* بغداد - واشنطن - الوكالات:
سعى زعيم كردي عراقي إلى التهوين من شأن إساءة جنود أمريكيين معاملة سجناء عراقيين بأن أشار إلى أن انتهاكات مماثلة ارتكبت في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين.
وتحاول الولايات المتحدة تهدئة موجة من الغضب في الداخل والخارج بعد أيام من نشر صور ظهر فيها أفراد من الشرطة العسكرية الأمريكية في العراق وهم يسيئون معاملة سجناء عراقيين بإجبارهم على اتخاذ أوضاع مهينة وهم عرايا.
وحث جلال الطالباني عضو مجلس الحكم العراقي وزعيم إحدى الجماعتين الكرديتين الرئيسيتين في شمال العراق على عدم المبالغة في رد الفعل وقال إنه لا حاجة إلى تغيير السياسات الأمريكية بسبب تلك الانتهاكات.
وقال الطالباني للصحفيين بعد اجتماع مع نائب وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد ارميتاج (هذا النوع من الانتهاكات لحقوق الإنسان يحدث في كل الجيوش... أعرف على سبيل المثال أنه في تاريخ الجيش العراقي حدثت أشياء كثيرة مثل هذا).
وقد أعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن استيائه الشديد من تلك الصور التي ألحقت ضرراً بمصداقية الولايات المتحدة بين العراقيين.
وقال الطالباني الذي يتزعم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني إن الجنود الأمريكيين الذين ارتكبوا تلك الانتهاكات (يجب أن يعاقبوا. لا عذر لهم. لكن أيضاً يجب عدم تهويل الأمر كما لو كان ما حدث هو شيء وحشي جداً أو شيء... يستدعي تغييراً في السياسة).
وأضاف قائلاً (الولايات المتحدة الأمريكية جاءت وحرّرت بلدنا ومنحتنا هذه الفرصة للديمقراطية وحقوق الإنسان.. وهذا الرخاء الذي لدينا يرجع الفضل فيه إلى الأمريكيين).
وقال مسؤولون بالجيش الأمريكي إن 25 سجيناً ماتوا أثناء اعتقالهم لدى القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان وان الأمريكيين قتلوا سجينين منهم في العراق.
وقال مسؤول بالجيش إن جندياً أدانه النظام القضائي العسكري الأمريكي بقتل سجين رمياً بالرصاص في سبتمبر- أيلول العام الماضي في مركز اعتقال ميداني في العراق وان متعاقداً خاصاً كان يعمل لحساب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قتل سجيناً آخر في نوفمبر - تشرين الثاني في سجن أبو غريب غربي بغداد.
وقال المسؤول إن الجندي خفضت درجته إلى نفر وأعفي من الخدمة إلا أنه لم يحكم عليه بالسجن.
وأضاف المسؤول أن الجندي أطلق النار على السجين بعد أن رجمه السجين بالحجارة وثبت أن الجندي استخدم قوة مفرطة.
وقال المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه إن الجيش قرر أن هذه الوفاة هي حالة قتل.
وأضاف أن المتعاقد مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لم يتخذ ضده إجراء لافتقاد الاختصاص القضائي لأنه لا يتبع الجيش لكنَّ مسؤولين عسكريين أحالوا القضية إلى وزارة العدل الأمريكية لاتخاذ إجراء محتمل. ولم يدل المسؤول بتفاصيل عن حالة القتل هذه التي ارتكبها المتعاقد ولم يحدد هويتي الأمريكيين اللذين ارتكبا القتل أو هويتي الضحيتين.
ولم يعلق متحدث باسم وزارة العدل الأمريكية على قضية المتعاقد مع وكالة المخابرات المركزية إلا أن مسؤولاً أمريكياً أكد أن الوزارة تحقق في حالة الوفاة.
ومن ناحية أخرى قال متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية إن المفتش العام للوكالة يحقق في حالة وفاة سجين عراقي في سجن أبو غريب.
وقال المسؤول العسكري إن حالة وفاة ثالثة ضمن الخمس وعشرين حالة التي تشملها التحقيقات حكم فيها بأنها قتل مبرر وقال الحكم إنها وقعت أثناء محاولة سجين الهرب.
وذكر الجيش أن القوات الأمريكية كانت تحتجز أكثر من 40 ألف سجين في العراق في إحدى المراحل العام الماضي وانها تحتجز حالياً نحو عشرة آلاف سجين في أماكن احتجاز متعددة.
وقال الميجر جنرال دونالد رايدر قائد الشرطة العسكرية للصحفيين إن قيادة التحقيقات الجنائية بالجيش أجرت تحقيقات بشأن 35 حادثة تتعلق بانتهاكات مزعومة ضد سجناء معتقلين في العراق وفي أفغانستان أيضا.
وأضاف رايدر أن 25 من تلك التحقيقات تتعلق بحالات وفاة لسجناء وقال مسؤول آخر بالجيش إن غالبية هذه الحالات وقعت في العراق.
وقال الجيش إن هناك عشر حالات أخرى تتضمن اعتداءات على السجناء بينهم حالة اعتداء جنسي.
وقال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي إن (من السابق لأوانه) القول إن الاعتداءات على السجناء العراقيين منتشرة بشكل يفوق الحوادث التي وثقتها الصور التي التقطت في سجن أبو غريب العام الماضي.
وسعى رامسفيلد إلى تصوير الانتهاكات في أبو غريب على انها تصرفات صدرت عن عددٍ قليلٍ من الجنود الأمريكيين.
وعلى صعيدٍ متصل قالت صحيفة واشنطن بوست أمس الأربعاء إن الجنرال الأمريكي الذي يشرف على عمليات الاعتقال في العراق يخطط لخفض عدد المحتجزين في سجن أبو غريب إلى النصف حيث يقول بعض العراقيين إنهم تعرضوا لانتهاكات من جانب القوات الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن الميجر جنرال جيفري ميللر قوله إنه أمر ضباط المخابرات العسكرية بالتوقف عن وضع أكياس لتغطية الرأس عند الاستجواب.
وأضاف التقرير أن ميللر ذكر أنه أصدر توجيهات إلى المشرفين علىالاستجواب للالتزام بصرامة بقواعد الجيش التي تحدد بالتفصيل الأساليب التي يمكن استخدامها للحصول على معلومات من المحتجزين.
وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير من بغداد إن ميللر كشف عن التغييرات في السياسة في مقابلة مع مجموعة صغيرة من الصحفيين.
|