* القريات - مكتب الجزيرة:
يعد مشروع إرواء مدينة القريات وقراها بالمياه العذبة أحد أهم وأبرز المشروعات التنموية التي شهدتها القريات خلال السنوات الماضية . ويجيء تنفيذه مجسدا حرص واهتمام حكومتنا الرشيدة على توفير مقومات التنمية والتطوير ويعكس مدى الاهتمام الذي لقيه من الجهات العليا منذ سنوات.
فبعد سنوات من المعاناة والمكابدة في الحصول على مياه نقية، تم أخيرا البدء في عملية التشغيل التجريبي لمشروع تغذية القريات بالمياه بعد ان أنجز المقاول كافة مراحل تنفيذ المشروع الذي استغرق تنفيذه زهاء خمس سنوات من العمل المتواصل ، وباستكماله تكون القريات قد تحقق لها أهم مشروع حيوي يسهم في نقلة تنموية أخرى مرادفة لما تحقق خلال السنوات الخمس الماضية، ويأتي هذا المشروع بعد القيام بمشاريع كانت حلولا جزئية غير نهائية تمثلت في مشروع مياه عين البيضاء ومشروع محطة التنقية ولتستكمل الحلقة بهذا المشروع الكبير ليقضي على كل مشاكل المياه الناتجة عن قلة مصادرها، لتبقى جزئية صغيرة لكنها مهمة وهي استكمال تغطية شبكة المياه لكافة أحياء المدينة والتي لم تشملها حتى الآن.
وقد بدأت قبل أيام عملية التشغيل التجريبي لنقل المياه وضخها عبر الشبكة وصولا إلى استكمال عملية نقل وضخ المياه بالطاقة القصوى للمشروع وللاطلاع على عناصر المشروع رصدت (الجزيرة) المراحل الأخيرة والتقت بمدير عام الزراعة بالقريات م. محمد عودان الزارع والذي يضعنا في تفاصيل المشروع فقال:
نظراً لعدم توافر مصادر مائية جوفية قريبة من القريات وبعد ان شحت مياه حقل عين البيضاء ولتوفر المياه الجوفية والعذبة في بسيطا (شرق القريات) أعدت الدراسة اللازمة والتصاميم من قبل وزارة الزراعة والمياه آنذاك وطرح في مناقصة تم ترسية المشروع على شركة السويح للتجارة والمقاولات وبلغت تكلفة المشروع (250 مليون ريال) ومدة التنفيذ (5 سنوات) وبدئ في التنفيذ مطلع عام 1420هـ ويتكون المشروع من عدة عناصر وهي:
- موقع الآبار في بسيطا وتبلغ مساحة الأرض المخصصة للمشروع (45كلم2) ويتكون الحقل من (9) آبار جوفية وعلى عمق (450م) وطاقة كل بئر (240م3-ساعة) ويتضمن الموقع خزانات للتجميع وعددها (2) خزان بسعة (5000م3) ومزودة بغرف للمضخات وعددها (6) مضخات أفقية قدرة كل مضخة (250م3- ساعة) ومولدات للكهرباء تفي لأعمال التشغيل ومباني إدارية وللخدمات المساندة والورش وطرق معبدة داخلية في الموقع وسور على الموقع وبطول (1500م) .. وقد زودت المحطة بنظام تشغيل آلي، وسيتم ربط المحطة بشبكة الكهرباء العامة لضمان استمرارية التشغيل.
- محطة الضخ بالعيساوية.
وتضم (2) خزان تجميع للمياه سعتها (5000م3) ومبنى لمضخات الدفع وعددها (6) مضخات أفقية وقدرة كل مضخة (250م3-ساعة) ومبنى للمولدات الكهربائية ومباني إدارية والخدمات والعاملين ومحاطة بسور بطول (1500م) وطرق داخلية معبدة لخدمة الموقع.
- محطة القريات وهي نفس موقع محطة التنقية وقد أضيف لها إنشاء خزان تجميع المياه بسعة (10000م3) وغرف للمضخات تضم (3) مضخات أفقية لضمان تدفق المياه ووصولها للحديثة أما خط نقل المياه فيبلغ طوله (190كم) من حديد الديكتاين بقطر (600ملم) ما عدا خط نقل الحديثة فيبلغ قطره (300ملم) وقد تخلله إنشاء (200) غرفة للتفتيش وتفريغ والهواء والمحابس كما تم وضع مخارج للمياه في القرى التي يمر بها ، حيث من المخطط يتم إيصال المياه لكافة قرى القريات، حيث العيساوية أنجز بها شبكة وكذلك الناصفة أما القرى فقد أخذتها الوزارة بالحسبان وأتمنى ان يكون ذلك في القريب.
وأشار المهندس الزارع إلى ان المشروع يتم تشغيله ومراقبته عبر نظام (سكادا) الذي يتيح عملية رقابة تدفق المياه وعملية التشغيل وعلى مدار الساعة. وقال الزارع ان هذا المشروع يعتبر من المشاريع الحيوية والمهمة التي سترفد عملية التنمية المتسارعة والتي تشهدها القريات. وأضاف قائلا ان المشروع قامت على تنفيذه شركة وطنية وهي شركة السويح وأنجزته في وقته المحدد وبكل كفاءة وجودة وبهذا يثبت المقاول السعودي قدرته على المنافسة والتفوق والصدقية، موضحا انه يتم حاليا استغلال المياه المتدفقة من بئرين ولمدة (6 ساعات يومياً) وتصل هذه المياه إلى المساكن والتي تخدمها الشبكة حاليا ، والحمد لله ان جاء التشغيل مع بدء موسم الصيف الذي تزداد فيه الحاجة للمياه مؤملا ان يتم استكمال مرحلة التشغيل الكامل لطاقة المشروع، معبرا عن سعادته بهذا الإنجاز المهم الذي يأتي هدية غالية وعزيزة من قيادتنا الرشيدة بهدف توفير متطلبات العيش الكريم للمواطن السعودي في كل أرجاء الوطن.
|