تعتبر مجلة البنات التي كانت تصدرها الرئاسة العامة لتعليم البنات سابقاً من المجلات الرصينة في مضمونها والهادفة في طرحها ولاقت نجاحاً منقطع النظير، خاصة في أوساط البنات اللاتي تخاطبهنَّ بصورة مباشرة متفاعلات معها مشاركات وناقدات، بالإضافة إلى الواعدات من المواهب الشعرية الشابة.وعندما قاربت أعدادها الخمسين تم إيقافها بعد دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات مع وزارة التربية والتعليم، ولإن كانت مجلة البنات أنموذجاً للمجلة النسائية التي رأست تحريرها الكاتبة المبدعة فاطمة العتيبي، فإنها سارت بخطى ثابتة في إطار من الحشمة والثقة بما تحويه، ثرية بموادها العلمية والصحفية الموجهة للعنصر النسوي سواء في المدرسة أو الكلية أو ربات البيوت، لأن تلك المجلة الوحيدة حسب علمي التي استطاعت تفعيل المشهد الثقافي النسوي على مستوى مدارس البنات في أنحاء المملكة من خلال مشاركة المبدعات والشاعرات من المعلمات والطالبات واللائي بعضهن مازلن على مقاعد الدراسة في التعليم العام وذلك لسهولة التواصل بين تلك المجلة وقارئاتها وكسبها ثقة المجتمع لقناعتهن بأنه لن يتاجر بإنتاجهن في مجلة ممتهنة.وهنا يبرز سؤال من أحدهم: إن الساحة مليئة بالمجلات الخاصة بالفتيات فهل تلك المجلات لم تؤد الغرض؟.. وأقول إن تلك المجلات تتسم بالربحية ولم تستطع بذلك الوصول إلى المعلمات والفتيات في مقارهن، ولم تكسب ثقتهن بالنشر فيها.ولذلك تجيء تطلعات الجميع متفائلة بمعاودة صدور مجلة البنات من جديد ومن نفس المصدر لأن عودتها باتت ضرورة ملحة بعد النجاح الذي صاحبها لتخصصها بمخاطبة العنصر النسوي بكل ما تحويه تلك الكلمة لتقف مع رصيفاتها من قنوات إعلامنا المميز في وجه التغريب وتشويه الصورة الجميلة للفتاة السعودية التي تميزت بتعليمها وسلوكها، وذلك برعاية كريمة من لدن حكومتنا الرشيدة.كما أن تلك المجلة حال صدورها ستكون منبراً تنشر من خلاله البحوث التربوية والنفسية والصحية الخاصة بالفتيات بأسلوب علمي راقٍ، وطرح فكري متزن من خلال المنهج التعليمي السليم لفتياتنا.وأختم بتكرار الآمال بعودة تلك المجلة إلى الصدور ليعود لبناتنا المصدر الفكري الخاص بهنَّ ومن صنع أيديهنَّ ويعود بالنفع للجميع.
| 
