تواصلت أعمال ندوة: (عناية المملكة العربية السعودية بالسنَّة والسيرة النبوية)، حيث عقدت يوم أمس الأربعاء ثماني جلسات: أربع في الفترة الصباحية، وأربع جلسات في الفترة المسائية.
كتابة الحديث:
فقد ترأس الجلسة الخامسة للندوة في القاعة الأولى الدكتور عبدالله بن عبدالله الزايد مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقاً، بينما كان مقررها الدكتور عوض بن أحمد الشهري عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
وناقشت الجلسة البحث المقدم من رئيس جامعة الأزهر بمصر سابقاً الدكتور أحمد بن عمر هاشم الذي جاء بعنوان: (كتابة السنة النبوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأثرها في حفظ السنَّة النبوية)، حيث بين الباحث منزلة السنّة في الدين وأنها الأصل الثاني من أصول الإسلام، وذكر الأدلة على وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته.
* أما البحث الثاني المقدم من أستاذ الحديث وعلومه الدكتور أحمد بن معبد بن عبدالكريم فقد كان عنوانه: (كتاب الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وأثرها في حفظ السنَّة)، حيث أثبت الباحث أن نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن كتابة السنَّة ثابت صحيح، ولكنه لا يتعارض مع ما صح أيضاً عنه من الإذن بذلك، لأنه أمكن التوفيق بينهما بوجوه متعددة معتبرة، ومقنعة لمن كان له قلب واعٍ، والتزام بالحقائق العلمية الثابتة.
وقدم عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بالرياض الدكتور ناصر بن إبراهيم العبودي البحث الثالث بعنوان: (كتابة الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بين النهي والإذن)، حيث بلغ وقوع الكتابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتبة التواتر المعنوي المفيد للعلم اليقيني القطعي، وما كتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قد تناول قدراً كبيراً من حديثه، مشيراً إلى أن تدوين الحديث الذي دعا إليه عمر بن عبدالعزيز-رحمه الله- على رأس المائة الأولى إنما المقصود منه التدوين الرسمي الذي أخذ صفة العموم لجمع شتات الأحاديث المتفرقة في صحف الناس في كتب معتمدة مرتبة الأحاديث، ليس المراد أن الأحاديث لم تدون من قبل.
وبالنسبة للبحث الرابع، فكان لعضو هيئة التدريس في قسم السنَّة بجامعة الملك خالد في عسير الدكتور أحمد بن محمد بن حميد بعنوان: (كتابة الحديث بين النهي والإذن)، حيث أوضح في مستهل بحثه أن كشف الشبهات التي يثيرها المناوئون لا ينبني فقط على الرد النظري، بل بتتبعها عن طريق كشف الأسس التي تقوم عليها، واجتثاث هذه الأسس، لأنها تقوم على جرف هار كما في شبهة عدم كتابة السنَّة.
كما بيَّن الباحث أن الكتابة لا تقوم بها الحجة بمفردها، بل هي وسيلة مرتبطة بحال النقل والنقلة.
* وكان البحث الخامس، للدكتورة حسناء بنت بكري نجار الأستاذ المساعد بكلية التربية لأعداد المعلمات بعنوان: (كتابة الحديث النبوي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بين النهي والإذن) فقد بدأ البحث بمقدمة بينت فيها الباحثة مكانة السنَّة النبوية وموقف أعداء الله منها، ثم تحدثت عن الكتابة في عهد النبي صلى معرجة على الكتابة عند العرب قبل الإسلام وبعده.
ثم تعرضت الباحثة لذكر الأحاديث الواردة في النهي عن كتابة الأحاديث وخرجتها من كتب السنَّة، وأردفتها بالأحاديث الواردة في الإذن بكتابة الحديث، وخرجتها من كتب السنَّة.
الدراسة والتدوين:
وفي القاعة الثانية، عقدت الجلسة السادسة للندوة، حيث رأسها معالي مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور صالح بن عبدالله العبود، بينما قرر لها مدير مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة الدكتور عبدالرحمن بن سليمان المزيني.
وقد ألقى الباحث الأول في هذه الجلسة أستاذ البحث والتحقيق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة الدكتو رفعت بن فوزي عبدالمطلب بحثه الذي جاء تحت عنوان: (كتابة السنَّة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم وأثرها في حفظ السنة النبوية) وهدف البحث إلى إثبات أن السنَّة كتبت في عهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.
أما البحث الثاني في الجلسة السادسة، فكان بعنوان: (أهمية دراسة السيرة النبوية والعناية بها في حياة المسلمين) للأستاذ المساعد بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور محمد بن محمد عواجي الذي وصف السيرة النبوية بأنها دستور كامل لجميع شؤون المسلمين إلى يوم القيامة، ففيها جميع مناحي الحياة من دين ودنيا.
وقد حاول الباحث أن يرسم منهج النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية التدرج في الدعوة إلى الله، وذلك بعد استقراء سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في العهد المكي، كما عرض بعض النماذج من معاملاته صلى الله عليه وسلم الحسنة مع المشركين والمسلمين.
* أما البحث الثالث للجلسة نفسها، فكان بعنوان: (تدوين السنَّة النبوية في القرنين الثاني والثالث للهجرة) لعضو هيئة التدريس بكلية الآداب بجامعة ابن طفيل بالمغرب الدكتور محمد بن الصادق بنكيران عرض فيه قضية تدوين السنَّة النبوية في القرنين الثاني والثالث للهجرة.
* أما البحث الرابع الذي كان بعنوان: (السيرة النبوية من خلال كتب التفسير) للأستاذ المساعد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عصام بن عبدالمحسن الحميدان تناول فيه التفسير بالمأثور، ونشأته وطريقة المفسرين الأوائل في تناول السيرة النبوية، ثم استعرض الآيات القرآنية المتعلقة بالسيرة النبوية من خلال أقسام السيرة النبوية الأربعة: السيرة الذاتية، النبوة والرسالة، الغزوات والأحداث، الشمائل والخصائص..
وتطرق البحث لكتب السيرة النبوية الأصلية وتعرضها لهذه الأقسام الأربعة في القرآن الكريم، وهي: مغازي عروة بن الزبير، وسيرة ابن إسحاق، ومغازي الواقدي، وتبيَّن أن في هذه الكتب قدراً طيباً من تفسير القرآن الكريم، في مجال السيرة النبوية مما يعد من أقدم التفاسير القرآنية، وفند البحث ما يقال من ضعف الروايات التاريخية في السيرة النبوية، وضعف رواتها وخلص إلى أن رواة السيرة موثقون فيما ينقلونه منها بشهادة أهل الحديث.
وفي البحث الخامس، فكان بعنوان: (أهمية دراسة السيرة والنبوية للمعلمين) لعضوة هيئة التدريس بكلية الآداب الدكتورة حصة بنت عبدالكريم الزيد عرضت فيه اهتمام الإسلام بالتعليم مشيرة إلى عناية الرسول -صلى الله عليه وسلم - بالمتعلم وترغيبه في التعليم وأنه طريق الجنة، وحرصه صلى الله عليه وسلم على تعليم الرجال والنساء والأطفال ورفقه بالمتعلمين.
المصادر والتصنيف:
* أما الجلسة السابعة، فعقدت برئاسة معالي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور أحمد على سير مباركي، بينما قرر لها عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور عبدالرحيم بن محمد المغذوي.
وناقشت الجلسة البحث الأول للأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط الدكتور فاروق بن محمد حمادة تحت عنوان: (أعلام السيرة النبوية في القرن الثاني للهجرة مصنفاتهم ومناهجهم).
* أما البحث الثاني، فقدمه عضو هئية التدريس بجامعة أم القرى الدكتور ضيف الله بن يحيى الزهراني، وكان بعنوان: (مصادر السيرة النبوية دراسة تحليلية نقدية لبعض مصادر السيرة النبوية) عرض فيه مجموعة من مصادر السيرة، وقال: إنها كثيرة ومتنوعة، ومنها المخطوط والمطبوع, ومنها الخاص بالمغازي، وأخرى بالدلائل النبوية وأخرى عن الشمائل ومنها مصادر تاريخية وأخرى حديثة وثالثة متنوعة مابين كتب الفقه والأدب والتفسير.
وناقشت الجلسة البحث الثالث لأستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور خلدون بن محمد الأحدب تحت عنوان: (التصنيف في السنَّة النبوية من بداية المنتصف الثاني للقرن الرابع عشر الهجري إلى الوقت الحاضر (عرض تاريخي),جاء فيه أن هذه الدراسة للسنة تؤرج النبوية وعلومها في جانب من أبراز جوانبها، وهو: التصنيف في فترة زمنية معاصرة تمتد أربعة وسبعين عاماً.
وكان محور الدراسة وقاعدتها أوجه التصنيف وجوانبه في السنَّة المطهرة وعلومها في هذه الفترة الزمنية.
* أما البحث الرابع فقدمه وكيل قسم السنَّة بكلية أصول الدين بالرياض الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الهليل بعنوان: (التصنيف في السنَّة النبوية وعلومها في القرن الخامس الهجري)، حيث تحدث في مقدمة البحث من مدخل وخمسة مباحث، تحدث الباحث في المدخل عن سير الحركة العلمية في القرن الخامس الهجري، ومنها الرحلة في طلب الحديث وكثرة الحفظ, وانتشار مجالس الإملاء، والكلام في التصحيح والتعليل والجرح والتعديل والاهتمام برواية الكتاب والسنَّة والحرص على تحصيل الإجازات، اتساع مهنة النسخ والمقابلة، وبناء المدارس، ووقف الكتب.
* وبالنسبة للبحث الخامس، فكان لعضوة هيئة التدريس بكلية الدعوة والإعلام الدكتورة رقية بنت نصر الله محمد نياز.. فكان بعنوان: (السنَّة النبوية المصدر الثاني للتشريع الإسلامي ومقارنتها من حيث الاحتجاج والمرتبة والبيان والعمل).
* أما المبحث الرابع، فقد تناولت فيه الباحثة فيه مكانة السنَّة من حيث العمل، وبينت فيه: هل كل ما صدر من الرسول صلى الله عليه وسلم، من الأقوال، أو الأفعال، أو التقارير، الاجتهادات يعد تشريعاً أولا؟، ثم أوضحت الباحثة ما يعد تشريعاً مما صدر عنه، وما لا يعد تشريعاً لصدوره قبل البعثة، أو كان من خصائصه, أو صدر عنه بحكم طبيعة البشرية، أو بحكم جبلته، أو ما كان تدبيراً في الشؤون الدنيوية.
جهود وعناية العلماء:
وناقشت الجلسة التي رأسها معالي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، وقرر لها عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور عبدالرزاق بن فراج الصاعدي البحث الأول لعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام الدكتور سليمان بن عبدالله السويكت، وعنوانه: (السيرة النبوية عند الهيثمي المتوفي سنة 807هـ في مجمع الزوائد ومنبع الفوائدً)، وجاء فيه أن من مزايا السيرة النبوية تنوع مصادرها، ويأتي على رأس قائمة هذه المصادر القرآن الكريم، ثم المصنفات الحديثية.
وتناول البحث كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) للحافظ نور الدين الهيثمي المتوفي سنة 807هـ، مبيناً أن قيمة هذا الموضوع العلمية مرتبطة بأهيمة الكتاب، الذي يعد من أفضل ما صنف في موضوع الزوائد على الكتب الستة من الأحاديث التي لم ترد بها، أو جاءت بروايات أخرى تختلف عنها، حيث حوى الكتاب ما يزيد على ستين وألف حديث أو رواية، ذات علاقة بموضوع البحث، تمثل هذه المادة رافداً مهماً في بناء السيرة النبوية.
* أما البحث الثاني، فكان للأستاذ بكلية الآداب بجامعة ابن زهر في أغادير بالمغرب الدكتور عبدالكريم بن زيد عكوي بعنوان: (جهود علماء المسلمين وتمييز صحيح السيرة النبوية من ضعيفها).
* أما البحث الثالث لعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور صالح ابن حامد الرفاعي وكان بعنوان: (عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل وأثر ذلك في حفظ السنَّة النبوية).
* وبالنسبة للبحث الرابع، فقدمه رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية الدكتور عبدالعزيز بن محمد فارح بعنوان: (عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل وأثر ذلك في حفظ السنَّة النبوية) عرض فيه عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل وأثر ذلك في حفظ السنَّة النبوية، وقال: إن للسنَّة النبوية مكانة كبيرة وأساسية في التشريع الإسلامي، وقد وعي المسلمون منذ عهد الصحابة هذه المكانة ، فبذلوا جهودهم الكبيرة وعنايتهم الفائقة للحفاظ على تلك السنَّة، ونقلها جيل بعد جيل من غير أن تغير أو تحريف.
* أما البحث الخامس، فقد عرضته الأستاذة المساعدة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتورة نور بنت حسن قاروت وكان بعنوان: (السنَّة النبوية المصدر الثاني للتشريع الإسلامي ومكانتها من حيث الاحتجاج والعمل)، حيث عرضت فيه السنَّة النبوية المصدر الثاني للتشريع الإسلامي ومكانتها من حيث الاحتجاج والعمل، وقد اشتمل البحث على فصول ثلاثة: جاء الفصل الأول للتعريف بكون السنَّة المصدر الثاني للتشريع، وأوردت الباحثة فيه الأدلة على حجية السنَّة، وأقسام السنَّة من حيث الثبوت والدلالة، وأسباب عدم الاحتجاج ببعض السنَّة، وموقف العلماء من السنَّة التي ظاهرها التعارض.
وخصصت الباحثة في الفصل الثاني من بحثها لتبيين السنَّة لأحكام القرآن: تفصيلاً للمجمل وتخصيصاً للعام، وتقييداً للمطلق، وكان الفصل الثالث خاصاً بالاحتجاج والعمل بأحكام استقلت بها السنَّة ولم تذكر في القرآن، وذكرت الباحثة أمثله على ذلك.
|