Thursday 6th May,200411543العددالخميس 17 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

4-6-1391هـ الموافق 27-7-1971م العدد 353 4-6-1391هـ الموافق 27-7-1971م العدد 353
السودان يعيش أعنف أسبوع في تاريخه المعاصر
الشعب السوداني يُطحن في رحى الانقلابات الثورية

شُغل العالم عربياً ودولياً منذ منتصف الاسبوع الماضي بأنباء الانقلابيين المضادين اللذين عاش السودان أيامهما الحالكة، فبعد ان استحوذت الفئات الشيوعية عن طريق العناصر المؤيدة لها في الجيش على الحكم وانتزعته من يد حكومة النميري التي كان عدد من اعضائها في مهمات رسمية خارج بلادهم.. عاد اللواء جعفر النميري فاستعاد السلطة بانقلاب جديد لم يمهلهم سوى ثلاثة أيام كادت خلالها أن تتغير معالم البلاد السياسية والاجتماعية لولا قصر الوقت.
وكانت صحيفة الأهرام القاهرية قد ذكرت أن العقل المدبر للانقلاب الفاشل ضد النميري هو عبد الخالق محجوب الامين العام للحزب الشيوعي السوداني المحظور الذي هرب من السجن منذ ثلاثة أسابيع والتجأ إلى السفارة البلغارية في الخرطوم حيث استخدم حمايتها للتآمر من أجل الاطاحة بالنميري وذكرت الصحيفة ان العسكريين السبعة الذين نفذوا العملية الانقلابية كانوا مجرد واجهة للزعيم الشيوعي الذي كان يخطط لتحويل السودان وهو أكبر بلد في افريقيا إلى نظام شيوعي كامل.
وكانت مجلة الجديد اللبنانية قد تساءلت في ختام مقالها عن الانقلاب الشيوعي في السودان بعددها الاخير بقولها:
فهل تعاد اللعبة من جديد بانتظار انقلاب الملازمين بعد أن قاد الرواد؟ وقد صح هذا التوقع حينما تقدم يوم الخميس الماضي الملازم محمد كاباوي معلناً استيلاءه على الاذاعة ثم أذاع الرائد ابراهيم أبو القاسم ان اللواء جعفر النميري قد استعاد السلطة.
وذكرت وكالة الاسوشيتدبرس انه بينما كانت اذاعة عصبة بابكر النور تلمح إلى وجود غزو اجنبي على السودان كانت المعارك تدور حول مقر قيادة الثورة بين الانقلابيين (الشيوعيين) وبين مؤيدي اللواء النميري وفي هذه القيادة كان اللواء النميري نفسه موجوداً رهن الاعتقال.
وقالت وكالة الأنباء المصرية إن ملازماً موالياً للنميري قاد مجموعة من الجنود فاحتل الاذاعة وأعلن أن المحنة التي مر بها السودان قد زالت وقد أذاع اللواء النميري بياناً بنفسه أشاد فيه بشعب السودان الذي لم يخدعه الانقلابيون الشيوعيون وحث على مطاردة جميع الشيوعيين ووصفهم بالخونة والمارقين والحقيرين.
وبينما كانت وكالة الأنباء العراقية أول من أعلن نبأ الاطاحة بالنميري كانت وكالة انباء الشرق الأوسط أسبق الوكالات باذاعة أنباء عودته إلى السلطة كما أعلنت وكالة الانباء الليبية عن تظاهرات حاشدة تجوب شوارع العاصمة السودانية هاتفه بحياة النميري وسقوط النظام الشيوعي واثر ذلك اذيع أن حكم الرائد العطا فرض حصاراً عسكرياً على سفارات مصر وسوريا وليبيا في الخرطوم.
وقال متحدث حكومي في الخرطوم إن النميري تلقي تعهداً جماعياً تأييداً من مصر وليبيا وسوريا.
وذكرت وكالة الاسوشيتدبرس أن الرئيس أنور السادات فتح المجال للتكهن بأن مصر وليبيا ساعدتا على إعادة النميري ومما قاله الرئيس المصري أن الأحداث قد برهنت أن أي واحد يفكر في أن يعمل أي شيء ضد أي من بلدان الميثاق عليه أن يفكر ليس مرتين وانما 10 مرات .. وأحداث السودان هي أكبر دليل على ذلك وعلم أن الرئيس النميري اتصل ليلة الجمعة الماضية بالرئيسين السادات والقذافي وطمأنهما إلى انه يسيطر على الوضع في السودان.
هذا وكانت وكالة الأنباء العراقية قد ذكرت أن الرائد هاشم العطا نائب رئيس مجلس الثورة (الشيوعي) وجه نداء من راديو أم درمان إلى جماهير الشعب السوداني للخروج إلى الشوارع والدفاع عن الثورة ضد (تدخل أجنبي).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved