Thursday 6th May,200411543العددالخميس 17 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العناية بالكتابين في المملكة العناية بالكتابين في المملكة
د. توفيق بن عبدالعزيز السديري ( * )

إن الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية في مجالات خدمة العمل الإسلامي عديدة جداً، ولم يستأثر بها مجال واحد، ولم تحصر في شؤون دون شؤون، ولكنها امتدت، فشملت ميادين متعددة، واتسعت لتشمل أيضا أماكن مختلفة، ولكن السمة البارزة في هذا الشرف العظيم- ولله الحمد- الديمومة والنمو المتصاعد، كما أن من سمات هذا الأمر العناية الفائقة بالقرآن الكريم والسنة النبوية نشراً وتعليماً، عناية وتكريماً، وقبل هذا إيماناً وتطبيقاً في سائر الأحكام، فهما دستور للحاكم والمحكوم، وحكم للفصل بين الناس وتسيير شؤون حياتهم، ونلمس هذه العناية الفائقة بهذين المصدرين في هذه البلاد المباركة من ناحية تعليم النشء وتربيتهم عليهما وإقرارهما في جميع مراحل التعليم، كما تمثل هذا الاهتمام في عناية المملكة بالقرآن الكريم وطباعته وترجمة معانيه ونشره وتوزيعه بدون مقابل، والعناية أيضاً بطباعة وتوزيع ونشر الكتاب الإسلامي، وفي مقدمتها أمهات كتب سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وإذا كان هذا الأمر محل إعجاب وتقدير وثناء من قبل المسلمين، فهو في الوقت نفسه محل فخر واعتزاز وشرف لهذه البلاد المباركة، ولا ترى فيه ثقلا أو عبئا، لأن بلادنا المباركة هي قبلة المسلمين، ومحط أنظارهم بوجود الحرمين الشريفين وتشرفها بخدمتهما، وخدمة الحجاج والعمار والزائرين لمسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، واستشعاراً منها لهذه الأهمية والدور الملقى على عاتقها، كانت هذه الجهود الطيبة للعمل الإسلامي في الداخل والخارج.
ولعل من الموافقات المباركة أن يتزامن عقد ندوة السنة والسيرة التي استضافتها (طيبة الطيبة) المدينة المنورة خلال الفترة من 14-16 من هذا الشهر مع إقامة فعاليات ختام المسابقة المحلية على جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ليؤكد هذا التزامن على ما أناطه ولاة الأمر - حفظهم الله - لهذين المصدرين التشريعيين من عناية واهتمام حتى أضحت المملكة العربية السعودية أنموذجاً فريداً يحتذى به في نشر الدعوة الى الله والاهتمام بها وأنموذجاً في البذل والعطاء، وأنموذجاً في منهج الدعوة المتزن المبني على الوسطية، وفق فهم السلف الصالح المستمد من الكتاب والسنة، ولا عجب ولا غرابة، فبلادنا كانت وما زالت دولة القرآن وحاملة لوائه وخادمة بيت الله العتيق، وراعية الحرمين الشريفين، وهذا الارتباط الوثيق ارتباط قديم، وجد منذ أن تعاهد الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبدالوهاب- رحمهما الله- على تبني الدعوة السلفية منطلقين في أساسها من هذين المصدرين لإدراكهما الراسخ في أهميتها وأثرها في بناء المجتمع وقوامه، واجتماع الكلمة وتآلف القلوب والتمكين والعزة.
أسأل الله أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها، وأن يحفظ لها ولاة أمرها في عز وتمكين واستمرار في خدمة الإسلام والمسلمين.

( * ) وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved