رجال الأمن النجباء حفظهم الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأنتم غرة الجبين، وواسطة العقد، بكم يفخر الوطن وتقر بكم عيون المواطنين، ومن يعيش على ثرى هذا البلد الكريم، ولئن أحزننا وآلمنا المصاب الجلل، والحادث الآثم، الذي راح ضحيته كوكبة من رجال الأمن الشرفاء والمدنيين الأبرياء، فإن مما يخفف الألم أنهم ماتوا بشرف، وهم يمارسون أعمالهم الجليلة، وإننا نحتسبهم عند الله من الفائزين، ونسأله أن يجعلهم من الشهداء، ثم هذا التلاحم الكبير من جميع أبناء هذا الوطن، والمقيمين فيه مع قيادتنا، والمشاعر الفياضة التي عبرت عنها المقابلات والمقالات والخطب والبرقيات وأحاديث المجالس التي تؤكد جميعها على تجريم هذا الحدث، وتأثيم فاعليه، وأنهم فئة باغية مفسدة مارقة من الدين، خارجة عن صف المسلمين، والدعوات بالرحمة والغفران للشهداء والشفاء العاجل للمصابين.
ألا وإن الكل - بعد الله - معكم، يؤيدونكم ويشدون من أزركم، ويحيون فيكم شجاعتكم، ويقظتكم، وتضحياتكم، وهم يدعون لكم، ولهذا الوطن بالليل والنهار في السر والجهار، بأن يحفظكم الله، ويكلأكم برعايته، وينزل عليكم نصره، ويربط على قلوبكم، فسيروا على بركة الله نحو اجتثاث جذور هذه النبتة الخبيثة، واستعينوا بالله، واصبروا، وصابروا، ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون، لا ترهبوا الموت فإنه يأتي لا محالة، ولو كان المرء في فراش نومه، فهنيئاً لكم بعملكم، وهنيئاً لكم باستشهادكم، كونوا يداً واحدة وصفاً واحداً، وعيناً للأمن ساهرة، وأبشروا بنصر مجيد قد قرب أوانه، وأنتم رجاله، فلا نامت أعين الجبناء، ولله دركم ودر من أنجبكم، ودر وطن أنتم حماته، وعقيدة أنتم حراسها، وقادة أنتم جنودهم.
ولكم منا كل التحية والتقدير والإعجاب والإشادة والثناء والدعاء، والله معكم يحوطكم ويؤيدكم، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابن الوطن |