Friday 7th May,200411544العددالجمعة 18 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نوازع نوازع
الامن الوطني
د. محمد بن عبدالرحمن البشر

قدمت إلى هذه المدينة الكبيرة قبل أكثر من ثلاثة أعوام ونصف، وعشت فيها خلال تلك المدة، وشاهدت وعايشت نمواً مميزاً يستحق التأمل والاستفادة منه.
في بكين يمكن أن يتغير معلم شارع بأسره في غضون عام واحد، فالشارع الذي كان يقبع على جانبيه عدد من البنايات القديمة لا تلبث تلك الأيدي الماهرة أن تحيله إلى عمائر شاهقة تناطح السحاب، وتجد العمال المهرة يعملون في الصباح والمساء لاتمام تلك الصروح، دون ضجيج سوى أصوات الآلات.
وفي تلك الفترة القصيرة شاهدت تطوراً مبهراً في مجال الخدمات، فالفاتورة يمكن أن يتم دفعها عبر بطاقات معينة بعد أن كانت الوسائل السابقة هي السائدة، والاتصال بوزارة الخارجية الصينية أصبح ممكناً من خلال الإنترنت لإنجاز بعض الخدمات الروتينية، الطرق تضاعفت في فترة وجيزة، فقبل ثلاثة أعوام كان عدد الطرق الدائرية المحيطة بالمدينة ثلاثة فقط، وهي اليوم خمسة طرق ساعدت في تخفيف الازدحام الناجم عن زيادة عدد السيارات والتي يقدر أنها تزيد بمعدل سبعين ألف سيارة في العام.
كان نظام المرور أقل الخدمات تطوراً ومازال غير أنه يتغير بدرجة مناسبة، وأخذت المطاعم العالمية تنتشر بنسبة مناسبة مزاحمة في ذلك المطاعم الصينية، وأخذ بعض سكان هذه المدينة المزدحمة في استساغة المأكولات غير المتوارثة لديهم، ولهذا فغالباً ما تكون مليئة بأعداد كبيرة من الصينيين وبقدر أحد العارفين بأن عدد مطاعم ماكدونالدز في بكين يصل إلى الفي مطعم.
وفي بكين أصبح من الممكن مشاهدة الفيلات الراقية، والمجمعات السكنية ذات الخدمات المميزة، والتي يقطنها الصينيون وغير الصينيين، وحول تلك الفيلات السيارات الفارهة من روز رويس ومرسيدس وبي إم دبليو ... وغيرها، التي لم تكن متوافرة قبل فترة وجيزة، ومن يسافر كثيراً عبر مطار بكين الجديد يجد صفاً متراصاً من الطائرات التي تنتظر دورها في الإقلاع، وقريبا سيكتمل بناء مطار جديد يكون قادراً على استيعاب هذا العدد الكبير من الطائرات وسيكون مزوداً بجميع ما أنتجته التقنية العالمية.
في بكين انخفض معدل التلوث بسبب قيام الحكومة الصينية بسن بعض القوانين مثل: وضع شروط معينة لعوادم السيارات عند إنتاجها أو استيرادها، وكذلك تحول السكان من استخدام الفحم الحجري في التدفئة إلى استخدام وسائل الطاقة الأخرى المتاحة مثل الغاز والكهرباء، ولهذا فالمتابع سيرى انحسار تلك السحب التي يعلق بها بعض التلوث الناجم عن العوادم والتدفئة.
إن كل ذلك التطور والنمو في هذه المدينة الجميلة سيتيح للمملكة المشاركة فيه من خلال توفير الطاقة اللازمة لاستمراره، ليسعد هذا الجزء من الشعب الصيني الصديق بما قدمته يده العاملة الجادة من جهود كبيرة، وليتم تبادل المصالح بين البلدين الصديقين المملكة والصين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved