* جدة - سامية محمد العباسي:
* في أمسية ثقافية رائعة كان موعد نخبة من الأديبات والشاعرات مع الكثيرات ممن لهن علاقة بالفكر والثقافة والأدب والشعر.. كانوا جميعا على موعد في الصالون الأدبي للاستاذة مها أحمد حسن فتيحي صاحبة الصالون التي اعتادت على ترتيب هذه اللقاءات حيث يتنوع موضوع اللقاء ما بين حوار فكري ثقافي وبين أمسية شعرية وبين موضوعات دينية مثل مفهوم العقل والقلب في القرآن والزمن في الحديث الشريف.
* والأستاذة الكاتبة والأديبة مها فتيحي صاحبة الصالون تركز على نشر الفكر الثقافي والأدبي.
* وعلى مر الأسابيع السابقة استضاف صالون المها الأدبي للشاعرة هند باخشوين والشاعرة شفيقة الجزار والدكتورة غادة الحوطي والدكتورة فاتنة شاكر والدكتورة ابتسام صادق التي قدمت موضوعا بعنوان (الحداثة في العالم الثالث)..
* ويعتبر صالون المها الأدبي بجدة من أوائل الصالونات الأدبية النسائية بجدة..
* هذا وقد بدأت الأمسية مع الدكتورة ابتسام علي صادق بتلاوة عطرة من آيات الله البينات، ثم رحبت صاحبة الصالون الأستاذة مها فتيحي بجميع الحاضرات وأعطت نبذة عن ضيفة الصالون وعن دراستها وخبراتها وعن موضوع اللقاء.
الدكتورة ابتسام صادق
بدأت الدكتورة ابتسام حديثها للحاضرات بالتعريف بمصطلح أدب ما بعد الاستعمار، حيث قالت: إن هناك فئة من النقاد تؤكد بأن أدب ما بعد الاستعمار يبدأ بجلاء المستعمر من أوطان الشعوب المقهورة، إلا أن هناك فئة أخرى من النقاد تؤكد أن كتابات ما بعد الاستعمار تبدأ بدخول المستعمر أراضي الغير لا بخروجه منها، كما تذهب فئة أخرى لتنظر بأن أدب ما بعد الاستعمار لا يقتصر على الشعوب مسلوبة الكيان بل يمتد ليشمل كتابات المحتل الوافد من العالم الأول وكذلك كتابات شعوب العالم الثاني.
تقسيم العالم.. تسميات خاطئة
وأضافت الدكتورة ابتسام صادق أن نظرية ما بعد الاستعمار تحاور النظرية الاقتصادية التقليدية التي بني عليها تقسيم العالم إلى أول وثانٍ وثالث وتفند مبدأ تسمية الدول الرأسمالية الغربية بالعالم الأول والاشتراكية الشيوعية بالعالم الثاني بدعوى أن الرأسمالية لا تقتصر على الغرب ولا الشيوعية على الاتحاد السوفيتي.
* كما تحاور نظرية ما بعد الاستعمار معايير التقسيم الى العوالم الثلاثة وتعتبرها ليس فقط اعتباطية بل غير منصفة فهي تمد المستعمر الغربي بالقوة وتصنفه كعالم أول، في حين انها توظف نفس المعايير لتصنف أمماً أخرى من خلال تسميتها بالعالم الثالث متجاهلة الواقع الحضاري لتلك الأمم وتراثها الثقافي والديني والذي يجعلها عالماً أول وليس ثالثاً.. لذا تؤكد نظرية ما بعد الاستعمار ان المعادلة غير متوازنة والتسميات خاطئة.
أهم المحاور
وتضيف الدكتور ابتسام ضيفة صالون المها الأدبي أن أهم محاور أدب ما بعد الاستعمار هي:
1- التفرقة العنصرية، الانقسام الديني والاختلافات العرفية.
2- الهجرة، العبودية، القمع والمقاومة.
3- التمايز ما بين الجنسين (الرجال والنساء).
4- الاختلافات الثقافية، التاريخية، الجغرافية.
أدب المستعمر
تقول الدكتورة ابتسام إن أدب المستعمر ينادي بالشمولية أي شمولية القيم والمفاهيم والتجربة الانسانية، ويمثل أدب العالم الأول الشعوب المستعمرة وكأنها عالم يعيش على أطراف الحضارة، كما انه يحكم على الشعوب المحتلة ويقيمها بموجب قيمه الاستعمارية متجاهلا واقعها الحضاري وينتهي به الأمر إلى الحكم عليها بالدونية وعلى نفسه بالتفوق والتميز.
أدب المعارضة
وهو أدب يبدأ بدحض نظرية الشمولية عن طريق تصوير ردود فعل سكان العالم الثالث لبعض التجارب الانسانية ولذلك فإن أدب العالم الثالث هو أدب مقاومة بالدرجة الأولى. إن أدب العالم الأول وإن بدأ يفقد مصداقيته فيما يخص مبدأ الشمولية إلا انه لم يفقد سيطرته فيما يتعلق برفضه لتميز الكتابات الأدبية في العالم الثاني والثالث والرابع، ويقاوم عملية طباعتها وعملية نشرها وبالتالي انتشارها وذلك لما يراه فيها من تهديد لمصالحه الاقتصادية بعد أن انتهت أو شارفت وصايته السياسية على الانتهاء.
* وبعد ذلك طرحت بعض الاسئلة من الحاضرات على الضيفة.
* وفي نهاية اللقاء شكرت الاستاذة مها فتيحي صاحبة صالون المها الأدبي الدكتورة ابتسام صادق على محاضرتها القيمة، كما شكرت جميع الحاضرات على مشاركتهن وحضورهن صالون المها الأدبي.
|