في مثل هذا اليوم 6 مايو من عام 1937م، اشتعل اللهب في منطاد (هيندنبيرج)، أكبر منطاد في التاريخ ومصدر فخر ألمانيا النازية، فوق موقع هبوطه في ليكهيرست، في ولاية نيو جيرسي الامريكية، مما أسفر عن مقتل 36 شخصا من الركاب والطاقم.
ففي عام 1852، صنع الفرنسي هنري جيفارد أول منطاد ناجح.
وكان بامكان هذا المنطاد المملوء بالهيدروجين حمل محرك قوته 3 حصان والطيران بسرعة 6 أميال في الساعة.
وفي نهاية القرن التاسع عشر، طور الالمان هذا المنطاد الصلب ليصنعوا منطاد (زبيلين) الذي أطلق عليه هذا الاسم تيمنا بمخترعه الدوق فيرديناند فون زبيلين.
وعلى عكس المنطاد الفرنسي، تميز هذا المنطاد بإطار خفيف من العوارض المعدنية لحماية غرفة الغاز الداخلية.
ولكنه كان يرتفع في السماء بواسطة غاز الهيدروجين القابل للاشتعال وبالتالي كان معرضا للانفجار مثل مناطيد جيفارد.
وكان جراف زبيلين من أشهر المناطيد العملاقة التي جابت العالم في عام 1929.
و في الثلاثينات، حقق جراف زبيلين سبقا كبيرا بتقديم خدمات الطيران عبر الاطلنطي مما كان حافزا لبناء منطاد أكبر حجما لحمل الركاب، وكان منطاد هيندينبيرج.
ففي 3 مايو عام 1937، غادر هيندينبيرج مدينة فرانكفورت الالمانية في أولى رحلاته العشر المقررة عبر الاطلنطي في طريقه إلى القاعدة الجوية البحرية بليكهيرست.
وفي رحلته الاولى، حمل هيندينبيرج البالغ طوله 804 قدم 36 راكبا وطاقما مكونا من 61 شخصا.
وأثناء هبوطه بليكهيرست، اندلعت النيران فيه فجأة ربما بسبب اشتعال شرارة بغرفة الهيدروجين.
وسقط المنطاد من ارتفاع 200 قدم بسرعة كبيرة إلى الارض وتحول جسده إلى رماد في ثوان، مما أسفر عن مقتل 13 راكبا و21 من طاقم المنطاد وأحد أعضاء الفريق الارضي، بينما عانى أغلب الناجين من الحادث من إصابات مستديمة.
بعد كارثة هيندينبيرج، قل استخدام المناطيد كوسيلة انتقال جوية بشكل كبير، حتى اختفت تماما مع اندلاع الحرب العالمية الثانية.
|