* بغداد - د.حميد عبد الله:
بينما يشتد أوار المواجهة بين مقاتلي جيش المهدي وقوات الاحتلال بدأت عملية فرز المواقف السياسية تتضح بين فصائل الشيعة في العراق، حيث مقتدى الصدر مُصر على المضي حتى النهاية في حربه ضد الاحتلال فيما ترى فصائل شيعية اخرى ان المعركة غير متكافئة والهدف منها هو التفريط بدم الشيعة وتفريق صفوفهم. مكتب الشهيد الصدر اصدر قائمة تضم 52 اسماً وصفهم بالمتعاونين مع المحتل وتوعدهم بالقصاص العادل وقد بدأ انصاره بالتفتيش عمن وصفوهم (بالعملاء) ومن بينهم رجال دين ووجهاء وموظفون حكوميون وطلاب في الحوزة الدينية وعناصر من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وقد شبه اهالي النجف قائمة المطلوبين لمقتدى الصدر بقائمة الـ55 مطلوباً من عناصر النظام العراقي السابق الذين قبضت القوات الامريكية على اغلبهم. من جهته وجه احمد الشيباني مدير مكتب الصدر انتقاداً صريحاً لجميع الوسطاء الذين يحاولون نزع الفتيل بين الصدر وقوات الاحتلال إذ وصف الوسطاء بأنهم (يأتون من غير ان يكونوا مخولين من قوات الاحتلال وما ان يعرضوا شروط الصدر حتى تواجه بالرفض من قبل الأمريكان) مضيفاً (إننا نطلب منهم الا يطرقوا باب السيد الصدر قبل ان يكونوا متأكدين من أن وساطتهم مقبولة من قبل الطرف المعتدي. في هذه الأثناء نشبت معارك لفظية وبالعيار الثقيل بين ابرز المرشحين لرئاسة الحكومة الانتقالية القادمة في العراق وهما (ابراهيم الجعفري زعيم حزب الدعوة الإسلامية وعدنان الباججي رئيس حركة الديمقراطيين المستقلين). ونقل مصدر في حزب المؤتمر الوطني العراقي عن الجعفري قوله خلال لقائه بعدد من المغتربين العراقيين في الولايات المتحدة الامريكية:ان الباججي دكتاتور يعيش في عصر المثاليات وهو من ساسة عقد الستينات ولا يفهم الوضع الحالي في العراق، وانه لا يمثل أحدا في العراق سوى مجموعة صغيرة جداً من الشرائح العليا في المجتمع العراقي. ويأتي هجوم الجعفري على الباججي على خلفية كون الأخير مهندسا لفكرة إبعاد الأحزاب الرئيسية في العراق عن سدة الحكم في الفترة الانتقالية وهو المقترح الذي يحظى بدعم المبعوث الاممي الأخضر الإبراهيمي وبدعم وزارة الخارجية الامريكية. ويرى المراقبون في بغداد ان الباججي يسعى من خلال استبعاد الأحزاب العراقية عن المشهد السياسي القادم الى تحقيق هدف مزدوج يتمثل في تغييب دور منافسيه الرئيسيين واستحواذه على السلطة من خلال تعيين يحظى بدعم الخارجية الامريكية ممن يطلق عليهم التكنوقراط الذين ينتمي الباججي الى فئتهم.
|