعض هذه الأسماء من غير المسلمين، بل من أعداء الاسلام الذين يتم توظيفهم للتغرير بشبابنا، وإبعادهم عن مصادر عزهم ومجدهم.
وخلاصة القول، إننا بحاجة إلى وسائل لترسيخ مكانة السنة والسيرة النبوية في أذهان وقلوب أبنائنا من خلال الاستشهاد بأقوال وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور، وحبذا لو تم استحداث مسابقات في السنة والسيرة، وتشجيع الدارسين لمواصلة الدراسة لنيل الشهادات العليا في هذا المجال الطيب، بل وحث وسائل الاعلام على تقديم برامج للتعريف بالسنة والسيرة النبوية للأطفال في مراحل الطفولة المبكرة التي تستغل أسوأ استغلال من قبل أعداء الإسلام، لفصل الطفل المسلم عن دينه وتقاليده، ودفعه للاقتداء بنماذج غربية مثل اسماء (سلاحف النينجا).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved