مواجهة الإرهاب - اعتماداً على تجارب الدول التي تعرضت لهذا الوباء ونجحت في اجتثاثه ومنها دول عربية - ، فإن هناك ثلاثة محاور يجب أن تنهجها الدول للقضاء على هذه الآفة، ونحن هنا في المملكة إن استطعنا وبنسبة كبيرة من تطويق العمليات الإرهابية ومحاصرة خلاياه التي تعيش النزع الأخير وهو ما تمثله عملياته اليائسة الأخيرة حيث نجحت الأجهزة الأمنية في تحديد العناصر الإرهابية ومعرفة أماكن تواجدهم حيث تتواصل عمليات الحصار والمطاردة، وتحت أيدي السلطات قوائم للإرهابيين المتورطين في الأعمال المنفذة والتي خطط لها وأفشلتها الأجهزة الأمنية، كما أن لدى السلطات معرفة بالفئات المتعاطفة مع الإرهابيين والذين يمدونهم بالمال وحتى السلاح.
ولقد جاءت تصريحات الأمير عبد الله بن عبد العزيز ومن بعده الأمير نايف بن عبد العزيز ثم الأمير سعود الفيصل لتوضح جانباً مهمّاً من المسألة وتكشف إلى حدٍ كبير كيفية استكمال عملية استئصال الإرهاب.
وإذا كان المحور الأول لمواجهة الإرهاب محاصرته ومطاردته والقضاء على خلاياه، فإن المحورين الباقيين وهما قطع التمويل المالي والتسلح عن هذه الجماعات هما اللذان يكملان العملية الأمنية لإفساح المجال للمعالجات الفكرية والتربوية والسياسية.
فالتمويل المالي ومد الجماعات الإرهابية بالأسلحة عاملان حاسمان في استمرار أعمالهم الإجرامية، وقد وضح من خلال الكشف عما ضبط من أسلحة ومتفجرات وأموال أن وراء هذه الجماعات تنظيمات وجهات تتجاوز ما نعرفه عن جماعات الإرهاب التي مارست هذا العمل المقيت في بلدان أخرى وهذا ما يطرح التساؤل : من يمد هؤلاء الإرهابيين بهذه الأسلحة والكميات الكبيرة من أدوات التفجير؟ ومن يقدم لهم كل هذه الأموال التي ضبطت معهم وموّلت أعمالهم في شراء سيارات والصرف على الإقامة والتنقل والاتصالات....؟!!
لاشك أن هناك جهات ومنظمات ودولاً لها مصلحة في زعزعة الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية في المملكة والدول العربية الأخرى التي تعرضت لهجمات الإرهاب.
سؤال آخر: من هي الجهات والمنظمات والدول التي لها مصلحة في زعزعة الأمن، وتدمير الدول العربية وخاصة المؤثرة منها؟
لا يحتاج المرء إلى عناء تفكير إلى تحديد وتشخيص هذه المنظمات والدول، فالصهيونية العالمية والكيان الإسرائيلي لا يخفيان سعيهما وعملهما في هذا المجال.
ولكن كيف يمكن إثبات ذلك وخطاب الجماعات الإرهابية رفع شعارات إسلامية خدعت الكثيرين، مما يجعل توجيه الاتهام إلى الصهيونية وإسرائيل لإ يرقى إلى التصديق التام؟
لهذا ولقطع دابر التمويل والتسليح عن الإرهابيين يجب الكشف عن كل المعلومات والوثائق التي تكشف تعامل الإرهابيين مع الجهات المرتبطة بإسرائيل سواء في الاستفادة من عمليات التمويل أم صفقات التسلح.
هذا الارتباط يعرفه العديد من جهات المعلومات والاستخبارات، ويؤكده تواجد (أمراء الإرهاب) في العواصم الأجنبية.. يقبضون ويوجهون طرق التمويل وصفقات التسلح... والآخرون ينفذون عمليات القتل.
|